قطعُ رأسي المعري وأبي جعفر المنصور .. الحقدُ على تاريخنا / الفضل شلق

الفضل شلق ( لبنان ) – الأحد 27/6/2021 م …

يدعو بعض المتطرفين الشيعة في العراق الى إزالة تمثال أبي جعفر المنصور.



قبلهم قطعت داعش رأس تمثال أبي علاء المعري في معرة النعمان في سوريا.
قبل ذلك، ومنذ سنوات، دمرت طالبان تمثال البودا في أفغانستان.
دعوات تأتي من متطرفين شيعة في الحالة الأولى، ومن متطرفين سنة في الثانية، ومن متطرفين إسلاميين في الثالثة.
وعي ديني مشترك بغض النظر عن الفروق العقدية بين المذهبين، والرموز التي يقدسها كل منهما، إلا أنهما متشابهان في معظم الأمور … مزاج واحد.
كلٌ منهما يحقد على التاريخ ويزوّره بما يتناسب مع العقيدة. كلٌ منهما يشكّل مجتمعاً مغلقاً برفضه لما يعتقد الآخر.
كلٌ منهما لا يتحمل الرأي الآخر ولا يستطيع التعايش معه إلا لأسباب عملية. كلٌ منهما تطغى عنده البراغماتية والانتهازية على عدة الشغل العقائدية.
كلٌ منهما يعادي التعددية. كلٌ منهما يكره الاختلاف.
كلٌ منهما لا يرى إلا نفسه بكل أنانيتها وكرهها لغيرها.
كلٌ منهما لا يستطيع أن يرى الإسلام كدين إلا من خلال الطقوس.
لا يهمه الإيمان كجانب ديني، ولا يستطيع أن يرى المجال الإسلامي كحضارة. كلٌ منهما يقاوم مجتمعه بأشد مما يقاوم الاعتداءات الخارجية.
كلٌ منهما يضع البشر في قفص واحد يشبه قفص الآخر.
كلٌ منهما يحتقر الدولة ويعتبرها ضرورة لا بد منها.
كلٌ منهما يتمتّع بعدد كبير من العلماء من ورثة الأنبياء وولاة الفقيه.
كلٌ منهما يعتبر الدين يُستخرج من بطون الكتب الدينية الموروثة.
كلٌ منهما يقدس موروثه الديني، ويعتبر كل جديد ضلالة، وكل تجديد يؤدي بصاحبه الى النار.
كلٌ منهما يرفض ثقافة الغرب، وهي الثقافة العالمية؛ يغلق النوافذ.
يرضخ للضرورات التقنية، يستعين بخبراء من الخارج من أجل السلاح للحرب والمساعدة في استخراج ما لا يعرف استخراجه من باطن الأرض.
كلٌ منهما يستمتع بأشلاء الناس؛ يعتبرونهم شهداء، وهؤلاء ينالون نصيبهم في الجنة.
لم تستخدم كلمة شهادة في الماضي كما بالكثرة التي تستخدم بها الآن، ولم تستخدم كلمة إسلام في عناوين الكتب كما تستخدم اليوم.
هم يعرفون الإسلام ويصادرونه.
ويكلفون بتعاليمه الغير.
يصادرون الله.
كلامهم يعتبرونه استنابة من الله.
كلهم يعتبرون الإنسان سلعة، شيئاً يناورون به لأسباب سياسية.
في فصل الدين عن السياسة هم علمانيون.
في إخضاع السياسة للدين، يشكلون أو يسعون لتشكيل دولة (أو دول) دينية.
كلٌ منهما يسعى لتغييب الدولة، فيقيم دولة موازية.
في النهاية دولتهم الموازية مضخة لاستيعاب الفوائض الاقتصادية، خاصة المالية التي تنتجها شعوبهم.
كلٌ منهما صادر الله لأغراض دنيوية.
ما يقوله كلٌ منهما مبعثه الله. قول غيرهم مبعثه الغير.
علاقتهما، كلٌ منهما، بالله، تستدعي لديهما الفرح والثبور.
علاقة الآخرين كفر وضلال. فازوا بالغنيمة الكبرى المالية والروحية؛ المادية أظهر وأبدى؛ الروح مستترة، وفي غالب الأحيان تختفي تحت مظاهر التقوى وترداد حكم الأجداد والأئمة والسلف الصالح.
 الحقد على التاريخ في أساس التركيب الفكري الذهني، وفي أساس الوعي عند كلٍ منهما.
لا يهم إذا هزموا في معارك التاريخ أو الحاضر.
النصر لهم دائماً في مجال العقيدة وشفاء الغليل.
نفوس استعلائية تعتقد أن العقيدة ذات أولوية على الواقع.
يستخرجون علمهم من الكتب الصفراء، لا من الواقع.
هذا متروك لخبراء مأجورين.
كل العلم الحديث مأجور بنظرهم، يتيحه مرتزقة من مختلف جهات العالم.
تتقدم عندهم العقيدة على الواقع.
الذات تفترض الموضوع.
يتيهون عن الموضوع، لا يهمهم إلا ما يعتقدون.
المهدوية السنية كالمهدوية الشيعية وأكثر.
يصيرون أسرى معتقداتهم. تصير المعتقدات تاريخاً لهم. يفتقدون الموضوعية.
يصيبهم نوع من الاستعلاء على المجتمع، وسخرية من الناس.
كل ما لا يوافق رؤيتهم يستحق الاحتقار يحقدون على التاريخ لأنه علم الحوادث التي لا تتكرر أكثر من مرة واحدة.
علم التتابع الذي تقرر نتائجه موازين القوى.
النصر والهزيمة فيه جزاء الأقوى.
الأقوى يكون كذلك بقدرته على استخدام النظريات العلمية والإرشادات التقنية بما ينبع من عقل الانسان.
يتعلم التاريخ من يقدر على الملاحظة، ملاحظة الأمور المادية.
ومن يقدر على الاستقراء، أي استخراج النتائج من حقائق لم تكن نتائجها تبدو لولا تشغيل العقل والاعتماد في التفكير على الانسان العارف.
هو صراع بين معرفة جديدة، يقتحم أصحابها المجهول، وبين معرفة مدفونة في كتب التراث الصفراء التي يستخرج العلم منها أهل استنباط ما في الكتب والنظرية القديمة، لا أهل ملاحظة أمور الدنيا وشؤون العالم الخارجي وحركات الكون.
 يحقدون على التاريخ لأنهم لا يعرفون التاريخ.
يعرفون فقط ما حفظوا من كتب صفراء في الحوزات “عند الشيعة”، و”المدارس” عند السنة.
يخافون من التاريخ لأن مساراته غير المسار الذي يريدونه.
عقلهم طفولي بكّاء.
يبكي الطفل عندما لا تتحقق رغباته. يبكي هؤلاء لأن التاريخ مغاير لرغباتهم.
العمليات الانتحارية، عند كل منهما، هي أشبه بالبكاء.
حياة يسودها الخوف. ذوو بعد واحد. مجزرة واحدة في التاريخ يقفون عندها ويبنون العقيدة على أساسها.
تأثر أهل السنة بذلك فصار التاريخ ليس تطوراً أو تقدماً بل انحداراً جيلاً بعد جيل، وقرناً بعد قرن، الى أن تقوم الساعة.
وعي “أبوكاليبتي” عند الجميع. نهاية العالم قريبة.
هم يعرفون ذلك، كما يدعون.
أخذوا ذلك عن الله الذي لا يعرفه غيرهم.
الله شديد العقاب.
لا يرون الله لطفاً وأن التاريخ هو تطوّر هذا اللطف.
تقديرنا أن الله لطف.
إيماننا لطف.
إيماننا أن الله سمح بالتقدم.
لا يكرهون التقدم في التاريخ.
يرونه تراجعاً مستمراً، أو تزويراً لمشيئة الله.
هذه الرؤية هي نواة فهمهم للتاريخ المعاصر، للحاضر؛ رؤية لا تستحق إلا فناء النفس كما عند الصوفية.
هم النتيجة المنطقية والتاريخية للصوفية.
قصفوا عمر عصر النهضة التي بدأت في القرن التاسع عشر، واستمرت حتى الربع الثالث من القرن العشرين. وعيهم هو عودة الى الصوفية التي سادت المجتمعات الإسلامية قبل القرن التاسع عشر.
حضارة المسلمين التي شعّت من بغداد الى البصرة والكوفة، الى دمشق والقيروان وقرطبة ومراكش، الى سمرقند وطشقند ونيسابور، الى تمبكتو، هذه الحضارة التي استقطبت الدنيا بفرح وانجازات وعلم (كانت أساس العلم الحديث) وشعر وفن وموسيقى، هي في أساس الحضارة الغربية الحديثة.
حضارة أخذت من الفرس واليونان والهند والصين ونيسابور وحران ونصيبين وأنطاكية والاسكندرية، ومن أديان وحضارات أخرى، ودمجتها في نفسها، ولا تخشى التأثيرات الأجنبية ولا أصولها الوثنية أو المجوسية أو البوذية أو المسيحية أو اليهودية.
حضارتنا القديمة ما خشيت غيرها لذلك كانت في مقدمتها.
ما خشيت الانسان الآخر لأنه كان جزءاً منها. ما انغلقت على نفسها لأن الآخر كان في داخلها.
بالأحرى هي حضارة لم يكن لها آخر.
هي استوعبت العالم في ذاتها.
وعندما انهارت وحدتها السياسية، وصارت الخلافة مجرد رمز سياسي، استمرت في تقدمها بفرح وحبور واطمئنان الى أنها دامت على انفتاحها، ولا خوف عليها.
المزاج الديني الراهن هو مزاج انغلاق داعشي عند السنة والشيعة سواء. هو مزاج انغلاق على النفس ودوران حول الذات وتأكيد طقوس لا تجدي؛ طقوس مزرية لا تفيد إلا في تأكيد الهزيمة.
هزيمة أمام الذات، هزيمة أمام العالم، هزيمة أمام إسرائيل، وهي دولة صغيرة لا تستحق الوجود إلا بهزيمتنا.
الدين شيء والثقافة الدينية شيء آخر.
الدين يمكن أن يتماشى مع التقدم أو التأخر، مع الحداثة أو التخلف، مع الإجرام أو اللطف.
الثقافة الدينية لا تكون إلا في اتجاه واحد.
إما هذا وإما ذاك. ثقافتنا الدينية الراهنة تغذي التخلف والإنغلاق.
ننغلق على أنفسنا. ندور حول ذاتنا. لا نساهم في الثقافة العالمية.
ونرفض أن نأخذ منها إلا ما يتعلّق بالتكنولوجيا. والتكنولوجيا لا تغيّر العلم والمعرفة النظرية بقدر ما تفيد التطبيق، تطبيق ما عرفه الغير.
قطع رأس تمثال أبي العلاء، وإزالة تمثال أبي جعفر المنصور، كل ذلك طريق لأن تصير اللغة لغواً، ولأن يصبح الفهم عشوائياً، ولأن يصير التاريخ صنيعة الايديولوجيا، وعبداً للعقيدة، وبعداً عن الحقيقة.
أخطر ما في الموضوع هو اختصار الثقافة بالدين.
اعتبار أن الثقافة هي الدين وحسب، وأن ما يتعلّق بالسلوك في الحياة والمجتمع والسياسة ينبع من الدين. بذلك يصل الكذب والتكاذب الى حدهما الأقصى، والأخلاق الى حدها الأدنى.
إذ يتسابق أصحاب الدين الى البحث في النصوص الدينية عما يشبه قوانين السير.
يزعمون أن الدين يحوي كل شيء.
يجول في دماغ أو ضمير الانسان عن سلوكه وأخلاقه.
 ينظرون الى التاريخ انطلاقاً من غايات لهم مرسومة سلفاً.
التاريخ لديهم إلغائي لا تطوري. إن لم يأتِ التطوّر منسجماً مع الغايات المرسومة سلفاً فهو مستنكر.
الرؤية التاريخية إلغائية، تحشر التاريخ، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، في رغباتنا.
ما لم تتحقق هذه الرغبات، يصيبهم الأسى. هذا يقود الى البكاء وجلد النفس، والحقد على التاريخ كما هو، وكره المجتمع كما هو.
بعد ذلك يأتي دور التزوير والتدليس وتبجيل سرديات تاريخية تكون منسجمة مع رغباتهم.
باختصار، الواقع يصير افتراض الذات، وليست الذات نتيجة التطوّر الموضوعي. يُكرّس الحاضر من أجل مستقبل موهوم، غاية مرتجاة. المهدوية السنية كالمهدوية الشيعية وأكثر.
يصيرون أسرى معتقداتهم. تصير المعتقدات تاريخاً لهم. يفتقدون الموضوعية.
يصيبهم نوع من الاستعلاء على المجتمع، وسخرية من الناس.
كل ما لا يوافق رؤيتهم يستحق الاحتقار.
الأحزاب الشيوعية تحولت الى ذلك النموذج.
فقدت النظرية.
غابت رؤيتها عن الواقع.
صارت أولويتها حشر الواقع في العقيدة.
لم تعد العقيدة مستندة الى علم اجتماعي بل الى ايديولوجيا إلغائية.
فُقدت الأخلاق.
كل شيء وسيلة.
وكل وسيلة مكرسة للغاية.
ما دامت الغاية لها الأولوية، فلا مانع من وضع المخالفين في السجون والتعذيب، حتى ولو بلغت أعدادهم عشرات الملايين.
كُتُبْ التاريخ عند السوفيات كانت تتغيّر حسب متطلبات المرحلة.
تزيل من الماضي كل ما لا يتناسب مع الرؤية التاريخية الخاصة بهم.
يتحوّل الأبطال الى خونة والمخالفون الى عملاء.
وكل معارض يدخل في جحيم السجن أو المنفى الى سيبيريا.
داعشية السوفيات ما كانت أقل قسوة من داعشية السنة والشيعة.
الايديولوجيا التاريخية المسيطرة على كل المجتمعات الإسلامية هي كذلك الآن.
إنكار لما حدث في الماضي.
اعتباره تزويراً لما كان يجب أن يحدث.
ما كان يجب أن يحدث فيه خلال مئات بل آلاف السنين هو ما كان في تسلسله يقود الى الغاية المرجوة.
التاريخ الذي يكتبه علماء العلم الحديث مرفوض.
حالة إنكار دائمة. يفقد الحزب حيويته، سواء كان سوفياتياً، أو اخوان مسلمين أو الثورة الإسلامية في إيران.
ينتهون جميعا ضد الثورة العربية التي انفجرت عام 2011.
وضد الثورة في لبنان عام 2019.
أفكارهم تُفرض على الواقع.
سلطتهم تفرض نفسها على الناس.
من خالفهم خائن أو عميل.
مذابح في كل مكان.
مجتمعات غير مسموح لها أن تطوّر حسب مقتضيات حاجاتها ومستقبلها.
يزدهرون وهم في المعارضة ضد الحكومات الفاشلة.
يفشلون عندما يستلمون السلطة، وعندما يفاجأون بأن الواقع غير الرغبات.
وهم في السلطة ينفض المجتمع من حولهم.
إذ يرفض الانضواء في سجن عقيدة إلغائية. يحقدون على المجتمع والناس.
حقدهم على مجتمعهم يقودهم الى الحقد على تاريخه.
 الانتقائية في السرديات التاريخية كارثة أخرى.
ما يتفق مع الغاية نقبله، وما يتناقض مع الغاية نرفضه.
التاريخ مجموع رقعات لا روابط بينها.
وإذا تتالت فهي جملة من الأكاذيب.
تفتعل انتقائية الحقد على التاريخ جملة من الأحداث التي تجعلها، وأن كان بعضها صحيحاً، هي المحطات الأساسية في التاريخ.
تاريخ سرديات الحقد على التاريخ.
هو جملة من السرديات المتكاذبة وإن كانت بعض حوادثها صحيحة.
سردية تاريخية لهذه العقيدة، وسردية أخرى لعقيدة أخرى.
فجاء التاريخ كله أو معظمه كذباً، يحتاج الى تنقيح وإعادة نظر.
لا نخدم أنفسنا بالتاريخ الكاذب.
التاريخ توالي أحداث: التمييز بينها هو صحة أو عدم صحة ما وقع.
في التاريخ الحقيقي ليس هناك احداث خاطئة.
هناك أحداث أو حوادث وحولها وجهات نظر خاطئة.
الشخصيات التاريخية لا ينطبق عليها قانون الحق والصواب، ولا قانون الخير والشر، بل قانون واحد هو الصحة العلمية أو عدمها.
لا يمكن النظر الى التاريخ من وجهة نظر أخلاقية وإلا جاء مزوراً.
عندما تطغى الذات على الموضوع، يضطر صاحب الرؤية أن يغلب الذات، وعندما يتفاقم ذلك يصبح الأمر مجرد طفولية ساذجة لا تستحق أن يؤبه بها.
مع كثرة الأحاديث التي أخذت عن أبي هريرة، وهو لم يعرف النبي إلا في الأربع سنوات الأخيرة من عمره. صار السواد الأعظم من الأحاديث النبوية معتبراً متحولاً أو مشكوكاً فيه.
كان يجدر بنا أن نستخدم الأحاديث النبوية الصحيحة كي نستدل على التاريخ.
كثرت الأحاديث، حتى أن النبي ما كان لديه الوقت للإدلاء بها، وما كان لأصحابه الوقت الكافي للحفاظ عليها. صارت الأحاديث تحتاج الى تمحيص وتعديل كي نصل الى التاريخ الصحيح عن الدين.
الحقد على التاريخ يقتضي المبالغة في إكثار الأحاديث المتحولة حتى لا نتبيّن الصحيح من الخطأ ولا الواقعي من المتخيّل.
لا يفيدنا أبو هريرة ولا يفيدنا الإكثار من الأحاديث في المذهب الآخر.
ولا عجب أن تتحوّل اللغة الى لغو.
ليس صدفة أن الأصل اللغوي للتعبيرين واحد: لغا لغواً.
لغة للفهم ولغة لعدم الفهم.
وللعشوائية لغة. تصاب لغة الدين بالعشوائية.
نحتاج لتحويرها وتزويرها كي تستقيم لنا الأحاديث من أجل استقامة السردية التاريخية المزعومة.
مع الواقع، ومعرفة الواقع، اللغة فهم واستقامة.
مع التخيلات العقائدية، تصير اللغة لغواً وتشويشاً.
عندها، نحتاج الى جهد كبير لتبيان الصحيح من المتحوّل الكاذب.
بدل أن تكون الأحاديث طريقاً للمعرفة، تصير طريقاً للجهل.
ويضطر العلم الى اتخاذ سبيل آخر ومنهج آخر.
قطع رأس تمثال أبي علاء، وإزالة تمثال أبي جعفر المنصور، كل ذلك طريق لأن تصير اللغة لغواً، ولأن يصبح الفهم عشوائياً، ولأن يصير التاريخ صنيعة الايديولوجيا، وعبداً للعقيدة، وبعداً عن الحقيقة.

الحقد على التاريخ يحيله لدى أهل العقيدة الى وقائع لا تواصل بينها. تصبح اللغة لغواً، والتواصل الإنساني عشوائياً، والمجتمع خاضعاً لمن يسيطر على العشوائية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.