واشنطن تفشل بالحصول على قاعدة في دول قريبة من افغانستان / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 3/7/2021 م …

قالها بكل وضوح وصراحة رئيس وزراء باكستان ان بلاده ترفض اقامة  قاعدة او  مركز عسكري امريكي لمراقبة الاوضاع في افغانستان بعد الانسحاب منها وقد سعت  الولايات المتحدة  الامريكية  بالحصول على اراضي دول اخرى قريبة من افغانستان لكن احدا لم يرد على طلبات واشنطن خاصة تلك الدول الواقعة ما وراء القوقاز والقريبة من حدود روسيا  والذي كان البعض منها ضمن قوام الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره عام 1991.




 المعروف  ما ان تتاح الفرصة للاجنبي باحتلال بلد  يطمح بموقعه او ثرواته تحت اسباب وحجج كاذبة كما حصل  مع العراق وافغانستان وما ان يشعر انه” اي  المحتل”  فشل في تركيع شعب ذلك البلد رغم احتلاله  لسنوات يلجا الى الحيل والمسميات الفارغة من اجل البقاء  فضلا عن محاولة زرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد بعد ان  يشعر انه  سوف يرغم على الانسحاب  فيخلق   تبريرات منها مثلا حاجة قوات ذلك البلد الامنية او العسكرية  للتدريب  رغم وجوده في ذلك البلد عشرات السنين او ايجاد ذريعة كاذبة هي الاخرى  وجود ” الارهاب”  كما يحصل مع العراق .

او  يحاول اختلاق  الاكاذيب  منها مثلا دعم القوات الامنية كما يحصل في افغانستان التي اضطرت الولايات المتحدة وقوات ” حلف ناتو” مغادرتها بعد 20 عاما من الفشل والخسائر لنسمع ان واشنطن اتفقت مع الدوحة على  انشاء مكتب امني في قطر بحجة ادارة التعاون الامني لافغانستان يدير المكتب جنرال عسكري امريكي ووجود رمزي  لقائد  عسكري افغاني عميل الى جانبه .

قطر كما هو معروف  كانت مقر المفاوضات  بين  حركة طالبان والامريكان لتصبح عاصمتها مقرا للمكتب الجديد رغم اعتراض حركة طالبان.

 قطر تضم العديد من القواعد العسكرية منها الامريكية ومنها التركية الى جانب قاعدة ” العيديد” التي تعد اكبر قاعدة عدوانية امريكية  في المنطقة الى جانب القواعد الاخرى الامريكية  في تركيا  ترابط فيها طائرات عملاقة من طراز ” بي 52″ بامكانها حمل اسلحة نووية.

لقد لجات واشنطن الى قطر بعد ان حاولت البحث عن موقع في اراضي دول ما وراء القوقاز وحتى باكستان ربما الدولة الوحيدة التي رفضت علنا  تقديم تسهيلات عسكرية للولايت المتحدة بعد انسحاب قواتها من افغانستان.

بعد فشلها في ايجاد ركيزة عسكرية في بعض من دول الجوار الروسي بحجة مراقبة الاوضاع في افغانستان لجات الولايات المتحدة الى قطرفقد اعلنت وزارة الدفاع الامريكية” البنتاغون” ان وزير الدفاع لويد اوستن وافق على انشاء  ما اسموه ” مكتب تعاون امني” في قطر لدعم  ما يطلقون عليها قوات الدفاع الوطني الافغانية.

وفي اطار  ذات  السياسة   الامريكية المخاتلة اعلنت واشنطن انها سوف تتكفل عسكريا بحماية سفارتها في العاصمة الافغانية كابول  وعلى ذات الطريقة التي تستخف بها من السلطة الحاكمة في العراق لان من واجب بغداد وكابول حماية البعثات الدبلوماسية على اراضيها  .

الولايات المتحدة تعلم جيدا ان  سفارتها في بغداد لا تدخل في الاطار الدبلوماسي بل انها قاعدة عسكرية وسط  العاصمة تضم الالاف من رجال الاستخبارات والعسكريين  وبداخلها وحولها معدات عسكرية يجهلها حكام العراق وربما ما  موجود في العاصمة الافغانية الشيئ نفسه والا لماذا هذا الاهتمام اذا كان الامر محصورا بعدة دبلوماسيين  امريكيين وليس الاف الجواسيس فضلا عن استخدام واشنطن هذا الاسلوب اسلوب حماية سفاراتها للاستخفاف بحكام العراق وافغانستان.

ان اقامة مركز في قطر وسحب معدات وعسكريين امريكيين من قطر باتجاه المناطق الحدودية بين العراق والاردن وسورية يخفي وراءه اجندات عسكرية خطيرة قد تفضي الى صراع عسكري مسلح واسع  في المناطق التي توجد فيها قواعد عسكرية امريكية لاسيما وان هناك اصرارا سوريا عراقيا على ضرورة انسحاب هذه القوت التي تعبث في المنطقة تارة بحجة ” محاربة” داعش” وتارة بحجة التصدي لايران والكل يعلم ان هناك الاف  الكيلومترات من الاراضي الايرانية التي تمتد مع امتداد مياه الخليج وان القوات الامريكية تجوب تلك المناطق لكنها لن تجرؤ على المساس بمياه ايران الاقليمية او ارضها اوسمائها لخشيتها من الرد العسكري الايراني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.