سحقا للمعارضة الإيرانية المتحالفة مع الصهاينة / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 17/7/2021 م …
لو كان الذين قدموا المساعدات اللوجستية للإيرانيين المعارضين للشاه المقبور يعلمون أن المعارضة الجديدة لنظام الحكم ،ستتحول إلى الخندق الإسرائيلي لأنها لم تتسلم الحكم في طهران ،لفضلوا الإبقاء على الجاسوس الأصلي وهو شاه إيران ،حتى تبقى الصورة هناك قاتمة السواد.
المعارضة الإيرانية “مجاهدي خلق”، التي تتخذ من فرنسا مقرا لها وتغرد خارج السرب الوطني والقومي خارج السرب ،تجاوزت كافة حدود المنطق وإعتدت على المحرمات بفتحها خطوط إتصال مع عدو الأمتين العربية والإسلامية مستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية التلمودية،وتخطط الخميس المقبل لإرسال وفد مشترك يضم بعض كوادرها وعدد من المغتربين الإيرانيين،يرافقهم وفد من كبار مسؤولي إدارة الرئيس ترمب السابق،للتضامن مع المستدمرة التي تعرضت لآلاف صواريخ المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس الأخيرة التي إستمرت أحد عشر يوما أرعبت العالم،وكادت هذه المستدمرة أن ترفع الراية البيضاء لولا خونة الأمة الذين أنجزوا وقبلوا بإتفاق مجاني لوقف إطلاق النار،وسيتجول هذا الوفد في مدينة القدس وفي منطقة حدود غزة ،ومن ثم يزور وحدة عسكرية إسرائيلية للقاء مسؤولين أمنيين وعسكريين فيها.
لو أن هذه المعارضة البائسة إقتصرت على معارضة النظام الحالي ،لقلنا هذا شأنها ولن نتدخل أو نقترب منها،ولكنها إخترقت المحظور وإرتمت في أحضان الصهاينة في أحلك مراحل الأمة سوادا،وتجاوزت المحظور العربي-الإسلامي بتطبيعها الرخيص مع مستدمرة الخزر في فلسطين المحتلة ،وبرفقة كوادر من إدارة المقاول الرئيس السابق ترمب،تعبيرا عن التضامن مع أعداء الأمتين العربية والإسلامية.
لماذا قام هؤلاء المرتزقة بالثورة على الشاه المقبور وتلقوا دعما لوجستيا ملحوظا من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ؟أليس لأنه كان جاسوسا صهيونيا وعميلا أمريكيا وناهبا للثروة الإيرانية له ولحاشيته الجشعة،أم إنهم كانوا يخططون لتبادل الأدوار،وهل يريدون اليوم الإنتقام من النظام الحالي الذي بادر إلى طرد الجواسيس الصهاينة من وكرهم التجسسي”السفارة،”وتسليمها إلى منظمة التحرير لتتحول إلى سفارة فلسطينية في إيران؟
هذا هو واقع هذه المعارضة البائسة،وإلا لما إصطفوا مع الصهاينة ضد بلدهم وشعبهم ،وهم بذلك حكموا على أنفسهم بالسقوط لأن طهران الجديدة ،ما تزال عصية على الإختراق الصهيوني رغم المخاطر والمغريات في آن واحد،ولو أن النظام الحالي تساهل في مسألة التطبيع مع مستدمرة الخزر ،لأصبحت إيران دولة نووية بمباركة العالم أجمع،وللتذكير فإن الشاه المقبور حصل على موافقة دولية لتنفيذ البرنامج النووي،تقديرا لعمالته وجاسوسيته وخيانته.
لقد أراحتنا هذه المعارضة المعتوهة وأراحت مؤيديها في الوطن العربي،بعد أن صنفوا أنفسهم بكل وقاحة إنهم جواسيس يعملون لصالح مستدمرة الخزر والغرب المتصهين ،ويأتمرون بأوامر المستدمرة وينتهون بنواهيها،ويسعون جادين لتسليم مقدرات الشعب الإيراني للصهاينة ،نظير مساعدهم على تسلّم الحكم في طهران،شأنهم شأن جواسيس المعارضة السورية المتصهينين حتى النخاع.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو:ما هو الفرق بين العربان الذين يتساقطون تهودا يوما بعد يوم،وبين المرتزقة في ما يطلق عليها المعارضة الإيرانية في فرنسا،هؤلاء المتساقطون بأسرع من أوراق شجر الخريف في الحضن الصهيوني على أمل مساعدتهم في حكم إيران ؟إنهم في خانة واحدة هي خانة السقوط المجاني في أحضان الأعداء وتنفيذ أجنداتهم ،نظير تمكينهم من الوصول إلى الحكم ،ليتم تعميدهم جواسيس رسميين علنيين يتربعون مؤقتا على سدة الحكم هنا وهناك.
لا اعتقد إن الشعب الإيراني ،وإن لم يكن في غالبيته مؤيدا للنظام ،يقبل بالعودة إلى الهيمنة الإسرائيلية على إيران ،وأن تتحول إيران مرة أخرى إلى بنك مالي وبئر نفطي لمستدمرة الخزر، كما كانت عليه إبان حكم الشاه المقبور الذي كان مدعوما أمريكيا وصهيونيا.ِ
التعليقات مغلقة.