يا سَدَنَةَ الحكم في لبنان … هل تعلمون من أنتم؟! / موسى عبّاس
موسى عبّاس ( لبنان ) – الجمعة 2/7/2021 م …ا
أيّها المتسلّطون على العباد : خذوا لبنانكم ، إنّه ليس لبناننا.
أنتم من سلالة المرتكبين لأسوأ الموبقات،وقد تفوّقتم على أعتى اللصوص والفاسدين والقتلة عبر التاريخ.
لبنانكم هذا أفقرنا، جوّعنا ، هجّرنا، قتلنا عمداً مع سابق تخطيط وجريمة المرفأ لا زالت تشهد على وحشيتكم ، والشعب الذي يبحث في مستوعبات النفايات أمام قصوركم عن بقايا الأخلاق والكرامة والعنفوان ووجد بدلاً عنهم انحطاطاً ودناءةً وخيانة، نعم خيانة للأمانة التي حمّلكم إيّاها يوم وعدتموه بمشاريع الإزدهار ، وجدَ تراثكم وتاريخكم النتِن الموبوء تفوح منه روائحكم الكريهة التي لم يهيمن عليها لا العطر الفرنسي ولا الأمريكي ولا مِسك وعنبر الخليج.
كذبٌ وتزويرٌ وبُهتان مقولة “لبنان سويسرا الشرق”. هذا اللبنان لا مثيل له بين البلدان لبنان الدواء والماء والكهرباء المفقودين إلّا من قصوركم والوقود المُخزّن تحت رعايتكم في مستودعات الإذلال خاصّتِكُم.
لُبنانُكم الذي استولدَهُ الإستعمار الفرنسي بعملية قيصرية هو نتاج فعل اغتصاب ، نتجَ عنها “لقيط” أهدته فرنسا لزبانيتها من السياسيين ومن رجال الدّين المستتبَعين لها ولعائلات موغلة في الخيانة ، خيانة وبيع الأوطان لمن هو جاهز لدفع الثمن.
لبنانكم هو شركاتكم التي تحتكر الدواء والوقود وقوت المعوزين.
لبنانكم هو مصارفكم التي نهبتم عبرها جنى عمر الفقراء وتعويضات المتقاعدين .
لبنانكم هو الذي تحكّمتم فيه بالقضاء كي لا يكشف عوراتكم.
لبنانكم هو سجلاتكُم الطائفية التي تفوح منها رائحة البلطجة والإجرام والنهب السلب والطغيان والمقامرة بشعب امتهنَ غالبيته الإستتباع ويعشق الكذب على نفسه فيُصدّق ما يقوله الزعيم رغم أنّه يرى الحقيقة بأمّ عينه لكنّه يوهمَ نفسَه أنّه يحلم، فالزعيم لا يخدع ولا يراوغ .
لبنانكم طاولة ميسرٍ يقامر حولها ذلك السُّني الذي ليس له عند طائفته بديل، وذلك الشيعي الذي ليس له في الذكاء مثيل، وذلك الدرزي الذي يقامر ويغامر بكلّ شيء ويتراجع في اللحظة القاتلةً وهو الذي يرى أنّه وحده الأصيل، وذلك الماروني الذي فرضته ظروف المُصاهرة والذي ينازعه الزعامة في طائفته آخران أحدهم ورث الإقطاع والآخر سفّاح للصهاينة عميل.
أيّها اللاعبون لا تقامروا بالبلد وتحوّلوه إلى خنادق ومتاريس ومهجّرين ومفقودين ومذبوحين على الهويّة ومُشردين من جديد، يكفي ما مضى ، وختام ذلك اذا ما حصل لا سمح الله ربّما “طائف “جديد أو “دوحة” ثانية، وربّما هذه المرّة “باريس”تحت ظلال “الإليزيه”، فيُعزف لكم نشيد”لامارسييز” الى جانب النشيد الوطني اللبناني الذي يَخجل بكم.
أيّها اللبنان:
كذب الكتّاب والشعراء بتمجيدهم تاريخاً اخترعوه وزيّفوه وزيّنوه لأبنائك .
أستميح الرحابنة وفيروز الأصالة مَعذرةً:
“فخر الدين وبشير الشهابي ما كانوا إلّا أمراء إقطاع رهنوا رقاب الفلّاحين للسلاطين، وقاتلوا جيرانهم من ابناء جلدتهم واحتموا بالأجانب ،تماماً كما يفعل اليوم المتآمرون على الشعب اللبناني من أصحاب الدولة والمعالي والسيادة الذين يتفيَئوون تحت خيمة حاكمة عوكر.
بلغت وقاحتكم أن تدفعوا بالفقراء ليقطعوا الطرقات على أمثالهم وهم لا يعلمون أنّ قصوركم متخمة كأصحابها الذين لا يعرفون لا سعر ربطة الخبز ولا علبة الحليب ولا ثمن الدواء ولا حتى بكم تُباع أيّ سلعة، لأنّ مخازن قصورهم تمتلئ يوميّاً وبالمجّان،
بينما بيوت الفقراء خاوية على جدرانها.
من هو لبناننا؟
لبناننا هو الذي حفظ الكرامة والأرض والعرض وانتصر واستشهد ، لبناننا هو الذي صان الشّرف ورفض الذُل وانتفض وقاتل وحمى وانتصر.
هذا هو اللبنان الذي نراهن ويراهن عليه من تتآمرون عليهم ليلا ًونهاراً وسرّاً وعلانيةً.
يوم ترحلون لا بُدّ آتٍ.
التعليقات مغلقة.