مقاومتنا ليست مستمرة ولا متماسكة / أسعد العزّوني




أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 7/8/2021 م …

ويسألونك لماذا لم ننتصر،ونحن لدينا مقاومة  تصمد عشرات الأيام أمام العدو في حال قيام هذا العدو  بشن هجوم عليها ،لسبب أو لآخر،وتلحق به أضرارا  تشوه صورته محليا  وإقليميا ودوليا،كما حصل في مواجهته مع حزب الله صيف العام 2006 ،ومع المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس قبل أيام،لكنه في نهاية المطاف يخرج منتصرا،فقد تم تجميد العمل المقاوم في لبنان منذ العام 2006،وقامت حماس بتوقيع وقف اطلاق نار مجاني مع العدو أنهت خلاله معركة سيف القدس،وبدأت تتحدث عن مفاوضات مباشرة معه ،بحجة أن الوسطاء غير أمينين في نقلهم للمواقف ….

لعل ما سبق ذكره آنفا يجمل مشاهد الصورة ويقدمها بلا رتوش،ويسلّط الأضواء على الواقع المعاش،ولكن لا بد وحسب المعطيات الحالية من  تفسير الموقف أكثر ،توخيا للدقة وصدق التحليل ، فسؤال:لماذا لا تنتصر المقاومة بدأ يزعجنا ،لأن إجابته ربما لا تعجب البعض الذي يسعى للتمجيد بغض النظر عن الأداء،وقد انكشف طابق حماس عندما تبين أنها إتصلت مع العدو إبان معركة القدس ،وإتفقت معه على الدخول في مفاوضات مباشرة برعاية ومباركة ملك المغرب محمد السادس ،بدليل أن إسماعيل هنية قام بزيارة المغرب بعد وقف معركة القدس ،وعرّج في طريقه على إستانبول للقاء وفد إسرائيلي أراد إبلاغه  بتغيير ما في ما تم الإتفاق عليه ورغبة مستدمرة إسرائيل بإدخال الجاسوس دحلان على الخط ،وأن يكون رئيسا لجمهورية غزة ،فيما يكون هنية رئيسا للوزراء.

لماذا لم تنتصر المقاومة ؟سؤال مشروع  والجواب بدون  لفّ أو دوران هو إن المقاومة ليست جادة ،لأنها ربطت نفسها بالحالة العامة ،وباتت موسمية ورهنت نفسها للموقف الإقليمي العام ،كما انها ليست متماسكة ،ولا تقوم بإشعال الجبهات كاملة في حال حدوث مواجهة مفروضة عليها مع العدو،ناهيك عن كونها موسمية كما أسلفنا ،ولا تمارس العمل المقاوم كما هو في صورته المعروفة وإضفاء الديمومة والإستمرارية عليه ليعطي أكله كما نشاء،فعلى سبيل المثال تشهد جبهات الجنوب وغزة هدوءا حتى الموات ،وفي حال قيام العدو بتحريك جبهة ما بعدوان عليها ،نرى الجبهة الثانية تمارس صمت القبور،وكأن الأمر لا يعنيها.

المطلوب من المقاومة عدم التركيز على المشهد السياسي وتنصيب زعمائها خطباء سياسيين  يجلدون الجماهير يوميا بخطاب عرمرم ،لا يحرر أرضا ولا يطلق سراح أسير أو يوقف عجلة الدبابات الصهيونية أو يوقف مصادرة الأراضي والبيوت واعتقال الناس في فلسطين،وتوفير الهدوء في لبنان،بل يقوم الصهاينة بتحديد ساعة المواجهة التي يريدها ،بمعنى أنّ المقاومة وضعت نفسها في موضع المتلقي للضربات ،وليس المبادر للهجوم وانهاك العدو الهش أصلا.

وبما اننا نعيش أجواء ملتهبة في لبنان ،فإن علينا التوسع قليلا في تبيان الحقائق المخجلة،ومنها أن الجواسيس والعملاء في هذا البلد ،وهم على مستوى الطوائف ،تجذروا في عمالتهم للعدو،ولذلك قام البعض بالسيطرة على ناقلة الصواريخ ،وأمطرنا البعض من المسؤولين اللاهثين وراء نيل رضا أعداء الأمة ،بتصريحات حول السلاح في لبنان وضرورة حصره في الدولة ،وكأن هناك دولة في لبنان،وهم بذلك يريدون إخراج أنفسهم من دائرة الفشل إلى سوق النخاسة ،من يدفع أكثر.

نختم بأن ما يجري في لبنان منذ أيام عبارة عن إستكشاف صهيوني لما تمتلكه المقاومة في لبنان من أسلحة جديدة ،وإن المقصود منها هو رصد الموقف ودراسة الواقع ،وتفصيل الرد في المواجهة النهائية التي سيفرضها العدو على لبنان قريبا ،بهدف إنهاء المقاومة،وإدماج لبنان علانية في الإتفاق الإبراهيمي القائم على التطبيع التهويدي.


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.