الأسباب الخفية لخلاف مبز ومبس / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 15/7/2021 م …




قالوا في الأمثال لتوصيف التهتك في حالاته الأخيرة”القشة التي قصمت ظهر البعير”، مع إنه لا يمكن لقشة أن تقصم ظهر بعير ،لكن المثل جاء كناية عن وصول الأمور إلى نهاياتها،حتى إن قشة خفيفة قصمت ظهر البعير،والعلاقات بين ولي عهد إمارة أبو ظبي مبز وولي عهد السعودية مبس،وصلت إلى درجة من التهتك بفعل التراكمات ،وحصل الطلاق البائن بينونة كبرى في إجتماع أوبك بلس الأخير ،بسبب الخلاف على أسعار النفط،علما أن ذلك لا يمكن أن يفجر خلافا بهذه الصورة بين الطرفين الحليفين في نسج كل المؤامرات والشرور في المنطقة على وجه الخصوص.

تشهد علاقات البلدين منذ عشرات السنوات تهتّكا كبيرا، وقال ذلك سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبي في تسريب مسجل في واشنطن إن بلاده تعمل على توريط السعودية لإضعافها ،بسبب وجود ثارات قديمة بين البلدين،وبالفعل ورطتها في حرب اليمن قبل أكثر من ست سنوات ،وفي حصار قطر عام 2017،وتحول ولي عهد السعودية الغر محمد بن سلمان إلى خاتم في إصبع الداهية ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد،ويقال إنه سجّل له وقائع جنسية في أبو ظبي خلال إستضافته له.

بدأت سحب الخلافات بين مبز ومبس تتلبد في الأفق منذ مصالحة السعودية مع قطر بغير رضا الإمارات في قمة مجلس التعاون الخليجي بمدينة العلا السعودية،وزاد الطين بلة قيام مبز بعملية حرق المراحل مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،ووصلت الأمور إلى التهويد ،وتعدتها إلى منحه الجنسية الإماراتية لعشرة آلاف خبير يهودي إسرائيلي في كافة المجالات،الأمر الذي أثار الرعب في  نفس مبس لعدة أسباب منها إن الأمور خرجت من بين  يديه  ،وأصبح مبز هو المقرب من الصهاينة على حساب مبس ،بمعنى إنهم  لن يدعموه كي يصبح ملكا لإكتشافهم جبنه وعدم قدرته على التطبيع العلني معهم كما فعل الضب مبز،وهذا برأيه  ينعكس على مكانة السعودية عند الصهاينة،لأن مبز حقق المعجزات دون أخذ إعتبار لأحد ،بينما مبس يتخوف من شعبه ومن إيران ،رغم التهود الحاصل على الأرض.

ربما لا يتصور البعض أن مستدمرة الخزر تريد الإيقاع رسميا وعلانية بالسعودية، كي تخرج التعاون السري الذي كان مدفونا تحت الأرض منذ ما يزيد على مئة عام،وإن السعودية هي الهدف بسبب تواجد اليهود فيها ومكانتها الدينية عند يهود ،قبل طردهم من الجزيرة ،في حين إن الإمارات لا تشكل شيئا يذكر بالنسبة للصهاينة ،فهي تحت سيطرتهم لكونهم  أسسوها وبنوا دبي التي يعدونها مدينة الدعارة اليهودية.

كرة الثلج تكبر بين الغرّين ،وبات من الصعب نزولهما من أعالي الشجرة الشائكة  لأن العزة أخذتهما بالإثم،وباتت مساحة الخلاف بينهما تتسع يوما بعد يوم ،بفعل المواقف والتصريحات الإستفزازية من قبل الطرفين ،ناهيك عن قيام المستفيدين بنفخ الكير ،حتى تتاح لهم الفرصة للوساطات التي ستدر عليهم أموالا طائلة،وهذا ما يجري في دول الخليج النفطية عموما سواء في الخلافات الداخلية أو الخارجية،ونخشى من تطور الأمور إلى إشتباكات مسلحة ،وقيام وحدات إنزال صاروخية إسرائيلية بإطلاق صواريخ على البلدين ،من أجل إشعال الحرب بينهما.

نختم بالقول أن سياسات البعض الغر في الخليج أوقعت الجميع في مزالق  هم في غنى عنها،فهم وبعد خروجهم من محنة حصار قطر،ها هم يدخلون  محنة الصراع بين الغرّين مبس ومبز،بسبب السعي للحصول على الرضا الإسرائيلي،دون علم منهما إن الصهاينة لن يرضوا عن أحد،ولن يمنحوا الأمان لأحد،ومن لم يصدق فليراجع ملف العلاقات الصهيونية  مع من طبّعوا سابقا من العرب على وجه الخصوص مع مستدمرة الخزر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.