السياحة الدينية في الأردن بين “إسرائيل”وإيران / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 8/7/2021 م …
ما إن نشر خبر حول سماح السلطات الأردنية للشيعة بزيارة قبور الصحابة في الأردن،حتى ثارت ثائرة البعض،هجوما كاسحا على التشيع ،وتحذيرا كبيرا من دخول الإيرانيين إلى الأردن،وإن تسلّح هؤلاء بأسباب أوهي من بيت العنكبوت،لعدم منطقيتها وبعدها عن الواقع،وقد طالبوا الجهات المعنية بإلغاء ذلك القرار، حفاظا على الأردن من الخطر الإيران المتخيل الذي لا يوجد إلا في أذهان وعقول المتأسرلين الذين لم يحركوا ساكنا تجاه دخول الصهاينة للأردن.
قبل الغوص في التفاصيل نود أن نهمس في آذان هؤلاء النافخين في كير المذهبية،ونقول لهم إن حال السنّة ليس بأفضل من حال الشيعة مع إن الشيعة حاليا هم الذين يرفعون لواء المقاومة،ونزيدهم من الشعر بيتا أن التشيع أصلا يكون لآل البيت الأطهار ،وإن عميد آل البيت هو جلالة الملك عبد الله الثاني وليس الإمام الخميني أو الخامنئي،لذلك نقول إن باب التشيع في الأردن مغلق،ولن يجبر أحد أحدا عليه ،بمعنى إن إقامة علاقات طبيعية بين الأردن وإيران،ليس مضرا كما هو الحال بالنسبة للعلاقات الأردنية –الإسرائيلية.
ربما لا يعرف البعض أن منع الإيرانيين من دخول الأردن لزيارة قبور الصحابة،إنما هو رغبة إسرائيلية يتوجب علينا مراجعة الموقف جيدا وإتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الأردن،ونتساءل :ماذا لو أعادت إيران علاقاتها مع مستدمرة الخزر الصهيونية الإرهابية التلمودية،وتدفق السواح الإيرانيون على فلسطين المحتلة،فهل سنمنعهم من زيارة الأردن؟كلا بطبيعة الحال ،ولذلك علينا التصرف بما يخدم بلدنا وشعبنا وينعش إقتصادنا.
زاوية أخرى ننطلق في الحديث منها،وهي إن السياحة الدينية الشيعية على وجه الخصوص”إيران ،الهند،الباكستان والعراق”،ستبعث الحياة وتنعش الإقتصاد في مناطق الأغوار والجنوب وحتى الشمال ،المنسية من قبل الحكومات المتعاقبة ،والمصنفة على إنها جيوب فقر تتسع يوما بعد يوم،وللتذكير فإن السواح الإيرانيين أنعشوا الإقتصاد السوري من خلال صرفهم غير المحدود خلال زياراتهم للشام.
ربما لا يعلم الرافضون لدخول الشيعة إلى الأردن ،إننا قبلنا الصهاينة سواحا جواسيس ،ولا ندري ماذا يفعلون في أوديتنا وسفوح وقمم جبالنا ،وهم أصلا لا يخفون أطماعهم في الأردن،ويؤمنون أن “شرق الأردن”هو جزء من “إسرائيل الكبرى المتخيلة”،في حين إن إيران لا أطماع لها في الأردن،وقد جربنا السواح الصهاينة وهم من الطبقات الفقيرة جدا التي لا تستطيع السفر إلى أوروبا،ويأتون إلينا ومعهم عبوات مياههم وساندويشاتهم،التي يتناولونها على قارعة الطريق ،ويخلّفون لنا زبالتهم ،ناهيك عن قيامهم بنشر عدوى الآيدز في بعض فنادق ومطاعم الأردن الكبيرة وخاصة تلك التي في العقبة،وكذلك نهبهم للفنادق التي ينزلون بها،وهذه شكوى متكررة من فنادق الإمارات المطبعة معهم،ولا ننسى أن فلسطينيي الساحل المحتل عام 1948 هم الذين يأتون إلى الأردن ويمارسون البذخ وليس غيرهم.
عموما لماذا لا نجرب التعاون مع إيران وقد كانت علاقاتنا مع إيران الشاه أكثر من ممتازة،وأن تكون هذه العلاقات وفق شروطنا نحن،بعيدا عن إملاءات إسرائيل وأمريكا،بدلا من التورط مع الصهاينة الذين باعونا مياهنا بعد تلويثها ،والتحكم بها وإبتزازنا مع علمهم بواقعنا المائي؟
التعليقات مغلقة.