تعرّف على الخريطة التي غيّرت وجه الشرق الأوسط
السبت 28/5/2016 م …
الأردن العربي … قال موقع “يسرائيل ديفينس” إنه في 10 مايو 1916 وقع الكولونيل البريطاني السير مارك سايكس، والذي يعتبر خبيرا في شؤون الشرق الأوسط، اتفاقا سريا مع نظيره الفرنسي تشارلز جورج بيكو في منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين) في نهاية الحرب العالمية الأولى ونهاية الإمبراطورية العثمانية، وفي نهاية عام 1916 تم استبداله من قبل الحكومة البريطانية وقرر رئيس الوزراء الجديد لويد جورج أن يناقش مع ممثلي الحركة الصهيونية الاتفاق المعدل. ونيابة عن الحركة الصهيونية كان يتواجد حاييم وايزمان وناحوم سوكولوف.
وأضاف التقرير الذي ترجمته “وطن” أنه وفقا للمصالح الاستراتيجية لبريطانيا وفرنسا، تقرر أن تحصل بريطانيا على منطقة بلاد ما بين النهرين والبحر الأبيض المتوسط، في حين أن فرنسا سوف تفوز بالجزء الأكبر من لبنان وسوريا، وكانت هذه “اتفاقية سايكس بيكو” التي تعتبر جزءا من الدبلوماسية السرية التي أجريت في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال الحرب، وكان قريبا من هذه الاتفاقات اثنين من المسؤولين الآخرين المعنيين بالمنطقة هما روسيا وإيطاليا، وهو الأمر الذي انتهى بسلسلة من الإجراءات والالتزامات اللاحقة من بريطانيا، بما في ذلك وعد بلفور الذي صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917، وخطابات العائلة المالكة في شبه الجزيرة العربية.
وأوضح الموقع أنه على الرغم من هذه التغيرات وغيرها، فإن مصطلح “سايكس بيكو” يشير إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط برمته، لا سيما وأن الواقع السياسي الذي نشأ بعد الحرب يختلف عن الأفكار التي صاغها سايكس، فالأصل أن فلسطين على كلا ضفتي نهر الأردن قدمت إلى الانتداب البريطاني بموافقة في وقت لاحق من عصبة الأمم، على الرغم من أن الاتفاق ينص على أنه سيتم توزيعها على المناطق الواقعة تحت السيطرة البريطانية بشكل مباشر: شرق الأردن، النقب والمنطقة الواقعة بين حيفا وطبرية، وتم تخصيص الجليل للسيطرة على الفرنسيين، في حين تم تخصيص مناطق أخرى بفلسطين لتكون دولية.
وفي إطار اتفاق بين رئيس الوزراء البريطاني “لويد جورج” ورئيس الوزراء الفرنسي “جورج كليمنصو” وسعت فرنسا أراضيها على حساب لبنان وسوريا التي توزعت على عدة محافظات، كما أنشأت المملكة المتحدة “إمارة شرق الأردن”، وحظيت حدود الاسكندرونة بوضع خاص.
ولفت “يسرائيل ديفينس” إلى أن إرث الحدود الجديدة تم إنشاؤه على ضوء التقسيمات السابقة التي جرت خلال هذا الاتفاق الذي أصبح بمثابة قاعدة تحكم إسرائيل وجيرانها، خاصة مصر والأردن، واتفاقات السلام التي تم التوصل إليها بينهما، موضحا أنه دائما يتم الرجوع إلى هذا الاتفاق لتعيين الحدود بين دول الشرق الأوسط.
وأشار الموقع إلى أن وعد بلفور حظي على إجماع كافة القوى المتحالفة في ذلك الوقت بما فيها الولايات المتحدة، ونصَّ أيضا على ضمان الحقوق المدنية لليهود الذين يختارون البقاء في بلدانهم وحفظ الحقوق الاجتماعية للسكان غير اليهود في إسرائيل.
وتمت الموافقة على الاتفاق وتمديد مؤتمر سان ريمو في عام 1920، حيث تم تقسيم الإمبراطورية العثمانية السابقة بين القوى الأوروبية الذين انتصروا في الحرب العالمية الأولى، ولكن كل التغييرات التي تمت تحت ضغط من بريطانيا انتهت بالموافقة على وعد بلفور.
التعليقات مغلقة.