الشجب والإدانة لا تعيدان حقوقا / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 11/8/2021 م …




بدهية وحقيقة ساطعتان كما  وهج الشمس في عزّ النهار،لا يريد العرب الإتعاظ منهما ،هما أن الشجب والإدانة والإستنكار هي أسلحة الذين لا حيلة لهم أو الذين ينخرطون في المشروع المضاد،ويقومون بالتغطية على واقعهم بتلويث الأثير من خلال بث تصريحات المسؤولين التي تعارض ما يقوم به الأعداء على أرض الواقع،لتثبيت الحالة وخلق واقع جديد،بمعنى أن العدو يشتغل فعلا على الأرض من أجل تكريس مشروعه ،بينما نحن نمتطي صهوة الأثير ونرغي ونزبد بمعارضتنا له ،ونحن في حقيقة الأمر نؤيده في  كل ما يقوم به .

نتحدث عن الواقع الرسمي العربي وردات فعله ،على تصرفات وممارسات مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية،ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه وممتلكاته،التي لم تتوقف منذ تأسيس المستدمرة  منتصف العام 1948،وتمددت وتوسعت حتى أصبحت تحتل باقي أرض فلسطين وأراض عربية أخرى،وبات نفوذها الحالي يمتد حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين حيث أصلهم الذي يعود لمملكة الخزر.

الشجب والإدانة والإستنكار هو الموقف العربي المتأصل تجاه إرهاب الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني،ومع ذلك ما تزال الرسمية العربية تعلن إنها مع القضية الفلسطينية،حتى إن من باعوا فلسطين نظير حكم الجزيرة ،أعلنوا في الأمم المتحدة قبل أيام إنهم مع القضية الفلسطينية ،لكنهم فضحوا أنفسهم على أرض الواقع أمس ،وأصدروا أحكاما موجعة وطويلة ضد فلسطينيين وأردنيين  يعملون عندهم بحجة دعم المقاومة الفلسطينية ،يتقدمهم ممثل حركة حماس في السعودية.

كان أصدقاؤنا الأجانب يوجهون إلينا أسئلة تبدو محرجة بعد إنتهاء حرب الساعات الست في حزيرن 1967 ،والتي تمكنت خلالها مستدمرة الخزر بإتفاق ، من الإستيلاء على المزيد من الأراضي العربية،ويقولون محقون :كيف يمكن لإسرائيل  الصغيرة وقليلة عدد السكان ،إحتلال الأراضي العربية وإلحاق الهزيمة بالعرب ،وهم الذين يعدون مئات الملايين ويتمتعون بالثروة والمكان الإستراتيجي؟

كان البعض منا يشعر بالحرج ويعجز عن الإجابة على مثل تلك الأسئلة المحقة والمحرجة حقا،إذ يصعب تبرير حالة الهزيمة العربية المتواصلة ،إلى درجة أن مستدمرة الخزر حولت النصر العربي في حرب تشرين المجيدة خريف العام 1973 إلى هزيمة عربية ونصر لها،وإنطلقت منها لنخر العالم العربي المنخور أصلا، بأوهام :الأرض ..المياه..الحدود..المستدمرات…الأمن…وأخيرا التطبيع من أجل السلام،ومع ذلك فإن كل الذين إنسحقوا مطبعين مع الصهاينة لم يحققوا السلام معهم ،لأن التلمود يمنع الصهاينة من نسج خيوط السلام مع الأغيار.

نختم أن على العرب إن أرادوا العيش ببعض الكرامة أن يغيّروا سياستهم تجاه مستدمرة الخزر، ويكفي معاناة بسبب تحويلنا إلى حقل تجارب،مع إن الصهاينة يرضعون أطفالهم بحليب الكراهية لنا،فيما نقوم  نحن بشطب كل ما يتعلق بالكرامة والوطنية والحقوق من مناهجنا ،إمتثالا لأوامر وتوجيهات التلموديين.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.