سياسة التطبيع السعودية..توريط الجميع أولا / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 16/7/2021 م …
تقوم سياسة التطبيع السعودية على مبدأ غاية في الخداع ،وهو توريط الجميع ومن ثم القيام بالتطبيع العلني ،والقول للشعب إن الجميع طبّعوا وعلينا الإستفادة من مزايا التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،وكأن السعودية بلد صغير ضعيف فقير غارق في المديونية من أخمص القدم حتى أعلى الرأس،ولذلك نراها منذ إعلان مبادرة الإستسلام العربية التي صاغها الكاتب الأمريكي اليهودي جوزيف فريدمان للملك عبد بن عبد العزيز،وتقضي بجر أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 دولة عربية وإسلامية للتطبيع الشامل مع مستدمرة إسرائيل،وتم فرضها على قمة بيروت العربية عام 2002 ،وتحفظ عليها الرئيس المقاوم إيميل لحود لأنها تشطب حق العودة الفلسطيني،وقد رفضها السفاح شارون وركلها وأصحابها بقدميه،وقام بإعادة إحتلال ثماني مدن فلسطينية ،ومن ثم حاصر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر إقامته بمقاطعة رام الله ،حتى توفاه الله بالسم الذي وضعه له كل من الأصفهاني الأصبهاني عباس بالتنسيق مع الإحتلال للتخلص منه.
تاريخ التطبيع السعودي مع الصهاينة بدأ على يد الملك عبد العزيز الذي منح فلسطين لليهود”المساكين” بعد إن رفض السلطان العثماني السلطان عبد الحميد الثاني ذلك،وكانت مستدمرة الخزر فكرة على الورق يحار فيها مؤسس الحركة الصهيونية العلماني اليهودي الصحفي ثيودور هيرتزل،وقد تعهد عبد العزيز ومن تلاه من إخوته مستدمرة الخزر دعما وتأييدا على أرض الواقع،وأسهموا جميعا في وأد حركة التحرر الفلسطينية منذ نشأتها ،ولا نقرأ مشهدا فلسطينيا مثل العام 1929 حيث مذبحة الخليل وعام 1936 حيث الثورة والإضراب وعام 1948 عام تأسيس المستدمرة رسميا،وحرب عام 1967 وأحداث أيلول في الأردن عام 1970 ،إلا ونجد البصمة السعودية نافرة فيها لصالح الصهاينة ،ولا ننسى دورهم في تدمير مصر وهزيمتها في حرب 1967 .
ولا ننسى بطبيعة الحال أن السعودية هي التي ورّطت المقبور السادات في معاهدة كامب ديفيد 1979 ،بالإتفاق مع الثعلب الماكر “العزيز”هنري كيسنجر الذي حوّل نصر الجيش المصري في حرب رمضان المجيدة 1973 إلى هزيمة ،ندفع ثمنها ذلّا يوميا حتى الساعة،وهم الذين دفعوا قيادة منظمة التحري لتوقيع اوسلو 1993،وكذلك شجعوا الأردن للتوقيع على معاهدة وادي عربة 1994،ولن نغفل بطبيعة الحال عبث السعودية في كافة البلدان العربية والإسلامية مثل سوريا والعراق والجزائر ومصر وليبيا والخليج لصالح مستدمرة الخزر،ولكن الله إنتقم منها بجماعة الحوثي في اليمن،وهي بإنتظار مستقبل مجهول ،إنتقاما إلهيا مما فعلته ضد الفلسطينيين واللبنانيين في حرب العام وكافة الشعوب العربية 1982 ،ناهيك عن مشاريعها الإستسلامية التي بدأت عام 1982 وأجبرت جامعة الدول العربية على تبنيها في القمم العربية دعما لمستدمرة الخزر.
آخر المستجدات السعودية في هذا الملف هو التهويد الحاصل على الأرض تمهيدا للتطبيع ،وحصار لبنان ودعوة أهله للتطبيع مع الصهاينة وقبول المساعدات الإسرائيلية ،وقد تسلحت السعودية بعد المال بالإعلام لترويج أفكارها الهدامة والمسمومة ،من خلال قناتيها الصهيونيتين العبرية و إم بي سي ،اللتان تقطران سمّا زعافا……….
التعليقات مغلقة.