تكتيك اسرائيلي علي جبل “صبيح” امام انتصار المقاومة الشعبية…!! / د. هاني العقاد




د. هاني العقاد ( فلسطين ) – الأحد 4/7/2021 م … 

جبل “صبيح” واحد من اهم الجبال في نابلس والتي يحاول قطعان المستوطنين الاستيلاء عليها في محاولة منهم للاستيطان فوق التلال الاستراتيجية بالضفة الغربية لتطويق ومحاصرة المدن والقري الفلسطينينة  بشكل دائري  والابتعاد عن تهديد الفلسطينين بل ان التحكم في طرق مواصلات الفلسطينين لذا فان انتقالهم من مكان الي اخر سيكون صعب في حال تم تنفيذ هذا المخطط الخطير والذي يشكل ضربة كبيرة لاي حل يرتكز علي حل الدولتين الذي تعمل اسرائيل عبر مستوطنيها لتقويضه وياتي استيلاء المستوطنين علي التلال والجبال  الاستراتيجية كنقطة انطلاق للتوسع وتكبير مساحة الارض المسروقة والانتشار منها الي كافة الجوانب والاطراف في وقت تسارع فيه اسرائيل لتنفيذ ما تبقي من مخطط الضم الذي شرعه نتنياهو والذي ستكمله حكومة نفتالي بينت كمشروع استيطاني يتفق  عليه الجميع في اسرائيل يحول دون قيام اي كيان فلسطيني متواصل جغرافيا لا سقاط حل الدولتين نهائيا  وفرض وقائع احتلالية جديدة علي الارض  . جبل “صبيح” واحد من عدة جبال استراتيجية في محافظة نابلس كانت ومازالت مطمع للمستوطنين (كجبل العرمة) الذي حاول المستوطنين اقامة بؤرة استيطانية علي قمته لكن جوبهوا بمقاومة شعبية كبيرة من قبل سكان قرية( بيتا ) الواقعة ضمن اراضية بالاضافة لعدة جبال بالضفة الغربية  كجبل (النجمه ) و(جبل العالم) في قرية نعلين غرب رام الله وعلي كافة سلسلة الجبال الممتدة من جنين شمالا حتي بلدة الظاهيرة بالخليل جنوبا والتي يصل طول سلسلتها  الي اكثر من 120 كيلو متر بعرض 10 الي 12 كيلومتر .

كان قد استغل المستوطنين المتطرفين انشغال الفلسطينين في الاحداث الاخيرة بالقدس  وحي بطن الهوي وحي الشيخ جراح  واستغلوا انشغال العالم في  الحرب علي غزة واقاموا بؤرة استيطانية جديدة  علي جبل صبيح في قرية بيتا و وضعوا عدد من الكرافانات واسموا المستوطنة ( افيتار) والتي من شانها ان تخنق قرية بيتا وتستولي علي اراضي مواطنيها وتحول حياتهم الي جحيم من خلال الاعتداءات اليومية , فكانت  المقاومة الشعبية بكل اشكالها لرفض هذا الاستيطان ومقاومتة  كغيرها من القري التي قاومت الاستيطان والجدار العازل كقرية( بدرس وبتير وبعلين ونعلين)  والنماذج كثيرة . خمسة شهداء والمئات من الجرحي في (بيتا  )المدافعة عن (جبل صبيح ) يتصدي اهلها  بصدورهم العارية للجيش الاحتلال والمستوطنين  , اليوم عندما نقول (بيتا ) نعرف انها نموذج اخر للمقاومة الشعبية ومناهضة الاحتلال العنصري ومستوطنية ونموذج مهم في تاريخ الكفاح الفلسطيني مثلها مثل المقاومين في حي الشيخ جراح وحي بطن الهوي في القدس باب العامود.

.المشهد علي جبل ” صبيح ” سيتغير بعد مغادرة المستوطنين المكان وبقاء عدد ثلاث عائلات وثلاثين طالب حسب الاتفاق المبرم بين عصابات المستوطنين وحكومة )نفتالي بينت( والذي يقضي بقيام جيش الاحتلال بنزع ملكية اراضي الجبل من اصحابها الفلسطينين واقامة قاعدة عسكرية عليها ليؤسس لمرحلة جديدة من الاحتلال باعتبار ان تلك المنطقة منطقة عسكرية وهذة مقدمة لتشريع استيطان مساحات واسعة من  جبل “صبيح”  تسلم بعد فترة للمستوطنين . المقاومة في بيتا شكلت معادلة مهمة في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنية  الذي سينقشع عن جبل صبيح كما انقشع المستوطنين  وسيترك جيش الاحتلال يوما من الايام اراضي الجبل اذا ما استمرت المقاومة الشعبية وتطورت اساليبها واصبحت تكلف الاحتلال اثمان باهظة  فان هذا سيطره في النهاية لترك الجبل وتفكك قاعدته والمدرسة التي قرر اقامتها هناك فقط ليبقي للمستوطنين موطئ قدم تهيئ لعودتهم يوما من الايام بعد استعادة الجيش للهدوء هناك  .

في بيتا تنتصر الارادة عندما توحدت الاستراتيجيات وعندماعلت الراية الوطنية صفوف الجماهير لتشخذ همهم وتقوي عزيمتهم علي الاستمرار في المقاومة والتصدي للمستوطنين وجيش الاحتلال  علي السواء, جماهير تتواجد هناك علي مدار الساعة  وتسعي كل يوم لتطوير المواجهة مع الاحتلال  بالرغم من قرار حكومة (ىنفتالي بينت) اخلاء المستوطنة . اخلاء تكتيكي وليس قرار بالعودة عن الاستيطان وترك اراضي جبل “صبيح”  للفلسطينين لان هذا التكتيك لاعادة تموضع المستوطنين علي الجبل بوجود الجيش وهوتكتيك مكشوف له ما بعدة لان جيش الاحتلال سيسكن في بيوت المستوطنين ويبدأ في الاعداد لتاسيس مدرسة دينية تلمودية  ليوجد سبب لعودة المستوطنين للجبل بعد نصف عام  كابعد تحديد وبعد ان تنطفي المقاومة الشعبية ويذهب الفلسطينين عن المقاومة,  والمعروف ان الاتفاق اعطي للمستوطنين الحق في تشكيل    زيارات دورية  للجبل, لكن الاخطر ان المستوطنين من الان فصاعدا سيعتبروا العودة للجبل من الدواعي الدينية وله علاقة بتطبيق الشرائع اليهودية   ,وسيصبح تلقي الطلاب المتدينيين  العلوم التلمودية في المعهد الديني الذي تمت اقامتة بحماية الجيش واجب دينيا   وهذا شكل اخر من الاستيطان بل انه قد يكون محاولة  لجعل الوجود علي جبل “صبيح” امر له ارتباط بالديانة اليهودية وهذا اخطر من الاستيطان ذاته وبقاء المستوطنين علي قمة الجبل ولعل اي تغيير في المواجه لا يتوجب ان يخضع لهذه السياسة بل علي العكس فان المقاومة باتجاه التغييرات الجديدة علي جبل “صبيح” يجب ان تكون اكثر ضراوة الايام القادمة بالذات مع وجود القاعدة العسكرية الاحتلالية لانه لا فرق بين المستوطنين وجيش الاحتلال كلهم محتلين  ومقاومتهم عمل كفاحي يجب ان يستمر  لتبقي بيتا عنوان المقاومة الشعبية هناك حتي يتم الجلاء عنها بالكامل وترك اراض المواطنين الفلسطينين لاصحابها يزرعوها ويسكنوها وينتفعوا بها .

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.