ثلاثون فكرة ليدعم الشباب كفاح شعب فلسطين / مهند إبراهيم أبو لطيفة

مهند إبراهيم أبو لطيفة  ( فلسطين ) – السبت 10/7/2021 م …




طالما كان الشباب هم الرافد الأساسي للحركة الوطنية الفلسطينية على مدار تاريخها، ومع التقدير العالي لشبابنا الفلسطيني والعربي،  ودورهم المتميز النابع من أصالتهم، ووطنيتهم وحرصهم، إلا أن  التحديات والضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها على الصعيد النفسي والإقتصادي والفكري، تفرض الإلتفات لهم دائما كحملة الأمانة الوطنية، وحلم تحقيق الحرية والإستقلال، ومن هذا المنطلق هذه الأفكار المتواضعة: كيف يمكن أن أساهم في تحمل مسؤوليتي الوطنية إتجاه شعبي وقضيتي؟  

1 – الإنخراط في الأطر والتجمعات الوطنية والقومية والأممية التي تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال والعودة إلى فلسطين التاريخية من بحرها لنهرها، والتي تقف موقفا جذريا من الكيان الصهيوني، والإبتعاد عن أي أطر تتساوق مع الحلول التصفوية مهما كانت خلفيتها التاريخية والشعاراتية ، وعدم السماح بإستغلال طاقاتهم لأهداف فئوية وحزبية ضيقة الأفق. لا تسمحوا أن يلبس أحد من دماء شعبكم ثيابا مطرزة بالقصب!.  

2- التركيز دائما على البعد الوطني والقومي والإنساني للصراع مع الكيان، وأن التناقض الأساسي  والرئيس هو مع الإحتلال  ومؤسساته بالدرجة الأولى وحاضنته الإقليمية والدولية.  

3- دعم البسطاء وفقراء الشعب الفلسطيني، والإهتمام بتكريم الشهداء والأسرى والمصابين والجرحى وذوي الإحتياجات الخاصة.  

4- الإهتمام بدراسة كل ما يتعلق بالكيان قدر الإمكان، اللغة ، المنطلقات الأيدولوجية، تاريخ المشروع الصهيوني، التركيبة الإجتماعية والإقتصادية والبنية السياسية، والمنظومة الأمنية، والمخططات الإستراتيجية، والوعي لطبيعته، وأن الصراع أساسا هو على الأرض والمقدسات، على التاريخ والجغرافيا، على  الوجود وحق العيش، على الهوية الوطنية، وعلى كل ذرة رمل من فلسطين، وليس على صلاحيات أو إمتيازات  أو شكل  أي كيان سياسي مؤقت لا يلبي الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني وحقوقه.  

5-  الإنحياز الكامل والدائم لمصالح مجموع الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته وأطيافه الإجتماعية والسياسية والدينية، قبل أي مصالح وإنتماء حزبي أو فئوي أو مؤسساتي، فالأحزاب والمنظمات وسائل في عملية النضائل الوطني، يمكن أن تُشكل روافع هامة في مرحلة من المراحل، ولكنها أيضا قد تتسبب في تراجع العمل الوطني، وتتحول إلى ظاهرة سلبية لا تخدم المصالح الُعليا للشعب وقد تشكل بسلوكياتها وممارساتها عبئا كبيرا عليه وعلى حركته.  

6- عدم السماح بأي شكل من الأشكال للفتن الطائفية أو الجهوية ، وخصوصا فيما يتعلق بوحدة الشعب الوطنية ، ووحدة الروابط  الإستثنائية الأخوية المتجذرة  بين الإسلام والمسيحية في فلسطين، والحذر الشديد من أي نوع من التمييز.  

6- إحترام المرأة الفلسطينية ، ودعم مشاركتها الإجتماعية والوطنية، وعدم السماح أن تُهان ماجدة من الماجدات الفلسطينيات أو أن يُهضم حقها ، وأن تحمى حقوقها ، فنساء فلسطين تستحق أن تكون كرامتهن بمستوى كرامة كل الوطن الفلسطيني، ومن يهين المرأة الفلسطينية أو يظلمها، لا يستحق أن يحمل شرف أن يُدعى” فلسطيني”.  

7- دعم الطفولة الفلسطينية عبر مختلف وسائل التربية والتعليم والرعاية، وعدم حرمانهم من حقهم أن يعيشوا طفولة طبيعية رغم الظروف الصعبة، وتطوير مهاراتهم الحياتية، وأن تتم تنشأتهم على الإنتماء الوطني، وحب الأرض، وأيضا على حب الحياة والعلم والتحصيل المهني والأكاديمي والإبداع، ومواكبة التطورات العلمية، والنجاح في حياتهم العملية، وتذكر : لا يصنع الوطن الحر إلا الأحرار.  

8- دعم الثقافة الوطنية والإنتاج الأدبي والفكري الفلسطيني والعربي، والإنفتاح على ثقافات العالم الاخرى، فالثقافة تراكمات إنسانية ، وهي الجانب المضيء من الحضارة  والوجود البشري، وخصوصا الفكر الحر الذي يخدم المشروع الوطني الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني، بالإنتاج والنشر، بالترجمة والتسويق ودعم المثقف الفلسطيني، يرتقى الوجدان  الجمعي الفلسطيني، رغم الشتات والمنافي والحواجز الجغرافية. المجتمع الذي لا يُنتج ثقافة، هو مجتمع ميت روحيا.  

9- الإهتمام بدعم وإحياء التراث الوطني، والإهتمام بدراسة الموروث الشعبي، والتاريخ العربي الفلسطيني، وإعادة إنتاج الفلكلور الفلسطيني بوسائل عصرية لا تفقده روعته وجماله الحسي، ومضمونه الإنساني. شعب بلا تاريخ مصيره النسيان!.  

10- الدعم المالي بجميع الطرق والوسائل الممكنة وحسب الأولوية، لكل عمل أو نشاط أو جهد حقيقي شفاف وأصيل،  يصب في صالح العمل الوطني الفلسطيني، وإن كنت لا تثق بالوسيلة أبتكر أنت الوسائل والقنوات ليصل دعمك خصوصا للأرض المحتلة والمخيمات. كن شريكا في دعم صمود وكفاح شعبك، وتذكر أن دم الشهداء وتضحيات الأسرى والمعتقلين والمقاومين، أمانة في رقبتك أنت الحر الطليق!.  

11- لا فضل لعلم أو معرفة أو مركز أو منصب أو أي نجاح تحققه في حياتك الوظيفية والعملية، لا يعود على شعبك وكفاحه بأي فائدة. الفلسطيني  يرتقي لكي يتقدم وطنه معه نحو الإنعتاق من نير الإحتلال وذل المنفى.  

12-  حاول أن تحقق أكبر قدر من الإستقلالية المالية، وانعم كما تشاء برغد العيش، ولكن تذكر أن هناك من شعبك العربي الفلسطيني من يكافح من أجل لقمة العيش، وربما لا يجد ثمن قرطاسية لمدارس أولاده، أو ثمن حبة دواء، لا تسمح أن يُهان فلسطيني تعرفه ، وأنت قادر على الدعم أو المساعدة، أو التشغيل والتوظيف بكرامة، أو مسح دمعة يتيم أو محتاج.  

13- لا تساوم أو تتسامح مع من يترفع على شعبك، ويستهين بعذاباته وكرامته الوطنية، ولا مع الفاسد والمختلس والمتاجر بدم وعرق أخيك، تذكر أن الأمانة تقضي بالتصدي بالطرق القانونية والإعلامية لكل من يلبس فوق دماء الفلسطيني ثيابا مطرزة بالقصب !.  

14- أينما توجهت  ودارت بك عجلة الزمان وحط بك الرحال والترحال والمنفى، فلسطين هي البوصلة، هي الوطن، أرض أجدادك، ووطن أطفالك وأحفادك. الفلسطيني يعاني الغربة والإغتراب، ولكن وطنه يسكن قلبه.  

15- بالمشاريع أو المؤسسات الإقتصادية الكبيرة أوالصغيرة، بالدكاكين والمتاجر بالورشات، بعربات البيع في الشوارع، أنت جزء من الإقتصاد الفلسطيني أينما كنت، اربط إنتاجك وجهدك بالدورة الإقتصادية لشعبك بشكل مباشر أو غير مباشر، وادعم منتوجك الوطني، اشتري بضاعتك من المتجر العربي الفلسطيني، ولا تقلل من أهمية المقاطعة الإقصادية لبضائع الكيان أو لوكلاء الكيان هنا أو هناك خصوصا في المحيط الإقليمي، ولا تسمح ل ” أثرياء التطبيع” المتاجرة على حساب حريتك وعذاباتك وقضيتك الوطنية.  

16- يمر الشعب الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني الطويلة والقاسية، ولظروف دولية وإقليمية وذاتية، في صراع طويل لنيل الحقوق ، فكل  الطاقات والجهود والإعتبارات الأيدولوجية والدينية والعقائدية، يجب أن يتاح لها المجال بالمساهمة في عملية التحرر الوطني، على أرضية القواسم المشتركة، ولا تدعم صراعات ثانوية تفرق ولا تجمع، وتحرفك عن تناقضك الأساسي ، ومصلحتك الوطنية الُعليا، خصوصا التي لا تتناقض جذريا مع قيمك الإجتماعية والثقافية وتراثك الحضاري في هذه المرحلة، المعتقد الذي لا يكافح الظلم والإستبداد والإحتلال والإستغلال مهما كان مصدره،  وحق الشعب في النضال لتقرير مصيره على أرضه، هو معتقد مشبوه  مهما تزين بالشعارات البراقة يمينا أو يسارا.  

17- حاول أن تتطور قدراتك العملية وإمكانياتك في مجال تخصصك، إعرف أن تميزك هو بالمحصلة رصيد إضافي لشعبك، كن طموحا مبدعا ولا تخجل من التجربة والفشل أو السقوط ، لا تسمح أن تسقط فلا تقوم ، تذكر أن شعبك وقضيتك، تحتاج  لروح الإنتصار والمقاومة، وطنك يريدك عائدا مهما ابتعدت هنا أو هناك، وفلسطين تستحق أن لا تسمح للهزيمة أو الخيبة أن تتملكك.  

18- حافظ على قوتك وصحتك البدنية والنفسية ، لا تصنع لشعبك ووطنك المزيد من المشاكل والمعوقات بأي نوع من الإدمان ، الفلسطيني الحر لا تسمح أن ُيُستعبد للمخدرات ، أوالمشروبات الكحولية مثلا، لا تكن أنت والزمن على أهلك  ضحايا هذا الإحتلال البغيض والشتات المذل. تحرر من القيد بعزم الشاب الفلسطيني وساعد غيرك من الشباب بالتوعية والتحذير، واعلم أنك تنفذ حياة إنسان ، وكرامة عائلة.  

19- ما أجمل الأسماء التي تحمل فلسطين في كل مكان معها، أسماء الأطفال والمنتجات والمؤسسات والمراكز والجمعيات والمشاريع بأنواعها والمبادرات المختلفة، ساهم بالحفاظ على ذاكرة المكان، ساهم بالحفاظ على الذاكرة الوطنية، وكن فخورا أنك عربي فلسطيني!.  

20- يتسارع العالم نحو زمن جديد ومرحلة جديدة على كافة المستويات التكنولوجية والسياسية والإقتصادية ، ويشهد النظام الدولي تغيرات كبيرة، ركز على الدراسات المستقبلية، على مخرجاتها بالنسبة لقضية شعبك، وأن لا تتراجع حضاريا بالرغم من عدم وجود الكيان السياسي المستقل، حاول أن لا تكون خارج الزمن، بالمعرفة والمتابعة والدراسة، في التخصصات التي ترغب بها، وحسب إهتماماتك، وقدم هدية لوطنك وشعبك من نتاج تحصيلك أو إنجازك، ولا تنسى من أنت : الفلسطيني العربي المسلم أو المسيحي، سليل المجد والحضارات الأولى، برغم ظروف التراجع والزمن الرديء!.  

25- الهجرة والسفر كانت على الدوام جزءا من أحلام الشباب، وأحيانا أخرى ضرورات إجتماعية وإقتصادية ونفسية، صمودك في أرضك مقاومة تستحق التضحية، والمنفى له جوانب مظلمة مؤذية،  وضريبة عالية يعرفها  ويدفعها من مر بها، وطنك وأرضك أمانة في عنقك، ولو وضعك القدر في أحد المنافي، تذكر حيفا ويافا وعكا ونابلس وجنين والقدس وغزة وغيرها من المدن والقرى  والمخيمات الفلسطينية، فأنت تحمل ترابها في بدنك ، لحمك ودمك، وشعبك الأسير المكافح منذ عشرات السنين، هو إمتدادك الطبيعي، هو أنت قبل وجودك!، هو قدرك المشرف الذي يستحق أن لا تفقد إنتمائك له!.  

26- صوتك هو حريتك، والفلسطيني حتى عندما يلتزم الصمت لا يسمح بأن يسلب أحد حريته، كن بكل الوسائل الممكنة صوت نفسك وشعبك أينما تواجدت، صوت الفقراء والمكافحين من أجل العيش، صوت القابضين على الجمر، صوت المخيمات ، صوت الأحرار، ولا تسمح أن يصادر أحد صوتك، ولا أن يحولك لبوق دعائي ليصنع على حسابك مجده الشخصي السخيف، أنت صوت أمك وأبيك ، اختك وأخيك، صوت فلسطين العربية الحرة، صوت  الأرض، الكرامة والعزة !. إبتكر وسائل للتعبير بكل أنواعها، وكن ذلك الصوت لنصرة نضال شعبك.  

27- بامكانك عبر أي مهنة تمارسها أن تقدم دعما مباشرا لشعبك في الوطن والشتات، فهل أنت شريك لهذا الشعب؟ ، لا تقلل من قيمة وأهمية مساهماتك مهما بدت صغيرة ومتواضعة، فمن حبة رمل تلتصق بالأخرى تتكون أرضك.  

28- العطاء الوطني واجب، وكل إنسان له فهمه وقناعاته ، إمكانياته وقدراته وظروفه، ولكل كامل الحرية في تعريف كيف ومتى وأين يعبر عن هذا الإنتماء الوطني، قدر أنت ظروفك، ولا تنسى أن هناك طرف يجثم على صدر وطنك، وأطراف أخرى تريدك أسير اليأس والإحباط، لتقول للعالم: هذا الشعب عاجز عن أن يحمل قضيته وينال حريته وإستقلاله، أو بناء كيانه السياسي أو الإندماج في المجتمع الإنساني…الخ. أنت رسول سلام  وعدل وحرية، سلام يقوم على الحقوق والكرامة الوطنية، وحرية تنالها وشعبك عن إستحقاق بعزمك وهمتك وسواعدك، والحياة بدون وقفة عز  مذلة لا تليق بالعربي الفلسطيني ، من رحم الهزيمة يصنع شعبك دائما إنتصاراته، فلا يخدعك أحد ولا تخدع نفسك: قم وواصل!.  

29- لا تساوم على حقوقك، فمنذ بداية المشروع الصهيوني الفاشي، وشعبك وقضيتك تتعرض للتصفية بالتدريج، ومر على تاريخ الحركة الوطنية عشرات المشاريع التصفوية منذ ما قبل إتفاقية سايكس- بيكو، برغم الإختلال الكبير في موازين القوى، وعشرات الإعتبارات النظرية والواقعية الأخرى، إلا أن الخيار الأكثر جدوى والأفضل إستراتيجيا ولمنع مزيد من التصفية وهدر حقوقمك هو : المقاومة والمقاومة والمقاومة بكافة أشكالها، كن مقاوما ولا تسمح أن يضع أحد رأسك في الرمل ليدوس عليك!، أنت فلسطين، وفلسطين انت : الأرض والإنسان!.  

30- تتمتع كثير من شعوب العالم بدرجات متفاوتة بالرخاء والإستقرار والسلام والديمقراطية، ولكن بعض ما يسمى ” حراس الديمقراطية والحرية ” والذين باعوا العرب وشعبنا  وهم نواياهم الحسنة، هم من تسبب في نكبتك، ولم يتحمل أحد منهم بعد المسؤولية الأخلاقية عن ما تعرض له شعبنا من تطهير عرقي وتهجير ومآسي، راجع كل تاريخ سياساتهم ووعودهم إتجاه المنطقة، ستكتشف أننا كنا وما زلنا ضحايا الجانب المظلم منها: الهيمنة والتبعية ، التفرقة والإستغلال، فمهما قسى عليك أخوك العربي: هو دمك ولحمك، لا تسمح بتدجين فكرك ووعيك وحسك العربي والإنساني والاممي  ، المسيحي النقي أو الإسلامي صاحب الرسالة، العروبة والإنسانية لا تسقط أبدا، ولا يجب أن تسقط رغم زمن عبيد روما الجديدة الذي نعيشه.العالم يراك بعيون مختلفة، فكن أنت من يراه بعيون المصلحة العربية الفلسطينية، بمصلحة الإنسان الرافض للإستغلال والظلم الإجتماعي. المشروع الوطني الفلسطيني أكبر من راتب آخر الشهر!.  

وجدت لتعيش وتكون حرا…وحياة بلا كرامة لا تستحق منا العيش!  

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.