تقرير هام … أوسع تغطية عن ردود فعل وتداعيات أردنية لعملية أعدام داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة

 

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 3/2/2015 م …

 

*الملك الأردني عبد الله الثاني يقطع زيارته لأمريكا ويوجه خطابا مسجلا يدعو فيه إلى التلاحم في وجه الشدائد

*بيان القوات المسلحة الأردنية : دم الكساسبة لن يذهب هدرا

*الأمير الحسن بن طلال يدعو للصبر وللعدل الاجتماعي باعتباره مفتاح الفرج

*حزبا البعث التقدمي و” وحدة ” الأردنيان  يدعوان الى مواجهة الإرهاب والفكر التكفيري وعدم المراهنة على التحالف الدولي الأمريكي في محاربة الإرهاب

*دبور يدعو الحكومة الأردنية للتعاون والتنسيق مع سورية والعراق ومصر في محاربة الإرهاب

*كتلتان نيابيتان تؤكدان على رفض الإرهاب ووحدة الصف

*وزارة الأوقاف تدعو إلى أداء صلاة الغائب ظهر غد الأربعاء

*ترجيح إعدام الريشاوي فجر غد الأربعاء

قطع الملك الأردني عبد الله الثاني زيارته للولايات المتحدة الأمريكية التي كان قد بدأها أمس ، عائدا الى بلاده ، بعد أن تأكد إعدام  جماعة داعش الإرهابية  للطيار الأردني معاذ الكساسبة؛حرقاً .. وبثت الفضائية السورية بيانا مسجلا مقتضبا للملك بدا فيه غاضبا لإعدام الكساسبة وهو الإعدام الذي تم قبل شهر من إعتراف داعش بإعدامه بحسب بيان القوات المسلحة الأردنية .

ووصف الملك داعش بالزمرة المجرمة الضالة ، وبأن الطيار معاذ التحق بمن سبقه من الشهداء ، معتبراً أنه مصاب جميع الأردنيين جميعاً وليس فقط أسرته ، داعيا الشعب الأردني لمزيد من التلاحم في وجه الشدائد .

وبدأت وسائل الإعلام الأردنية الرسمية من إذاعة وفضائية ببث الأغاني والأناشيد الوطنية وترديد العبارات الحماسية .

واصدر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الاردنية / الجيش العربي ،  بيانا نعى فيه الملازم الاول الطيار الشهيد معاذ الكساسبة .

وفيما يلي نص البيان

 ” قال تعالى { مِنَ المُؤمِنينَ رجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَليهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قضّى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظُرٍ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } .

وقالَ رسولُ اللهِ صلَى اللهُ عليهِ وسلمْ : ” أشرفُ الموتِ قتلُ الشهادة ” .

الحَمْدُ للهِ الذي استأثرَ بالبقاءِ لنفسهِ، وكتَبَ علَى الكائناتِ أنَّ لِكُلِ بدَايةٍ، نهايةْ، وأنَّ لكُلِ حيٍّ أجلاَ، وخلقَ الخلْق، ليبلوَهُمْ أيهم أحسنُ عملا، فإذا جاء أجلُهْم، لا يستأخرونَ ساعةً ولا يستقدمونْ .

مُنْذُ اللحظة الأولَى لأسرِ الطيارْ، الملازمْ أولْ، مُعاذ الكساسبه، على يدِ التنظيمِ الإرهابي، الجبانْ، والقواتُ المسلحةِ الأردنيةْ- الجيشُ العربيْ، تُسانِدُهَا أجهزةُ الدولةِ المختلفةِ، تَبْذُلُ جهوداً مُضنِيَةً مَع كافةِ الأطرافِ والجهاتِ المختلفةِ، لتخليصهِ من قوى الشّرِ والظلامْ، غيرَ أنَّ هذهِ العصابةْ، المجرمةْ، أبتْ إلا أنْ تضعَ نهايةً مأساويةً لحياتهِ، نهايةً ترفُضُهَا كلِ الأديانْ والشرائعِ السماويةْ، لتعلن اليوم نبأ اغتيالِ طيارَنا الباسلْ، يوم الثالث 3-1-2015 أي قبل شهر من اليوم ليختارهُ الله، شهيداً إلى جواره في علييّن .

إنَ القواتِ المسلحةَ إذ تُعلنُ نبأَ استشهادِ الطيارِ البطلْ، مُعاذ الكساسبه، لتسألُ اللهَ عزَّ وجلْ، أنْ يتقبَلَهُ مع النبيينَ والصديقينَ والشهداءَ والصالحينْ، وحسُنَ أولئكَ رفيقا .

إن القواتِ المسلحةَ إذ تنعى الشهيدَ البطلْ، لتؤكدُ أنَّ دمَ الشهيدِ الطاهرْ لنْ يذهبَ هدراً، وأنَّ قصَاصَها، من طواغيتِ الأرضِ اللذينَ اغتالوا الشهيدَ مُعاذْ ومنْ يَشدُ علىَ أيديهمْ سيكونُ انتقاماً بحجمِ مصيبةِ الأردنيينَ جميعاً .

{ وسيعلُم الذينَ ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون } .

والتقت الفضائية الأردنية مع الأمير الأردني الحسن بن طلال (ولي العهد الأردني الأسبق) ، الذي وصف قتلة الطيار الكساسبة بالظلاميين ، ومشددا على وحدة جماعة السنة وشيعة رسول الله عرباً وعجماً ، وتساءل عن اي اسلام هذا الذي يدعونه عندما يقوم بريطاني بقتل الرهينة الياباني ، داعيا للصبر وللعدل الاجتماعي باعتباره مفتاح الفرج ، وختم بأن العين بالعين الباديء بالخير أكرم والباديء بالسوء أظلم  .

وصرح أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) فؤاد دبور ، الذي أكد ان قتلة الطيار مجرمون مارسوا كل أنواع الجرائم والإرهاب في سورية والعراق ومصر وغيرها ، وأن هذه جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجائم التي ارتكبتها هذه الجماعة .

وطالب دبور ؛ الحكومة الأردنية بالوقوف الموقف القومي والوطني  إلى جانب الذين يحاربون الإرهاب في سورية والعراق ومصر بحق ، بالوقوف إلى جانب القطر العربي السوري الذي يواجه الإرهاب منذ 4 سنوات ، مشدداً على أن التحالف الأمريكي الدولي ليس جاداً في محاربة الإرهاب والقضاء عليه ، وأن علينا الوقوف الى جانب جهود الدول التي تجابه الإرهاب والتنسيق معها في سورية والعراق ومصر . 

وتوجه دبور بالتعزية إلى أسرة الشهيد الكساسبة وبخاصة زوجته ووالدته ووالده وإلى عشيرة الكساسبة وإلى الشعب العربي الإردني في هذا المصاب الجلل. 

ودان حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني ( وحدة ) في تصريح صحفي ، الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابات الإرهاب بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.. متوجهاً بأحر مشاعر العزاء من عائلة الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، ومن جماهير شعبنا العربي الأردني، مشدداً على أن المصاب الذي لحق بعائلة الطيار الشهيد مس كل بيت أردني، وترك حزناً عميقاً في النفوس.

وشدد حزب وحدة على أن الجريمة التي ارتكبتها عصابات الإرهاب بحق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، بتفاصيلها البشعة لا تمت بصلة للخطاب الديني المتسامح الذي يحفظ كرامة الإنسان، وأنها تعكس العقلية المجرمة التي تمارسها العصابات الإرهابية تحت مظلة الدين وهو منهم براء.

ودعا الحزب الى مواجهة شاملة للإرهاب والخطاب التكفيري الذي يغيّب العقول ويقود الى التطرف والإجرام والقتل، وإلى  محاصرة  بؤر الفكر الإجرامي وقطع وسائل تغذيته، وإعلاء شأن الخطاب الديني المعتدل.

ودعا ( وحدة ) في هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها الوطن الى التماسك الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية، لمواجهة التحديات التي تواجه الأردن وفي مقدمتها الإرهاب الصهيوني الأمريكي وإرهاب العصابات التكفيرية.

وختم وحدة تصريحه الصحفي بالإشارة إلى أن البلد يمر بلحظة مصيرية هامة تتطلب التفكير العميق والهادئ بكل الخطوات القادمة بما يحفظ المصلحة الوطنية الأردنية، وإعادة النظر بالمشاركة الرسمية الأردنية بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

من جهة أخرى دعت وزارة الأوقاف الأردنية الى أداء صلاة الغائب عن روح الطيار الشهيد معاذ الكساسبة ظهر غد الأربعاء .

ونقلت فضائية رؤيا عن مصدر أمني لم تسمه ترجيح إعدام الإرهابية ساجدة الريشاوي فجر غد الأربعاء أمام مسجد ، ولم يتأكد بعد مدى صحة الخبر .

يذكر أنه لم يسبق أن اهتم الشارع الأردني بقضية ما كإعدام الطيار الكساسبة .

ووجهت كتلتا الإصلاح والإئتلاف الوطني النيابيتين الأردنيتين كلمتين بالمناسبة أكدتا فيه على المعاني الوطنية ورفض الإرهاب والتعازي لأسرة الشهيد وضرورة التلاحم ووحدة الصف.

وبعامة كان هناك اجماع على أن قتل وحرق الأسير الطيار الأردني معاذ الكساسبة جريمة منكرة، فضلا عن كونها مسيئة بنسبتها الى جماعة تدعي الإسلام ، زوراً .