ربيع العرب أم خريف الطغاة ؟! / عشتار الفاعور

 

عشتار الفاعور ( الأردن ) الإثنين 23/5/2016 م …

قبل الحديث عن الربيع العربي وهل هو ثورة ام ربيع ام خريف يجب ان نتفق على ماذا تعني كلمة الثورة حيث يمكن تعريف الثورة بأنها هي حركة جماعية لمجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم روابط مشتركة (شعوب ، مجتمعات ) لإحداث تغيير في البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأفضل لتغيير واقع معين مرفوض من قبل المجتمع والدولة مقروناً بقيادة منظمة وفلسفة تحمل طابعاً عقائديا ويبقى السؤال الذي سنأتي له لاحقاً هل ينطبق هذا على ما سمي بالربيع العربي ؟ ثم يجب الإشارة على الأسباب التي تقود إلى الثورة وهي :

1- الإحساس بالظلم وغياب العدالة (الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية … الخ )

2- انسداد الأفق في وجة الشباب العربي 

3- الكرامة الوطنية والإحساس المتولد لدى الشعوب بأن الأمه مهانة و مستباحة

4- شرعية الأنظمة ؟؟؟؟؟

وللحديث بشكل تفصيلي أكثر عن ما حدث في بلادنا العربية … لازال حتى هذهِ اللحظة يرن في اذني هذا السؤال … لماذا بدأ الربيع العربي بحادثة بسيطة حدثت مئات الآلاف من المرات من قبل في الوطن العربي؟ 

حيث كانت الحادثة المعروفة المشهورة ( البوعزيزي ) عندما جاءت شرطية تابعة للبلدية إلى السوق الشعبي وطلبت إزالة البسطات الموجودة على الأرصفة للباعة وحدث جدال بينها وبنه فقامت  بصفعة على وجهة وقالت له بالحرف الواحد ( Degage ) والتي تعني بالعربية ( إرحل ) فقام بإحراق نفسه لإحساسه بالإهانه والظلم كشاب جامعي عاطل عن العمل يعمل كبائع بسطة وبدأت حركة الاحتجاجات في السوق الشعبي لتلك البلدة الصغيرة التي سرعان ما انتشرت إلى كافة أنحاء الدولة التونسية معلنة بدء ما سمي بالربيع العربي ولو لاحظنا ان الكلمة التي قالتها الشرطية للبوعزيزي (إرحل ) قد تحولت فيما بعد الى شعار رفعته كل جماهير الوطن العربي التي إجتاحها ما سمي بالربيع العربي من المحيط إلى الخليج .

وقد لا نتمكن من الإجابة على هذا السؤال دون الحديث عن المقدمات التي أدت إلى ما سمي بالربيع العربي و قد أوجز منها ما يلي :

1- الأنظمة غير الصديقة لشعوب ( شرعية النظام ) والتي جاءت أغلبها على ظهر الدبابة

2- غياب الديموقراطية

3- تغول رأس المال على مؤسسات الحكم

4- الإغتيال المبرمج لطبقة الوسطى وهذا أدى إلى أمراض اجتماعية لا تحصى .

وهذا يقودنا إلى الحديث عن نتائج ما سمي بالربيع العربي :

1 بروز القوى الإسلامية التي كانت تحت رعاية الأنظمة سابقاً كقوة وحيدة منظمة على الأرض

2 سقوط أصنام كانت تعبد ( رؤساء الدول التارخيين )

3 دخول قوى دولية فاعلة لتخريب النتائج الإجابية التي حصلت وذلك لضمان مصالحها في هذه الدول وللأسف كما نشاهد نتائجها على واقعنا العربي الآن وما سنشاهده لاحقاً .

وهذه محاولة متواضعة من الكاتبة لوضع بعض من النقاط على الحروف في تعريف الثورة والأسباب التي قادت اليها بمقدماتها ونتائجها فإن الحديث عن ما سمي بالربيع العربي ذو شجون يطول ويتشعب لاكنه في النهاية لا يخرج من منطق ان ما حدث كان عبارة عن احتقانات تراكمات في جيل كامل وأدت في النهاية إلى حدوث انفجارات في الشارع أكثر منها ثورة ولا يمكن إطلاق تسمية لها إلا انها كانت خريف الطغاة أكثر منها ربيعاً عربياً ….. !!!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.