يرفضون السياحة الشيعية في الأردن ويتجاوزون عن الإسرائيليين / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 5/7/2021 م …

غريب أمر هؤلاء الذين إنتفضوا ضد الإنفتاح الأردني على إيران، ونشر خبر مفاده فتح الحدود للسياحة الشيعية في الأردن ،بعد رسالة نافرة الحروف الحروف أرسلها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،تمثلت بزيارته لمقامات الصحابة في المزار الجنوبي والصلاة في مسجد الصحابي جعفر إبن أبي طالب رضي الله عنه.




وحتى لا يتصيدن أحد بالماء العكر نقول إن لإيران أجندتها الخاصة بالتقارب مع الدول العربية،والأردن ليس بعيدا عن هذا المجال،ولكن من يحسم المباريات ليس الهجوم القوي فحسب ،بل هناك دور للدفاع القادر على صد الهجمات وحماية المرمى من تسجيل الأهداف،ولا نظن إننا في الأردن نفتقر لمثل هذا النوع من الدفاعات.

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو:لماذا إرتفعت عقيره هؤلاء للتحذير من مغبة دخول الشيعة إلى الأردن ،وفتح ملف الصراع السني –الشيعي والتذكير بما فعله الشيعة بالسنة هنا وهناك؟ولم نسمع  كلمة واحدة عن مجازر الصهاينة ليس ضد الفلسطينيين فحسب،بل ضد الشعوب العربية جمعاء ،لأن آلة القتل الصهيونية طافت كافة المساحات العربية وقتلت مئات الأطفال في لبنان ومصر وسوريا والأردن ،ووصلت حتى تونس .

هناك سؤال آخر نوجهه لهؤلاء “الغيارى”على الأردن ،وهو:هل تعلمون أيها السادة ماذا يفعل الجواسيس الصهاينة الذين يأتوننا على هيئة سوّاح،في الأودية وسفوح وقمم جبال الأردن؟وما هو تفسير صلواتهم  ذات الطقوس الغامضة ،التي يقيمونها هنا وهناك في الأراضي الأردنية ؟وهل نذكركم بالأطماع التوراتية في “شرق الأردن” ولماذا غضبوا على بريطانيا لأنها إستثنت “شرق الأردن “من وعد بلفور،ورغبتهم بإسرائيل الكبرى التي تضم ضمن ما تضم شرق الأردن؟وهل يتوجب علينا تذكيركم أيضا بما فعله الملك العروبي ملك مؤاب ميشع للحد من أطماعهم ،وألحق بهم هزيمة نكراء؟

ما جرى في الأردن مؤخرا عبارة عن فزعة ليس إلّا ،لم يحسب من شارك فيها المعادلة جيدا،ولم يعيروا التوقيت إنتباها ولعبوا على وتر الطائفية والمذهبية،ولم يفهموا رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني ويدركوا معانيها ،ولماذا جاءت في هذا الوقت بالذات بدون الغوص في التفاصيل.

أختم بالقول إنه لا يجوز للبعض تنصيب نفسه حامي الحمى في الأردن،وإنه الوحيد القادر على رسم السياسة الأردنية والقول لصانع القرار :”إفعل ولا تفعل”،وعلينا النظر بتمعن إلى التغلغل الإسرائيلي فينا سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا،والإنتباه لمؤشر التطبيع الذي يتنامى يوما بعد يوم بفعل المشاركات الأردنية في المؤتمرات والفعاليات السياسية والتدريبية والإقتصادية في مستدمرة الخزر،بمعنى أن نرى الأمور بشمولية ،لا أن نتخندق وراء المذهبية والطائفية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.