الرأسمالية فصل مؤسف في تاريخ البشرية وليست الشيوعيةّ / سهيل قبلان

 

سهيل قبلان ( فلسطين ) الإثنين 23/5/2016 م …

لقد قال رئيس الويلات المتحدة الامريكية في حينه رونالد ريغن، الممثل الفاشل والسياسي العدواني، في اطار سعيه لتحطيم الاتحاد السوفييتي كدولة وتدمير الاقتصاد السوفييتي وتصفية العقيدة الشيوعية، انه يسعى لشطب الشيوعية بوصفها فصلا مؤسفا غير طبيعي في تاريخ البشرية. وهذا ليس مجرد كلام بل دعمته اعمال ملموسة منها انه كان مطوقا، بمئات القواعد الاميركية التي تحتوي على كمية هائلة من السلاح الحديث خاصة الذري وكانت هنالك اكثر من 12 الف شحنة قتالية على الوسائل النووية مصوبة اليه. ولماذا يعتبر ريغن  الشيوعية فصلا مؤسفا وغير طبيعي في تاريخ البشرية؟ والجواب لانها بانتصارها القادم لا محالة كالفجر ستضع حدا نهائيا للاستغلال وللعلق البشري وشفط جهد الكادحين وستقضي على الحروب وانتاج الاسلحة، وتمنع احتلال دولة لاخرى ونهب خيراتها وتضمن تطبيق العدالة الاجتماعية وصيانة كرامة الانسان بغض النظر عن قوميته ودينه ولغته.

ولان ما يميز شخصية الانسان التي تضمنها الشيوعية هو المحبة لاخيه الانسان ايا كان وحقه في العيش السعيد وميزتها الاولى حب الانسان وصيانة كرامته وضمان جمال عطائه في المجالات كافة، والتعميق الدائم لما يقرب الناس ويوطد العلاقة بينها ويجمع بينها للتعاون على البر والتقوى وليس على الحقد والشرور والضغائن، أو ليس التعاون الدائم والصادق على  البر والتقوى وتوطيد وشائج الصداقة الانسانية الانسانية افضل من التعاون على الشر والسيئات والضغائن وسفك الدماء والاثم والتدمير، والتعصب الديني المذهبي الذي يشجعه الاستعمار في اطار سياسة فرق تسد هو سم قاتل، أو ليست التربية بروح التعايش السلمي وحسن الجوار والتعاون البناء وتعميق الاممية والاخوي واحترام حقوق الانسان افضل من التمييز والعنصرية والحقد، والايمان الحقيقي هو المحبة الذي تضمنه الاشتراكية، بينما الكفر هو الكراهية الذي تبثه وتضمنه الرأسمالية متسترة بالدين وذلك يستدعي من كل مؤمن بالمحبة مكافحة فيروسات التزمت والعنصرية والفئوية وجراثيم الفتنة التي هي بمثابة مبادرة للقتل بشتى الحجج وايقاظ الفتن  والاعمال الشريرة هي ثمار ونتائج مره لافكار شريرة والتي تتميز بها الرأسمالية  وليست الاشتراكية.

والواقع القائم يقدم الدليل والبرهان على مدى ذئبية الرأسمالية وسعيها لدوس كرامة الانسان، وهل يا سيد ريغن وغيره من قادة الويلات المتحدة الامريكية الذين يواصلون نهجه مع غيرهم من طغاة وسفاحي وجزاري وحيتان المال الرأسماليين، ممارساتكم الشنيعة والمدمرة والفتاكة فصل جميل في تاريخ البشرية،’ ويكفيكم عارا ان هتلر مقترف اشنع مجزرة ضد البشرية هو رأسمالي وامثاله كثيرون ممن اقترفوا ويواصلون اقتراف المجازر ضد البشر، وهل لان المبدأ الاسمى في المجتمع الاشتراكي هو كل شيء لخير الشعب لاجل زيادة رفاهيته باستمرار وان الامور المشتركة هي الركائز الاساسية لكل وطن اشتراكي واهمها الملكية العامة لوسائل الانتاج وسلطة البروليتاريا المرتكزة  عليها وان قانون الحياة فيه هو عناية المجتمع بكل فرد وكل فرد بخير المجتمع وبالتالي حرمانكم من تكديس الدولارات واستغلال جهد الكادحين، سعيت وغيرك لشطب الشيوعية بوصفها فصلا مؤسفا، في تاريخ البشرية.

ان الفصل المؤسف في تاريخ البشرية هو الرأسمالية مقترفة الجرائم علانية، فوجود اطفال جياع وعراة واميين ومحرومين من الالعاب والملابس الجديدة ومقاعد الدراسة  في الدول الرأسمالية ووجود العاطلين  عن العمل وضحايا الحروب، بمثابة دليل قاطع على مدى جرائمية الرأسمالية والحرب هي المرافق الدائم للمجتمعات التي يسودها الاستغلال واصحاب انتاج الاسلحة الذين يريدون استعمالها لمواصلة انتاجها وبالتالي ضمان القتل والتدمير والخراب، والاساس المباشر لنشوبها هو المصالح الاساسية السياسية للطبقات الاستغلالية التي بعد استئثارها بالجزء الاكبر من الخيرات المادية والروحية، وجهت اعمالها المسلحة لقمع الشعوب، فالحروب والاعمال العدوانية والعنف واقتراف الجرائم والعنف والتطاول على حرية الشعوب، كل ذلك هو المميز لنهج الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية وليس للاشتراكية الوحيدة القادرة والساعية لصيانة انسانية الانسان جميلة بناءة ومبدعة، وليست هدامة ومصاصة دم البشر، والامبريالية التي تسعى للحفاظ على مواقعها وتوطيدها وضمان النهش في الثروات الطبيعية والمساعدات التي تقدمها للبلدان النامية هي شكل للاستعباد والخنق لا نظير لهما، مما يفضي الى تبعية البلدان اقتصاديا وسياسيا للاستعمار وبالتالي زيادة ديونها.

وتسعى الويلات المتحدة الامريكية الى تركيع البلدان النامية لتضمن الوصول الى اراضيها ونهب ثرواتها الطبيعية وعلى مدى تاريخها دعمت الفاشيين، والانظمة المعادية لشعوبها، لتحصل على المليارات ومحاربة القوى الثورية، وكان وزير خارجية الويلات المتحدة الامريكية كيسنجر قد دعا في السبعينات الى احتلال حقول النفط العربية في حال زادوا السعر، ومصالح الاحتكارات شيء ومصالح الجماهير شيء آخر، والاشتراكية بافكارها الانسانية الانسانية هي القادرة والساعية لتأمين حياة لائقة بالانسان كانسان بغض النظر عن قوميته ودينه ولغته، ولا بد وانها منتصرة في المستقبل وقد اشار لينين الى امكانية فشل الافكار الاشتراكية في الحكم بعد الثورة في الاتحاد السوفييتي وهذا ليس بدليل على سوئها وانما على سوء الانسان الذي يحتاج الى اجيال ليحب لغيره ما يحب لنفسه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.