حزب الله يمطر مزارع شبعا المحتلة بعشرات الصواريخ ردا على غارتين إسرائيليتين- (فيديوهات وصور)
بيروت : أعلن حزب الله ، أمس الجمعة، إطلاق عشرات الصواريخ على مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة رداً على الغارتين الجويتين فجر الخميس.
وقال الحزب في بيان، إنه “عند الساعة 11:15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.
وتأتي خطوة حزب الله اعتبارا منه أن العدو الاسرائيلي خرق قواعد الاشتباك المعمول بها.
من جهته، أعلن العدو الإسرائيلي أن 19 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل، بعد يومين من إطلاق نار مماثل ردت عليه الطائرات الإسرائيلية بقصف الأراضي اللبنانية للمرة الأولى منذ سنوات.
وقال الجيش في بيان: “أطلق 19 صاروخا من لبنان نحو الأراضي الاسرائيلية. معظم الصواريخ اعترضها نظام الدفاع الجوي”. وأضاف أن الصواريخ الأخرى سقطت في مناطق غير مأهولة. مضيفا أنه يشن غارات على لبنان ردا على إطلاق صواريخ.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أمنون شيفلر لصحافيين: “لا نرغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكننا بالطبع مستعدون لذلك”. وأضاف: “سنعمل ما هو مطلوب”.
وفي السياق ذاته، قال بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية إنه “تم إطلاع رئيس الوزراء نفتالي بينيت على الأحداث التي جرت على الحدود الشمالية”.
وأضاف البيان: “سيجري رئيس الوزراء مشاورات مع كل من وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفريق أفيف كوخافي، وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية”.
إلى ذلك، انتشر فيديو من بلدة شويا في قضاء حاصبيا ذات الأغلبية الدرزية يعترض فيها الأهالي على حزب الله لإطلاقه الصواريخ من مناطقهم وتعريضهم للخطر حسب زعم بعضهم.
وانقسم المشهد اللبناني سياسياً إثر إطلاق حزب الله للصواريخ باتجاه مزارع شبعا رداً على العدو الإسرائيلي. واكتفى رئيس الجمهورية ميشال عون بالإعلان عن أنه “تابع التطورات التي شهدتها المنطقة الحدودية الجنوبية”.
ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الجمعة إلى استعادة الهدوء بين لبنان وإسرائيل. وقالت إنها “تتابع بقلق بالغ تبادل إطلاق النار الذي وقع بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية” .
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان عبر الالتزام التام بالقرار الدولي 1701. وأكد “ضرورة عودة الهدوء”.
بدوره، علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الوضع في الجنوب وقال: “ما حصل بالأمس ويحصل اليوم من عدوان صهيوني أن العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الوحدة والمقاومة”.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في حديث صحافي، أنه “يجب أن تفهم إسرائيل أن لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفّي حساباتها وتختبر قدراتها فيه، وعليها أن تفهم بأن عليها أن تبقى مردوعة وإلا فنحن جاهزون للرد”.
في المقابل، رأى الرئيس سعد الحريري عبر” تويتر” أن “الوضع على الحدود مع العدو الإسرائيلي خطير جداً جداً… لبنان ليس جزءاً من الاشتباك الايراني – الإسرائيلي في بحر عمان، والدولة بقواها العسكرية والأمنية الشرعية هي المسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة”.
وأكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “ما يجري في الجنوب هو لخطير وخطير للغاية، خصوصاً على ضوء التوتر الكبير الناشئ في المنطقة”. وقال “يكفي الشعب اللبناني عذاباً ومعاناة يومية ونضالاً مستمراً حتى يأتي اليوم من يلعب بالنار”.
اما رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميّل فأكد رفضه المطلق “لممارسات حزب الله الذي ينفّذ أجندات آيديولوجية وإقليمية”.
وما اكتسب أهمية مضاعفة هو تصدّي أهالي بلدة شويّا الدرزية لعناصر حزب الله الذين استخدموا منطقتهم لإطلاق الصواريخ، ما دفع بالأهالي الغاضبين والخائفين من رد الفعل الإسرائيلي على منطقتهم إلى اعتراض الشاحنة التي تحمل راجمة الصواريخ، وإلى توقيف سيارة رباعية الدفع بداخلها عناصر من الحزب، قبل أن يتدخّل الجيش اللبناني ويتسلّم الراجمة والعناصر الحزبية الأربعة.
وطرد مناصرون لحزب الله مشايخ دروزا من حارة صيدا، ثم عمد شبان دروز الى التجمع عند مستديرة عاليه ومفترق شانيه حيث تعرّضوا للسيارات التي تقل شيعة متجهين من بيروت الى البقاع وبالعكس.
من جهته، فإن الزعيم الدرزي الأبرز رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دعا إلى التهدئة، وغرّد عبر “تويتر”: “بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويّا بالتحديد نتمنى ان نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي”.
وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشبّان شيعة يطردون مواطنين من الطائفة الدرزية يبيعون إنتاجهم من التين والصبّير في حارة صيدا.
هذا الأمر دفع بأرسلان الى إصدار موقف جديد يعتبر فيه أن “المطلوب التكاتف والكفّ عن التحريض والاستفزاز لمواجهة العدوان الاسرائيلي السافر على لبنان موحدين ومتحدين”.
من جهته قال وزير “الدفاع” الإسرائيلي بيني غانتس، الجمعة، إن “وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله أكثر خطورة”. وقال الوزير الإسرائيلي في حديث للقناة الإسرائيلية (12) “لا ننوي السماح لحزب الله باللعب معنا، وحزب الله يعرف ذلك”.
وتأكيداً على عدم الذهاب الى التصعيد أضاف غانتس “لا مصلحة لنا مع دولة لبنان إلا الأمن والهدوء”.
وبدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل وجهت “رسالة تهدئة”، بعد التصعيد الأمني الذي شهدته المنطقة الحدودية مع لبنان خلال الساعات الأخيرة. وأضافت “أكد الجيش الإسرائيلي على أنه لا يذهب إلى تصعيد الأوضاع أو خوض حرب”.
التعليقات مغلقة.