“إسرائيل” تغذي صراع النيل بين مصر وإثيوبيا / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 10/7/2021 م …




صحيح إن إثيوبيا تغذي نهر النيل بالمياه كونها دولة منبع ،لكن مستدمرة  إسرائيل الخزرية االصهيونية الإرهابية تغذي الصراع المتصاعد بين مصر وإثيوبيا ،رغم إن السيسي حليف لها وحقق لها ما عجزت عن تحقيقه بالقوة،فهو الوحيد من رؤساء مصر الأربعة الذين مرّ عليهم ملف سد النهضة،الذي تراخى ووصلت الأمور بسببه إلى تمرير السد في مجلس الأمن ،وهذا يعني كسر هيبة مصر بالكامل.

حكاية سد النهضة ليست وليدة اليوم ،بل تعود للعام 1957 إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ،وخلال الفترة الذهبية لإثيوبيا التي كان يحكمها آنذاك الإمبراطور هيلاسي لاسي الملقب ب”الأسد القاهر  من سبط يهوذا المختار من الله ملك إثيوبيا”،وتلى عبد الناصر كل من السادات ومبارك ومرسي ،ولم يتراخى أي منهم في موضوع السد ،الذي شهد تقلبات عديدة وشارفت إثيوبيا على طي ملفه بسبب فقرها وضعفها،ولكنهم أحيوا الفكرة في عهد السيسي بل ونفذوها على الأرض.

وللإنصاف فإن معاهدة كامب ديفيد نصت على تحويل مياه النيل إلى صحراء النقب،ولكن السادات الذي إنحرف كثيرا لم يوافق على تنفيذ سد النهضة،وكذلك مبارك ومرسي كما أسلفنا رغم خلافنا معهم،لكن السيسي أظهر مرونة كبيرة في هذا الملف وبدأت المفاوضات المصرية السودانية – الإثيوبية منذ العام 2015،وزار رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد القاهرة وإلتقى السيسي ،وكان يظهر تعنتا كبيرا يوما بعد يوم ،وكأنه إمبراطور كبير يحكم دولة غنية وقوية .

الأسئلة كثيرة حول هذا الموضوع ،منها:على ماذا كانوا يتفاوضون طيلة السنوات الست الماضية؟وماذا فعلت مصر لتعزيز دفاعاتها وحماية شعبها من تبعات إقامة سد النهضة الذي كان يحمل إسم “X“في الأوراق الرسمية ؟وما درجة التنسيق المصري-السوداني حول هذا الموضوع؟ويتضح لنا إن السيسي لمم يحرك ساكنا على الأرض ،رغم ما كنا نراه من طحن إعلامي لا يغني ولا يسمن من جوع،بدليل إن إثيوبيا كسبت الجولة في مجلس الأمن الدولي.

لا نضرب بالرمل ولا نفتح بالفنجان ،بل نقرأ الواقع عندما نقول إن إثيوبيا تسلّحت بمستدمرة الخزر التي تقيم معها مصر الرسمية معاهدة “سلمية” منذ نحو خمسين عاما،لم تعد على مصر إلا بالشر والخراب وضرب الإقتصاد وإضعاف الدور المصري إقليميا وعالميا،وبحسب المعلومات المتوفرة فإن مستدمرة إسرائيل نصبت شبكات صواريخها النووية في أعالي وحوض النيل لرد أي إعتداء مصري على إثيوبيا يستهدف السد،كما إن هناك طاقم كامل من الموساد الإسرائيلي يقيم في طابق كامل بوزارة الري الإثيوبية لإدارة الأزمة.

نختم بالقول أن مصر والسودان أظهرتا ضعفا  كبيرا حد التخاذل في موضوع سد النهضة ،بينما إثيوبيا الضعيفة والفقيرة وأكثر دول العالم الثالث التي تتلقى مساعدات إنسانية من المجتمع الدولي ،كسبت الجولة وأثبت رئيس وزرائها إنه رجل دولة ،وما يؤلم أن ستة بنوك مصرية أسهمت في تمويل سد النهضة الذي سيحجز المياه عن السودان ومصر؟؟؟!!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.