سلطة اوسلو تودّع والكونفدرالية على الأبواب / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 28/6/2021 م …
ما يجري في الضفتين من أحداث دراماتيكية،ليس عبثا ولا هو بالخارج عن المرسوم والمتوقع ،بل هو مدروس ومخطط له جيدا من قبل مستدمرة الخزر ومن يدور في فلكها في الإقليم،وقد أصبحت المنطقة برمتها تسير في فلكها ،بعد التحالف الإرهابي الماسوني”الإبراهيمي”بين الصهاينة وضب الإمارات والحالم بالملك في بلاد الحجاز.
سلطة اوسلو التي يقودها الأصفهاني الأصبهاني – صاحب التنسيق الأمني المقدس مع مستدمرة الخزر ،والحريص على مستقبل شبابها ،والذي لا ينام قبل أن يستمع إلى أغاني المطربين الصهاينة،وقد نسي طبعا ما كان يجود به علينا الفنان أبو عرب وغيره من الفنانين الفلسطينيين- هذه السلطة تحمل في طياتها بذور فنائها ،لينبت بدلا منها “الخيار الأردني”،لأن هذه السلطة لم يتم تشكيلها لتحقيق الحلم الفلسطيني ،بل لتكون قوة إحتلال ثانية لهذا الشعب المنهك من الإحتلالات.
لن تكون مقاولة إغتيال الناشط الفلسطيني نزار بنات قبل أيام هي المسمار الوحيد في نعش سلطة اوسلو،بل سبقها وسيتبعها مقاولات عديدة،إذ أقدمت هذه السلطة على كشف مكان ثلاثة فدائيين فلسطينيين في مخيم جنين،وقبلها وقبلها ،والله وحده يعلم ما ستقوم به هذه السلطة من جرائم ضد الشعبالفلسطيني،ضمن ما هو مرسوم لها من سثطات ،كي تسقط في الهاوية حسب ما هو مرسوم لها ،وسوف لن يأسف عليها الشعب الفلسطيني.
أما في الأردن فإن ما يجري فيه ليس وليد الصدفة ،بل هو عمل مخطط له ،لأن أعداءنا يرصدون ويحللون ويضعون الحلول المناسبة لهم ،وقد رأوا أن يضربوا التعاطف العشائري الأردني مع الشعب الفلسطيني في الداخل ،من خلال إفتعال قصة لا أساس لها من خلال أدواتهم ،وهكذا كان إذ فجّر مقال لعضو لجنة الإصلاح الملكية السابق الكاتب عريب الرنتاوي قنبلة دخانية أعمت بصر وبصائر بعض النخب،التي أشعلت الشارع الأردني لعدة أيام ،وتبين أن غالبيتهمم لم يقرأوا المقال،ومن قرأه فعل ذلك حسب تبييت النوايا.
ما نستطيع قوله هنا هو إن سلطة أوسلو تحتضر ،والدلائل على ذلك كثيرة أهمها نداءات الشعب الفلسطيني برحيل هذه السلطة وكل متأسرليها ،وحراكات فلسطينية في كافة المدن الإسرائيلية،وإظهار الغربة في عودة الحكم الأردني إلى الضفة وإن لم يظهر ذلك بوضوح ،لكن ما يجري في الخفاء ينبيء عن ذلك ،ولا نلوم أحدا لأن مشكلة الشعب الفلسطيني الأزلية تكمن في قيادته.
تم حسم أمر غزة مشاركة بين الجاسوس دحلان وحماس التابعة للإخوان المسلمين ،في حين أن أشلاء الضفة الفلسطينية ستعود إلى الأردن،ضمن كونفدرالية أردنية –فلسطينية،يتبعها توسيع الأردن ليشمل جنوب سوريا وغربي العراق وشمال السعودية،مع خط يصله بسيناء،وربما وصل عدد سكانه إلى 25 مليون نسمة.
الأردن الوسيع الذي نتحدث عنه يختلف كليا عن الأردن الحالي،وسنرى في هذا الأردن الجديد مواطنة حقة لكل مكوناته الجديدة والقديمة،وسنشهد ديمقراطية وحرية ونزاهة وشفافية ،وستولد أحزاب وبرلمانات حقيقية ،وسنخوض إنتخابات نزيهة ،وسيتدفق على الأردن الجديد مشروع مارشال بكافة نسخه الأمريكية والأوروبية والخليجية والكورية الجنوبية واليابانية،وستكون هناك مفاجأة الموسم ،وهي أن المكونين الرئيسيي للأردن الحالي”الأردنيون والفلسطينيون ” المتصارعين لحاجة في نفس يعقوب قضاها ،سيجدون أنفسهم أقلية في الأردن الجديد،وستنشأ بينهم علاقة محبة عميقة وسيبكون على أنفسهم لكونهم تحولوا إلى أقلية….والسؤال إلى متى ستستمر هذه الكونفدرالية التي ستشطب الهويتين الأردنية والفلسطينية؟
التعليقات مغلقة.