في الاردن … “أرسم ع الرصيف”..مبادرة وطنية أطلقها الفنان التشكيلي سهيل بقاعين / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الاردن ) – السبت 24/7/2021 م …
“أرسم ع الرصيف ” ،ليست أحجية تبث عن حل أو فيلما كوميديا في طريقه للعرض في دور السينما،بل هي مبادرة وطنية خالصة أطلقها الفنان التشكيلي الصديق سهيل بقاعين،تجسيدا لولائه وإنتمائه لهذا البلد،وتنفيذا على طريقته لما ورد في الأوراق النقاشية الصادرة عن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في مجالات الولاء والإنتماء والمواطنة والإبداع والبناء والتشاركية.
هذه المبادرة تختص بالأطفال واليافعين من كلا الجنسين ،وتفتح الأبواب لهم للتعبير عن مكنوناتهم الداخلية بالرسم ع الرصيف وفي الهواء الطلق،من أجل إصطياد عشرة عصافير بحجر واحد أتقن راميه فنّ التصويب والرمي،إذ تطلق فيهم الجرأة كي يمارسوا هوايتهم في الهواء الطلق وفي الشارع العام وفي وضح النهار،وتقام كل يوم جمعة أمام مقهى الزقاق في اللويبدة من الحادية عشرة صباحا حتى الواحدة من بعد الظهر.
كما إنها تعلمهم فن مزج الألوان والخروج بألوان جديدة تضفي على اللوحة بعدا إبداعيا آخر،وسيتم لاحقا بحسب الفنان بقاعين عرض لوحاتهم في معرض فني وطني،وتفيدهم هذه المبادرة في مجال التشاركية مع الأهل الذين يحضرون معهم ويؤنسونهم ويفرحون بإبداعهم،وهذه نظرية إجتماعية جديدة تقوم على دمج الأبناء في محيطهم الأسري اثناء ممارسة الإبداع.
لا يؤمن الفنان المجتهد سهيل بقاعين بقاعدة الفن للفن،بل يؤمن بأن الفن للوطن وللجماهير ،وله رسالة خاصة يجب إيصالها للجميع،وأجزم إن بقاعين لم يحتكر إبداعه لنفسه ،ولم يغلفه بأنانية ضيقة ،بل نثره أملا في نفوس الجميه ،ووجه الدعوة للأطفال واليافعين وحتى الكبار للإنخرط في مبادرته، وممارسة الرسم الحر في الهواء الطلق وع الرصيف أمام مقهى الزقاق ذو الصبغة الثقافية أصلا.
سجل الفنان البقاعين الإبداعي والوطني حافل بالمبادرات الوطنية،ومبادراته مثبتة في ذاكرة الوطن قبل ذاكرة قيادته التي تشجع على الإبداع وتدعو لإنطلاق الأفكار الخلاقة ،كي تبحر في الفضاءات الرحبة ويتم ترجمتها إلى إبداعات يستفيد منها الوطن والمواطن،وهو صاحب مبدارة “عبق اللون” ،التي خصصخها للأطفال من ذوي الإعاقات البصرية ،ودمجهم فيها ونجح في ضم العشرات منهم إلى مجال إبداع الفن التشكيلي ،وإطلع جلالة الملك والملكة حفظهما الله على إبداعاته في هذا المجال في مدرسة المكفوفين في منطقة طبربور مما أعطاها زخما خاصا.
أثبت الفنان الاتشكيلي سهيل بقاعين بما لا يدع مجالا للشك ،حرصة قدر إستطاعته على إحداث تنمية إبداعية مجتمهية ،مستغلا بابا مؤثرا وهو باب الفن والرسم والتعامل مع الطبيعة والألوان ،وإنطلق من المحطات الصحيحة،وأنجز الكثير ضمن إمكاناته الخاصة، وأصبحت “دارة الفنان سهيل بقاعين “في اللويبدة محجا للجميع ،كي ينهلوا من هذا الفن .
صحيح أن الفنان سهيل البقاعين أنجز ما أانجز إعتمادا على جهوده الذاتية ،وسجل أكثر من سبق إبداعي مجتمعي في مجال الفن ،وحمل لوحات ذوي الإعاقة البصرية إلى معارض دولية ،رفع فيها إسم الأردن عاليا،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه :كم سيتضاعف جهد الفنان سسيل البقاعين ،لو أن الجهات المعنية شملته بعطفها فنان أردنيا مبدعا قدم الكثير للوطن ،وقدمت له دعما يليق بمبادراته الوطنية؟
التعليقات مغلقة.