تحليل ومتابعة … قراءة في التهديدات الإسرائيلية لإيران




 

انضمت حروب ناقلات النفط في مياه الخليج، إلى المشهد المتوتر بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تعثر المفاوضات بين طهران وأطراف دولية حول الملف النووي.
ومع اتخاذ إيران قرارا تصعيديا بعدم تجديد الاتفاق الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زعمت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن “إسرائيل”، وعبر رئيس أركانها، أبلغت الجانب الأمريكي أن “تل أبيب” اتخذت قراراً نهائياً بإحباط البرنامج النووي الإيراني.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، قال في تصريحات صحفية، إن “إسرائيل مستعدة لمهاجمة إيران وحان الوقت للتحرك عسكريا ضدها”.
بدورها، حذّرت طهران، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، من أنها سترد على أي “مغامرة” بحقها، بعدما اتهمتها الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل” باستهداف ناقلة نفط في بحر العرب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في بيان إن بلاده “لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها القومية، وسترد بشكل فوري وحاسم على أي مغامرة محتملة”.
سيناريو المواجهة
ويرى المختص في الأمن القومي الدولي، إبراهيم حبيب، أن “اتهام واشنطن بوقوف إيران وراء التصعيد في مياه الخليج، بمثابة موافقة ضمنية على التوجهات الاسرائيلية، ويشي بأن هناك أمرا يتم تدبيره”.
ويضيف “حبيب” في حديث مع “قدس برس”، أن “التهديدات الإسرائيلية ربما تكون جادة، ولكن سيناريوهات التنفيذ قد تكون معقدة،  فربما يكون التنفيذ في سوريا أو لبنان أو العراق، أو من خلال اغتيال بعض العلماء، تضاهي عملية اغتيال العالم النووي فخري زادة”.
وأشار إلى أن هذه التهديدات ستشكل ضغطا على إيران، فيما ستستثمرها واشنطن، لتحقيق مكاسب أكثر في الملف النووي الإيراني.
حرب نفسية
من جانبه، يرى رامي أبو زبيدة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي واتهامه إيران بشكل مباشر، وتحديد اسم قائد الطائرات المسيرة بالحرس الثوري الإيراني، سعيد أقاجاني، بالمسؤولية عن الهجوم، يأتي “في إطار الحرب النفسية والضغط لتحقيق مكاسب”.
وأشار “أبو زبيدة”، في حديث مع “قدس برس” إلى أن “الجديد في المواجهة، أنها باتت أكثر  وضوحاً بين الطرفين، وأن استهداف طهران لناقلة النفط في بحر عمان، يعد تخطيا لقواعد العمليات الاستخبارية والعسكرية الغير مباشرة”.
وأوضح أن “إسرائيل” معنية في استغلال هذه العملية التي وقع فيها قتلى غير إسرائيليين، بتجنيد الدول الكبرى، وتورطيها في المواجهة مع ايران، وتعطيل أي عودة للاتفاق النووي.
وأضاف: “واضح من التحركات الدولية، بأن هناك رسائل ردع قوية  قادمة لطهران”، وفق تقدير “أبو زبيدة”.
واستدرك: “باعتقادي أن الأطراف حتى الٱن غير معنية بأن تتدحرج الأمور لمواجهة شاملة”، لكنه حذر من أن حالة التشدد  في المواقف الإسرائيلية، في سياق المناكفات بين الحكومة الجديدة، التي تحاول تصدير موقف مخالف لموقف الحكومة السابقة، قد يتسبب بالانجرار لحرب أو مستوى معين من العمليات العسكرية المباشرة.
وأشار إلى أن الطريقة التي تدير “إسرائيل” فيها الصراع مع إيران، سواء في الساحة النووية أو ضد التموضع في سوريا، من خلال تكثيف العمليات، “كلها تشعل الإمكانية الكامنة للمواجهة المباشرة وتزيد استعداد طهران للرد”.
ونوه أبوزبيدة، إلى أن هناك تحولا في الرد الإيراني، و”قد نشهد سخونة في الجبهة الشمالية (حدود فلسطين المحتلة مع لبنان)، وكذلك العمليات في الخليج وهذا يخلق تهديدا أكبر ضد إسرائيل، قد لاتستطيع السيطرة عليه، وربما تجد نفسها في أتون مواجهة مباشرة”.
وكانت سفينة مملوكة لشركة يابانية، ويديرها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة، قبالة سواحل عمان، ما أدى لمقتل اثنين من طاقمها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.