لماذا تعدُّ واشنطن معركة نينوى ( الموصل ) أهم من الفلوجة؟

 

السبت 21/5/2016 م …

الأردن العربي … أعلن فصيل “سيد الشهداء”، وهو أحد فصائل “الحشد الشعبي”، عن تحديد “ساعة الصفر للهجوم على الفلوجة”.

وأشار النائب في البرلمان العراقي عن محافظة البصرة فالح الخزعلي إلى اجتماع عقد مع قيادات عسكرية، وأثمر عن تحديد ساعة الصفر، وأكد في بيان صدر عنه استعداد فصائل “الحشد الشعبي” لخوض المعركة، وفرض السيطرة على المناطق القريبة من حزام بغداد.

وفي هذه الأثناء، تستمر فصائل من “الحشد الشعبي”، ولليوم الثالث على التوالي، في عملية التحشيد العسكري في محيط الفلوجة، وسط غموض الموقف الحكومي من سلسلة تهديدات أطلقها الأمين العام لمنظمة ”بدر“ هادي العامري مؤخرا.

ويأتي تحرك فصائل “الحشد الشعبي” الجديد، بعد أحداث بدأت بمنعها من قبل التحالف الدولي من المشاركة في تحرير الرمادي وهيت والرطبة. وكذلك من الاستعدادات الجارية لتحرير نينوى.

وجدير بالذكر أن فصائل من “الحشد الشعبي” تحاصر الفلوجة منذ سقوط المدينة في عام 2014 بيد “داعش”، لكنه عجز عن اقتحامها.

والملفت في معركة الفلوجة أن “الحشد العشائري” التابع لعامرية الفلوجة قد حاول هو الآخر الاقتراب من محور الفلوجة الجنوبي قبل أكثر من أسبوع، لكن التنظيم الإرهابي شن هجوما معاكسا، وأدخل نحو 14 انتحاريا، وحاول السيطرة على مجمّعها السكني وسط البلدة، لكنه فشل في هجومه وتم قتل كل الانتحاريين.

بعد ذلك، صرح المتحدث باسم التحالف الدولي ستيفن وارن بأن “الهجوم على الفلوجة غير وارد حاليا، وأن الأولوية ليست للفلوجة؛ لأنها لا تمثل بعدا استراتيجيا مثل الموصل، التي نسعى لاستردادها من التنظيم”..

وتزامن ذلك مع صمت حكومي أثار أسئلة عديدة.

النائب عن بدر والقيادي في “الحشد الشعبي” محمد ناجي اتهم “داعش” بأنه يحاول نقل معركة الفلوجة إلى داخل العاصمة بغداد، بمباركة أمريكية ودعمٍ دولي لإرباك الوضع العام للبلاد.

ووفقا لمراقبين، فان هناك سببا آخر يقف وراء إصرار فصائل “الحشد الشعبي” على التحرك المتكرر نحو الفلوجة، ربما يعود إلى أولويات وأسباب أخرى غير تلك المذكورة أعلاه. ويضيف هؤلاء المراقبون أن أهم سبب هو أن الفلوجة تقع ضمن الدائرة المحيطة ببغداد، وهي تمتد من جرف الصخر الى طوزخورماتو، ومن ديالى إلى سامراء والثرثار. و”الحشد الشعبي” يريد تأمينها بأي ثمن.

وإذا كان تأمين دائرة بغداد الكبرى هدفا مشروعا، فلماذا تؤجل بعضه الولايات المتحدة، وقد تم تأمين بعضه الآخر، كجرف الصخر وسامراء وديالى؟ يجيب الخبير الأمني هشام الهاشمي، فيقول إن واشنطن غير مهتمة بتحرير الفلوجة التي تهدد حزام بغداد الغربي والشمالي وأهم منشآته السيادية “مطار بغداد الدولي”، لأن التلاعب الأمريكي بعسكرة المنطقة وتوظيفها لتحقيق مصالحها على حساب العراقيين، هو استراتيجية ثابتة في تاريخ الوجود العسكري الأمريكي في البلاد على مدى عقد من الزمان.

غير أن مسؤولا عراقيا رفيعا قال إن الولايات المتحدة تتحفظ على مشاركة الحشد في الهجوم على الفلوجة، خشية وقوع انتهاكات على خلفية طائفية. وأضاف أن “الهجوم على الفلوجة يجب أن يتم على يد القوات العراقية وأبناء العشائر، كما حصل في عملية تحرير الرمادي”. لافتا إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي يسعى لتجنب الحديث عن التصعيد والتحضير العسكري حول الفلوجة لدواع سياسية تتعلق بـ”التحالف الوطني”.

وما يؤكد قول المسؤول العراقي الرفيع، هو أن تحرك فصائل “الحشد الشعبي” المفاجئ والسريع نحو الفلوجة، جاء بعد تفاقم خلافات أطراف وفصائل “التحالف الوطني”، إثر تداعيات أزمة حكومة التكنوقراط. وربما يكون هذا التحرك وسيلة لوقف تطور هذا الخلاف إلى نزاع مسلح بين فصائل “الحشد الشعبي” بعضها مع بعض، أكثر منه محاولة جدية لتحرير الفلوجة.

وختاما, قد يعود سبب تأجيل معركة الفلوجة إلى أنها من آخر مدن الأنبار الشرقية التي تقع شمال نهر الفرات. ومدن  شمال نهر الفرات لم تتحرر بعد من “داعش”، ابتداءً من مدخل نهر الفرات غرب الأنبار  حتى شرقها في الفلوجة.

وتعدُّ مناطق شمال نهر الفرات منطقة جغرافية ممتدة حتى نينوى، بخلاف مناطق جنوب نهر الفرات الممتدة حتى الحدود مع السعودية. وعليه، فإن معركة الفلوجة ستنطلق حين تبدأ معارك تحرير مناطق شمال الفرات، التي ترتبط جغرافيا بمعركة نينوى، أكثر من ارتباطها بمعارك مدن جنوب نهر الفرات.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.