قراءة في مخرجات الدورة الثامنة لثوري حركة فتح / د. هاني العقاد

د. هاني العقاد ( فلسطين ) – السبت 26/6/2021 م …




قبل ان نقدم قرائتنا لمخرجات المجلس الثوري لحركة فتح في دورته الثامنة ( القدس عاصمتنا و عنوان هويتنا وحرية شعبنا ) كان لابد من اجراء مراجعة شاملة لاهم  مخرجات الدورة السابعة للمجلس ديسمبر 2019 والتي واكبت الاعلان الامريكي فيما يسمي صفقة القرن .نعم المجلس اكد علي رفض الصفقة الامريكية الاسرائيلية لانها لا تقدم لشعبنا اي حقوق بل انها تقدم حلول فقط لاسرائيل وتفرض الوصاية الامنية علي شعبنا وما نود مراجعته هنا ليس الشان السياسي ولكن الشان التنظيمي والحركي واطر الحركة واستنهاض اطرها العامة التي جاءت في توصيات اجتماع الثوري . المجلس كان قد اوصي بتشكيل لجنة من المركزية والمجلسين الثوري والاستشاري لاستنهاض الحركة استعداداً للتوجة للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني , بالاضافة الي التوصية باستكمال تشكيل المجالس الحركية بالاقاليم وعقد مؤتمرات المناطق والاقليم في الوطن .هذه مخرجات مهمة علي صعيد ترتيب الشان الداخلي للحركة لكن لم يتحقق منها الا القليل وان استطاعت الاطر التنظيمية العمل علي تشكيل المجالس الحركية لكن جميعها تدور في دائرة نصف قطرها عدد اعضاء الاقليم الواحد ومنذ ذلك التاريخ حتي الان والحركة تفتقد لاستراتيجية التوسع وبناء الصفوف خاصة في غزة تزداد ترهدلا ويفقد اعضائها الدافعية للعمل ويكثر منتقديها من داخلها ولم تستطع اللجنة الملكفة من المركزية والثوري والاستشاري العمل ضمن خطة لاستنهاض الحركة وترتيب اوضاعها خاصة في غزة بما يواجه التحديات المتوقعة سواء فيما يخص الانتخابات او فيما يخص توسيع الدائرة الجماهيرية للحركة لان كل ابناء فتح في غزة يشعروا انه وقع عليهم ظلم تاريخي منذ اكثر من 8 سنوات لم يتمم تصحيحة حتي الان ..

اليوم جاءت مخرجات الدورة الثامنة للمجلس الثوري بنفس العناوين للدورة السابعة وهي استنهاض الحركة وتم تقديم 12 وقة مشروع تخضص كافة مفاصل الحركة المهمة وكافة الاصعدة التنظيمية والسياسية , وللحقيقة فان المشهد السياسي وما يحتوية من تطورات ترتكز معظمها علي دوائرالاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنية في القدس وغزة والضفة في صورة لتفعيل وتطوير وتوسيع دائرة الاشتباك عبر المقاومة الشعبية واساليب ارهاق المستوطنين وتحويل معيشتهم علي ارضنا الي قلق دائم ليرحلوا في النهاية .  واعتقد ان التاكيد علي تطوير سبل المقاومة الشعبية ودعمها وتعميم اشكالها واتخاذ المقاومة الشعبية في (قرية بيتا) نموذجا هو من اهم مخرجات هذه الدورة الحالية , لكن المسالة التي كان يجب علي المجلس الثوري التاكيد عليها ان المقاومة الشعبية لا يتوجب ان تكون حدثية اي اذا ما اقام المستوطنين بؤرة استيطانية في مكان ما نشرع بالمقاومة الشعبية وننسي باق المستوطنات المنتشرة بالضفة  وما يتوجب الان فهمه من كلمة الرئيس ابو مازن بان المقاومة الشعبية هي استراتيجية التحرر ومقاومة الاحتلال ومستوطنية اينما كانوا واتمني ان يكون المجلس الثوري قد خلص الي اهم مخرج اليوم وهو ان المقاومة الشعبية بحاجة  لقيادة تمتلك فكر مقاوم ولديها القدرة علي اعتماد اساليب ابداعية تنغص فيها علي المستوطنين في كل مكان وليس )بيتا او الشيخ جراح او حي بطن الهوي او نعلين او جبل العالم او الخليل ( بل في كل شبر يوجد به مستوطن صهيوني وحول المستوطنات  الكبري بالضفة والقدس ليشعرالمستوطنين الذين يقيموا فيها  انهم يقيموا علي ارض ليست لهم ولن يتوفر لهم الهدوء طالما هم يغتصبوا هذه الارض وبالتالي اجبارهم علي النزوح الي اماكن اخري داخل دولة الكيان .

سبع ملفات بحثت في المجلس الثوري منها المقاومة الشعبية وملف م ت ف وملف الاعلام الحركي وملف المصالحة الداخلية وملف القدس وتوحيد المرجيعات وملف غزة وهو الملف الثقيل علي قيادة الحركة  والذي يحتاج لخطة علمياتية لاعادة ترتيب وضع الحركة وتنظيف صفوفها من الشوائب ممن يبيتون في فراش اخر وبالنهار يتباهوا بانتمائهم الحركي  , اليوم الحركة في امس الحاجة لاستراتيجية لناء صفوفها من الراس حتي القاعدة وتحديث كافة اطرها واختيار قيادات حركية لها تواصل حقيقي مع الجمهور بعيداً عن التقليدية علي ان تمتلك تلك القيادات  خطط لتطوير العمل الحركي العام ,ولعل المهم الان وما ينتتظرة ابناء حركة فتح في غزة لتصليب صفوفها وتمتين حلقات الالتفاف الجماهيري حول مبادئها وفلسفتها وخطتها النضالية هو اعادة الحقوق لابناء الحركة واولها انهاء التقاعد المالي  والتقاعد العسكري واعادة الرتب المسحوبة والمجمدة واعادة الرواتب المقطوعة علي اساس تقارير كيدية وتفريغ اعضاء المناطق الذين تقوست ظهوروهم وحفيت السنتهم وهم يطالبوا بحقوقهم من قادة الحركة وكانهم يخاطبوا دمي وليس قيادات فتحاوية همها بناء كل كادر وعنصر ومؤسسة حركية . الان الوضع الفتحاوي في غزة ليس بخير ومن يقول غير هذا يكون اعمي بعيون المناصب فقط وعلينا ان نعترف ان الاطر التنظيمية تحتاج الي استنهاض واول اجراءات الاستنهاض ياتي من باب حل جميع هيئات الاقليم بغزة وتكليف كادر متقدم متمرس لقيادة هذه الاقليم لازابة الموقف المتجمدة والاعداد لانتخابات  الحركة العامة بداً  بانتخابات المناطق والاقليم استعدادا لعقد المؤتمر الثامن لتغيير قيادات تعتبر نفسها اول الرصاص  في فتح واخر الحجارة.

لعل استنهاض الحركة يحتاج الي خطة استراتيجية عملية يشترك في بنائها الخبراء  لتوسيع دوائر الحركة وتحديثها علي الارض لكثرة التحديات ووشطب الحركة الام في ظل وجود محاولات لايجاد نسخة اقليمية لفتح جديدة  , ولعل المرحلة تتطلب التخلي عن النظريات والخطب والمشاريع التي  في كل دورة  , ولا بد من فكفكة كل الدوائر البيروقراطية في الحركة وتمهيد الطريق امام الكادر ليتقدم ويرتقي من خلال ما يقدم للحركة واعضائها وجماهيرها ومناصريها , ان حركة فتح يمكن ان تعود لمجدها في غزة والضفة اذا ما وضعنا خططاً مبنية علي اسس استراتيجية متنوعة للعمل النضالي والحركي العام بما يشمل بناء الاطار التنظيمي والفكري والاعلامي  يبني علي اساس توظيف كل مقدرات العمل النضالي والتنظيمي والاعلامي الحديث  للنهوض بكافة اطر الحركة وتوسيع دوائرها وامتداداتها . 

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.