“مجزرة” نسيها التاريخ : طائرات اسرائيلية بريطانية تقتل اكثر من 200 مواطن فى دير البلح

 

 الإثنين 23/5/2016 م …

الأردن العربي … على مدار اكثر من خمسين عاماً لم يتم ذكر مجزرة ارتكبتها طائرات الاحتلال الاسرائيلي والبريطاني، بالقاء براميل متفجرة على سكان مدينة دير البلح بعد النكبة الفلسطينية مباشرة، فى محاولة منهم لملاحقة جيش التحرير الفلسطيني الذي اتخذ من المدينة مقراً له.

وما زال الحاج محمد احمد خليل البحيصي” العمدة” “93 عاماً”  يتذكر تفاصيل هذه المجزرة بكافة التفاصيل كانها حدثت امام عينيه بالامس، نظراً لتاريخه الطويل فى الهجرة والتنقل والانضمام للثوار الفلسطينيين والدفاع عن الاراضي المحتلة، لينتهي به الحال كموظف فى الامم المتحدة لاكثر من 27 عاماً كمسؤول للصحة فى دير البلح.

سكن الحاج محمد فى منزل صديقه العبد ابو سمرة فى دير البلح بعدها هاجر برفقة اسرته واهله وذويه من السوافير متنقلا حينها بين اللد والخليل ونعليا وبلدات اخرى قبل ان يتجه لقطاع غزة ويستقر فى دير البلح، بعد تنقله متخفياً نتيجة حمله للسلاح والذخيرة، وسلك طريقه الى غزة عبر البحر بعدما اغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشارع الرئيسي المؤدي للقطاع من الاراضي المحتلة.

وخلال تجوله فى شوارع دير البلح سنة 1952 شاهد فجأة ثلاثة طائرات غريبة قادمة من شمال قطاع غزة باتجاه بحر دير البلح، وكان هديرها كانهن قطار يسير على السكة نتيجة التحليق بشكل منخفض جداً، ومن ثم بدأت المجزرة بعد توجه الطائرات من بحر دير البلح باتجاه المخيم والبلد.

وبمجرد وصول الطائرات للمخيم والبلد بدأت بالقاء براميل متفجرة على السكان، وتصادف حينها تسوق الناس ووجودهم بكثرة فى سوق دير البلح وسط البلد، وسقط الشهداء والجرحى، واحدثت الانفجارات حفر عميقة فى الارض، واضطر الحاج محمد لنقل اسرته وابنائه من منطقة البلد للمعسكر على الفور لتجنب الاصابة.

وعندما وصل لمنطقة امنة فى معسكر دير البلح، عاد ليتفقد الاوضاع في سوق البلد، وجد عشرات الجرحي والشهداء ومن بنيهم احفاد شقيقه وبعض اقاربه قد استشهدوا خلال القصف الذي استمر لاكثر من ساعتين على دير البلح.

واستذكر بعض تفاصيل الحياة بعد الانتهاء من القصف قائلا لدنيا الوطن” خرج المواطنين لتفقد احوالهم بعد القصف، وكانت مشاهد تقشعر لها الابدان، شهداء وجرحي مستلقون على الارض، والمواطنين يبحثون عن اقاربهم وابنائهم واحفادهم وسط الخراب والدمار والانفجارات، واختلطت الخضار والفواكه بدماء الشهداء ووصل عدد الشهداء اكثر من 200 شهيد”.

واكد الحاج محمد ان هذه المجزرة قام بتنفيذها اسرائيل وبريطانيا بشكل مشترك فى تلك الوقت، لعدم امتلاك اسرائيل حينها لطائرات هذه من النوع الذى شاهده لحظة المجزرة، ولم يشاهد هذه الطائرات من قبل.

وافاد “العمدة “ان السبب الرئيسي لاستهداف الاحتلال الاسرائيلي لمدينة دير البلح، بسبب وجود مقر رئيسي لجيش التحرير الفلسطيني غرب المدينة، عرف فيما بعد بموقع الـ 17، حيث تركز عمل هذا الجيش فى القطاع من دير البلح، وكانت ادارة الجيش تشترى السلاح من الدول العربية وتقوم بتسليح الشباب والفتوة من دير البلح استعدادا لاي هجوم اسرائيلي، وكان العمدة احد الذين تم تسليحهم بسلاح كارلو انجليزي ومنحه صندوق ذخيرة.

ولكن بعد فشل هذه المجزرة على دير البلح فى استئصال جيش التحرير قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باجتياح قطاع غزة، وتركز جزء منه على مدينة دير البلح، وانسحبت قيادة جيش التحرير من الموقع نتيجة دخول عشرات الدبابات الاسرائيلية لمنطقة دير البلح، الا ان الاجتياح لم يصل لمنطقة المخيم نتيجة المقاومة.

وبعد انسحاب جيش التحرير طالبت قوات الاحتلال الاسرائيلي من سكان دير البلح تسليم اسلحتهم التي امتلكوها من جيش التحرير ووضعها امام منازلهم، ولم يلبي العمدة هذا النداء ولكن فضل تكسير سلاحه امام عينه على ان يسلمه للاحتلال.

وقد تم دفن جميع الشهداء فى مجزرة دير البلح بالمقبرة القديمة بجانب مسجد ابو سليم وسط البلد، ولم يذكر احداً هذه المجزر فيما بعد او يطالب بالرد او أي تنديد عربي او تحرك لردع اسرائيل.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.