الأسس الماركسية الحديثة لطبيعة المرحلة فى مصر 2015

 

مقدمة:

     تتكون الماركسية من ثلاثة أعمدة متكاملة وهى: المادية الجدلية والمادية التاريخية والإقتصاد السياسى. وكل عمود يعتبر علما دائم التطور مع تطور المعرفة والخبرة الإنسانية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية وأيضا تطور المجتمعات وعلاقاتها الإقتصادية والإجتماعية. ولقد شهدت الماركسية بأعمدتها الثلاثه مراحل صعود ومراحل هبوط, من أهم مراحل صعودها هى مرحلة مؤسسيها ماركس وإنجلز ورفاقهم من المفكرين والمناضلين وأيضا فترة صعود الحركة العمالية فى روسيا ومناطق أخرى فى أوروبا وتبلورالأحزاب الإشتراكية الديموقراطية التى سريعا ما تبلورت حول إتجاهين أحدهم إصلاحى برجوازى والآخر ثورى بروليتارى. وكان أهم هذه الأحزاب فى القرن العشرين هو الحزب الشيوعى الروسى وكان جناحة البرجوازى يطلق علية الحزب المنشفى وجناحه البروليتارى الحزب البلشفى. وقاد الجناح المنشفى الثورة المنشفية فى فبراير 1917 وتلاها بعد بضعة شهور الثورة البلشفية البروليتارية فى أكتوبر 1917  بقيادة المناضل والمفكر الماركسى فلاديمير لينين ورفاقه. 

     كانت الثورة البلشفية شديدة النجاح وقادت مرحلة صعود للماركسية فى الفكر والتطبيق ونتج عنها الإتحاد السوفيتى الذى تكون من العديد من السوفيتات الأوروبية والآسيوية كما أنتشرت الثورة فى عدة دول أخرى فى أوروبا ودول أخرى فى العالم أهمها وأكبرها الصين يقيادة الحزب الشيوعى الصينى بقيادة ماوتسى تونج ورفاقة وتبنت الماركسية-اللينينية كفكر ولكن غلب عليها الطابع الفلاحى نظرا للتركيبة الطبقية للمجتمع الصينى.

     وتلت ذلك مرحلة هبوط للنظام الماركسى فى الإتحاد السوفيتى بقيادة الديكتاتور ستالين هو ورفاقة, وذلك رغم إنتصارة على النظم النازية بالتحالف مع باقى دول أوروبا. إنتشرت الديكتاتورية والفساد ورأسمالية الدولة لتحل محل الدولة البروليتارية الإشتراكية ذات الديموقراطية الشعبية والتى تسعى نحو الدولة الشيوعية اللاطبقية. وقد إنتهى ذلك بإنهيار الإتحاد السوفيتى ليس فقط كدولة إشتراكية ولكن أيضا تبعثر سوفيتاته لتتحول إلى دول مستقلة غير إشتراكية. أما الصين فتحولت إلى ثانى مارد أقتصادى رأسمالى فى العالم مع إدعاء إستمرار الحزب الشيوعى فى الحكم كذبا. وبقيت على الساحة كوريا الشمالية مغلقة تماما على نفسها ومتمسكة بشكلها الخاص من الماركسية مع ترسانتها النووية, وأيضا كوبا التى حققت إنجازات إشتراكية هامة دون إنشاء ترسانة نووية وصمدت فى وجه إبتزاز الإستعمار الإستيطانى النازى الأمريكى حتى أضطر أخيرا أن يفتح الحوار معها فى 2014-2015

     إنهيار المرحلة الأولى للإشتراكية لايعنى نهاية الإشتراكية ولكنها تعنى فقط عدم نضوج الشروط الموضوعية للقضاء على الرأسمالية وأشكالها المختلفة. ولقد بدأت هذه الحقيقة تظهر فى عدد من الأشكال:

1-التطور العلمى الكبير عن طريق عدد كبير من العلماء فى الأعمدة الثلاثة للماركسية متواكبة مع التطورات فى العلوم الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية,إلخ وعلاقتها بالمادية الجدلية, والتطورات التاريخية والإجتماعية,إلخ وعلاقتها بالمادية التاريخية, والتطورات الإقتصادية والسياسية ونظرياتهم , إلخ وعلاقتهم بالأقتصاد السياسى

2- بدء ظهور الأزمة الأقتصادية الحادة للنظام الرأسمالى بعد إنتشار الإعتقاد الخاطىء أنه خالد . ولقد ظهرت هذه الأزمة بشكل حاد منذ 2008 وحتى الآن (2015 ) وسوف تستمر

3- تأكدت مرة أخرى حقيقة أن النظام الرأسمالى لا يستطيع أن يستمر دون إمبريالية إستغلال الشعوب الأخرى , وليس شعب الدولة الرأسمالية فقط , وذلك فى الوقت الذى يتصاعد فيه رفض الشعوب للإستعمار وعملائه

4- عودة ظهور التناقضات الحادة داخل المعسكر الرأسمالى كما هو واضح فى حالات أمريكا وأوروبا وروسيا

5- عودة ظهور أحزاب ودول شيوعية فى أوروبا وأمريكا الجنوبية ( على سبيل المثال: اليونان( سوريزا فى الحكم), تصاعد قوة الأحزاب الشيوعية فى فرنسا وأسبانيا وإيطاليا فى أثواب جديدة أكثر تقدم من الأشكال الكلاسيكية الستالينية الفاشلة. إستمرار التجربة الكوبية الشيوعية الناجحة وصعود تجارب أخرى مثل بوليفيا وفنزويلا وبلاد أخرى تتبنى إصلاحات إشتراكية مثل البرازيل والأرجنتين

6- ظهور دول ( إيران على سبيل المثال) وتنظيمات (حزب الله على سبيل المثال) ليست ماركسية ولكنها معادية للإستعمار والصهيونية وعملائهم وتحقق إنتصارات عليهم, وذلك فى مصلحة الحركة الشيوعية فى إطار تناقضها الرئيسى مع الإستعمار والصهيونية وعملائهم

7- بدأت الأحزاب الشيوعية فى عديد من البلدان التى إنهارت بها الشيوعية أن تعيد الظهور بقوة فى أشكال أكثر تقدما فى الإستراتيجية والتكتيك وتحقق نجاحات, وعلى الأحزاب الشيوعية فى البلدان التى لم تحقق بعد مراحل التحرر الوطنى أن تتبع ذلك

 

     طبيعة المرحلة فى الأطار الماركسى الكلاسيكى تأخذ فى الإعتبار المراحل التى تمر بها المجتمعات منفردة أو جزئيا متحدة على أى أساس من الأسس. فى هذا الأطار فإن المراحل التى تمر بها المجتمعات يمكن إختصارها فى:

1- المجتع البدائى ما قبل الطبقى

2- المجتمع العبودى

3- المجتمع الإقطاعى

4- المجتمع الرأسمالى ( البرجوازى)

5- المجتمع الإشتراكى الذى يعمل علميا لإزالة الفوارق بين الطبقات فى إتجاه المجتمع الشيوعى

6- المجتمع الشيوعى اللاطبقى والذى تلغى فيه الملكيه الخاصه فى إطار ديموقراطى شعبى غير ديكتاتورى

 

المراحل الستة عالية هى المراحل الكلاسيكية فى علم المادية التاريخية الماركسى وهى إلى حد كبير تنطبق على المجتمعات الأوروبية والمجتمعات المشابهة لها. ولقد مرت هذه المجتمعات بهذة المراحل حتى أن بعضها قد مر بمرحله يغلب عليها الطابع الإشتراكى إلا أن هذه المرحله لم تستمر وتراجعت هذه المجتمعات إلى المرحلة الرأسمالية مع إنهيار الإتحاد السوفيتى ودول أوروبا الشرقية ولكن الإشتراكية تعاود الصعود مرة أخرى. دول آسيا وأفريقيا قد أختلفت فى مراحل تطورها عن الموضح بشكل مختصر ومبسط أعلاة ويشار إلى نمط تطورها بما يطلق عليه معظم الباحثين والقادة السياسيين أسم: ” نمط الإنتاج الأسيوى” وهو يتميز عن المراحل عالية بقدر أكبر من المشاعية القروية ودور العائلة والدولة وعلاقتهم ببعضهم البعض وهنالك العديد من الدراسات التفصيليه حول هذا النمط منذ ماركس وأنجلز وحتى الآن. ومعظم هذه المجتمعات تعرضت لعدوان غربى ولإستعمار عسكرى أدخل بها الرأسمالية الغربية ولكن لم يستطع القضاء الكامل على بعض سمات:”نمط الإنتاج الآسيوى” . المجتمعات التى تعرضت للإستعمار بأشكاله المختلفه تعرضت أيضا مراحل تطورها لسمات خاصة مازالت تؤثر على أوضاعها حتى اليوم. لذلك نطرح هذة الملحوظات والأسئلة خصوصا فيما يتعلق بمصر:  

1-   ماذا عن الدولة البرجوازية المستقلة وماذا عن تلك المستعمرة والإنتقال بينهما؟ فلا يمكن أن تكون دينامية الدولة المستقلة أو الإستعمارية ونمط نموها مثل الدولة المستعمرة المستغلة من جانب الإستعمار. ليس هذا فقط ولكن الدولة الإستعمارية عندما تقوم بها ثورة فإن كونها دولة إستعمارية لابد أن يؤثر على ثورتها. على سبيل المثال عندما قامت الثورة البلشفية فى روسيا فى أكتوبر 1917 فقد كانت روسيا إمبراطورية تحتل وتستغل العديد من الشعوب ولقد أثر ذلك على سمات الثورة البلشفية. على العكس من ذلك فإن مصر قبل أن تحصل على إستقلالها الشكلى بعد حركة   23يوليو 1952 مرت بمراحل مختلفة من كونها مستعمرة بأشكال مختلفة كمثل كونها خاضعة للإمبراطورية العثمانية بأشكال مختلفة إلى محتلة بالإستعمار الفرنسى ثم الإستعمار البريطانى وبعد الإستقلال الشكلى أصبحت خاضعة للإمبريالية الأمريكية وحلفائها حتى أصبحت خاضعة للكيان الصهيونى بعد إتفاقيات كامب ديفيد الخيانية فى 1979

2-   لابد من التميز بين الدولة البرجوازية المستقلة وبين الدولة التى تحكمها برجوازية عميلة للإستعمار والصهيونية. فقطعا الدولة البرجوازية الإيرانية المعادية للإستعمار والصهيونية تختلف عن الدولة البرجوازية العميلة للإستعمار والصهيونية مثل دويلة عصابة آل سعود العميلة للإستعمار والصهيونية وكلاهما تدعى أنها دول إسلامية. وكلاهما يختلف عن سوريا البرجوازية التى تحاول أن تحمى وجودها من المؤامرة الإستعمارية الصهيونية المدعومة من الصهاينة من حكام الخليج وأمثالهم, إلخ. لابد من ملاحظة أن الدولة البرجوازية فى التقسيم الماركسى الكلاسيكى عالية قد تحول إلى عدد من الأشكال فى العصر الحديث:

·       الدول البرجوازية التى حققت إستقلال حقيقى وكامل عن الإستعمار رغم أنها لازالت فقيرة ومتخلفة ولكن قادرة على تحدى الإستعمار والصهيونية مثل إيران

·       الدول البرجوازية التى حققت إستقلال شكلى ومازالت خاضعة للإمبريالية مثل مصر

·       الدول البرجوازية التى حققت شكل من أشكال الإستقلال ولكنها ديكتاتورية مثل بعض دول أمريكا الجنوبية

·       الدول البرجوازية التى حققت شكل من أشكال الإستقلال والديمقراطية مثل بعض دول أمريكا الجنوبية

·       الدول البرجوازية التى حققت إستقلال وديموقراطية وبعض الخطوات الأولية نحو الإشتراكية والتنمية المستدامة وإستخدام الوقود الحيوى والخامات المتجددة,إلخ مثل البرازيل فى عهد لولا حيث أصبحت ثامن قوة إقتصادية فى العالم

        لذلك فإن إستكمال مهام التحرر الوطنى المترابط مع الإشتراكية يصبح أكثر تعقيدا خصوصا فى الدول البرجوازية التى حصلت على إستقلال شكلى مصحوبا بالديكتاتورية مثل مصر

3-   ماذا عن الإرهاب ومنظماتة كأدوات للإستعمار والصهيونية داخل الدول المستقلة شكليا ؟ الأرهاب ظاهرة شديدة التعقيد ومرتبطة بالإستعمار والصهيونية وعملائهم فى المنطقة ولا يخضع للتحليل الطبقى بالشكل الماركسى الكلاسيكى وخصوصا أن معظمهم من المرتزقة الذين يتم شرائهم من طبقات وبلدان مختلفة         

4-   فى هذا الأطار الإمبريالى المطعم بالإرهاب يتعقد التحليل الطبقى خصوصا ذلك الخاص بالبرجوازية ولكن نتيجة عدم التبلور السياسى للطبقات فإن هذا التعقيد يمس الطبقات الأخرى أيضا. فعلى سبيل المثال توجد أعداد كبيرة من العناصر التى من المفروض طبقيا أن تكون كوادر فى تنظيمات تقدمية تجدهم على عكس ذلك كوادر شديدى الرجعية والتخلف وأعداء للتقدم. ويساهم فى ذلك بشكل ردىء جدا الإستخدام البشع للدين فى السياسة والأزهر وأمثاله من المؤسسات ليسوا أبرياء من هذه الجرائم

5-   الإرهاب أضاف تعقيدات خطيرة للتفرقة بين الإرهاب المرفوض والنضال المسلح ضد الإستعمار والصهيونية وعملائهم المرغوب فيه عند الحاجه إليه وطنيا أو طبقيا أو كلاهما فى أى ظرف من الظروف

6-      التعقد والتداخل بين المراحل فى الدول التى كانت مستعمرة وحصلت على إستقلال شكلى فى ظل حكام خونة ولم تستكمل هذه الدول مرحلة التحرر الوطنى وبالتالى تداخلت مرحلتى إستكمال بناء مجتمع برجوازى مستقل وبناء الإشتراكية.  وطبقيا أصبح من الصعب فى ظل فشل البرجوازية التاريخى فى تحقيق التحرر الوطنى فصل المهمتين عن بعض  أو فصل مهام البرجوازية الوطنية  عن مهام الطبقة العاملة المتحالفه مع الفلاحين وفئات الكادحين. هذه الحقائق تضيف تعقيدات وتساؤلات مثل : هل مازال هنالك أمل فى أى قطاعات برجوازية؟ والأجابة صعبه وخطرة وربما يساعد فى إكتشاف الأجابة النظر إلى الممارسات الوطنية لقطاعات برجوازية فى بعض البلدان العربية مثل لبنان وسوريا على سبيل المثال

طبيعة المرحلة فى مصر:

     مصر من الدول التى تعرضت لفترات طويلة جدا من الإحتلال والحكم الأجنبى وكلها مؤرخة بشكل جيد سواء من وجهة نظر المستعمر الأجنبى أو من وجهة النظر المصرية الوطنية الراغبة فى الإستقلال والتقدم, إلخ: أو كما تم تجسيده أخيرا فى العواصف الشعبية العارمة فى 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 وما بينهما: عيش , حرية , عدالة إجتماعية , كرامة إنسانية. وهى قطعا شعارات صحيحة وطموحة ولكن عامة ويجب فى ظل التحليل الماركسى العلمى أن تكون أكثر تحديدا. أو بمعنى أصح أن نتفق على أننا لم نحقق مهام تحررنا الوطنى حتى الآن ( 2015) فكم من الزمن تأخرت هذه المهام وما سبب ذلك وما علاقة ذلك بالصراع الطبقى فى المجتمع والذى هو البوصله الصحيحة للتوجه الصحى للمجتمع فى مواجهة الصراعات الغير صحية التى تؤدى إلى التخلف مثل الصراع الدينى والطائفى, إلخ.

ملامح  من 1952 إلى 2011:

     التحرر الوطنى نظريا يشتمل على:

1- المحور الوطنى  وأساسه هو التخلص من كل نفوذ أو تواجد أجنبى فى بلادنا والبلاد الشقيقة وقد تمثل ذلك شكليا فى أستقلال الدول العربية الغير كامل والتى ظلت تحت سيطرة الإستعمار والصهيونية وأخطر إنتهاك لإسقلالنا جميعا هو إغتصاب فلسطين عن طريق عصابات الصهاينة النازية بدعم كامل من كل أنواع الإستعمار والأنظمة العربية المشكوك جدا فى وطنيتها. ويصبح بذلك أهم مكونات هذا المحور هو: تحرير كامل التراب الفسلطينى والقضاء على كل نفوذ إستعمارى أو حكام عملاء فى المنطقة. هل يمكن تحقيق ذلك دفعة واحدة؟ فى الغالب لا, بل سوف يشمل العمل إستراتيجية تحقيق ذلك مع إستخدام العديد من التكتيكات لتحقيقه

2- المحور الديموقراطى, وفى أطار التحرر الوطنى يجب أن تكون ديموقراطية على نمط أرقى الديموقراطيات البرجوازية ( حرية تكوين الأحزاب, حق الإضراب , حق التظاهر, حرية الأعتقاد الدينى من عدمه, إلخ) وأى تغير عنه فى إتجاهات الإشتراكية يجب أن يكون من أجل مزيد من الحرية للعمال والفلاحين وكل الكادحين وليس العكس كما هى عادة مدعى الإشتراكية كذبا ( مصر الناصرية والأتحاد السوفيتى الستالينى أوضح أمثلة على ذلك).

3 – المحور الأقتصادى, وفى إطار التحرر الوطنى يجب أن يشتمل ذلك على بناء صناعة حديثة وثقيلة وتصنيع الزراعة والإستثمار فى البحث العلمى وتبنى نمط تنمية مثل التنمية المستدامة وإستخدام خامات متجددة والحفاظ على البيئة. وفى أطار التحرر الوطنى سوف يكون للقطاع الخاص دور مميز ولكن تحت رقابة الدولة وحماية حقوق العمال عن طريق مشاركة العمال فى الإدارة بشكل ديموقراطى               

 4 – المحور الإجتماعى , وأهم مكوناته فى أطار مرحلة التحرر الوطنى البرجوازية هو ضمان حد أدنى وأقصى للأجور, أعانة بطالة, التثبيت بالعمل بشروط معقولة, علاج مجانى للجميع, مواصلات جماعية محدودة الثمن , إلخ, على الأقل بما يوازى ما توفرة الدول الرأسماية المتقدمة

 

     ويجب ملاحظة أن التجربة الرأسمالية العالمية قد أثبتت كذب إدعاءات الفاشستين رافضى الإصلاحات المرتبطة بحدود الرأسمالية ومدعين أن فائض القيمة الرأسمالى لا يكفى المتطلبات عاليه (2-4) فذلك غير صحيح فهو يكفى ولكنه لا يحل تناقضات الرأسمالية ولا يمنع إنهيارها الذى سوف يحدث إن آجلا أو عاجلا. وهذا يشبه إلى حد كبير إستنتاجات الكثير من الفلاسفه البريطانيين الذين أكدوا أن الإستعمار البريطانى يفيد القلة من أثرياء بريطانيا ولكنة يضر الشعب البريطانى. وهو ما ثبت صحتة مع إنهيار الإمبراطورية البريطانية وسوف يتأكد أكثر عندما تنهار الرأسمالية البريطانية

 

     التحرر الوطنى بمحاورة الأربعة , الموضحة بإختصار شديد أعلاه , لم يتحقق منها شىء فى مصر وتأخرت عن موعدها التاريخى أكثر من 60 عاما نتيجة فشل البرجوازية المصرية لأسباب كثيرة . ونشير هنا إلى 60 عاما آخذين فى الإعتبار ذلك بدءا من يوليو 1952 (أى 63 عاما) حيث أصبحت البرجوازية فى السلطة نظريا وليست متشاركة فى ذلك مع القصر والإستعمارات المتتالية والإقطاع, إلخ. ولكن أى ميل إلى أعتبار فشل البرجوازية أطول من ذلك فهو مقبول تماما مع إضافة بعض نقاط خاصة بسمات ما قبل يوليو 1952  . بالنسبة إلى فترة ال60 عام من الفشل البرجوازى يمكن أن نلخصها فيما يلى:

1-   عندما تسلمت البرجوازية السلطة من الإستعمار البريطانى والعائلة المالكة وباشاواتها والأقطاع, إلخ كان  ذلك نتيجة إنقلاب عسكرى تصارع مع نفسه قبل أن يتصارع مع أعداء الأمة ولم يتبنى أى موقف ديموقراطى برجوازى ومنع قيام الأحزاب والتظاهر والإضراب وغيرها من الإجراءات القمعية شديدة الديكتاتورية وصلت إلى درجة أعدام عمال خالفوا هذه القوانين القهرية ( مثل العاملين خميس والبقرى على سبيل المثال) كما عذبوا من عارضها حتى الموت ( مثل د.شهدى عطية الشافعى على سبيل المثال). كما نكلوا بفلاحين كمشيش وقتلوا عدد من قياداتهم وأعتقلوا آخرين وحدثت نفس الجريمة فى قرى أخرى لم يتم كشف النقاب عنها حتى الآن

2-   تم تطبيق قانون الإصلاح الزراعى بطريقة خاطئة جدا أدت إلى تفتيت الرقعة الزراعية وإنخفاض الإنتاجية وعودة تجمع الأراضى فى أيدى الأثرياء. وكان الصحيح أن يقيموا تعاونيات زراعية تحافظ على إنتاجية الأرض

3-   بناء صناعة ثقيلة بالتعاون مع الإتحاد السوفيتى كان خطوة إيجابية ولكن ما أطلق عليها كذبا “القوانين الإشتراكية” كانت أداه ضارة جدا لتشكيل رأسمالية الدولة البيروقراطية للسيطرة على هذه المشروعات وأيضا المشروعات التى تم تأميمها, وإفساد كلاهما وتخريبهم تماما ليس فقط ضد مصالح الشعب المصرى ولكن ضد إستمرارية ونجاح هذه المشاريع التى أصبحت لقمة سائغة لجريمة السادات عندما وصل للسلطة ودمرها عن طريق “التخصيص المشبوه” الذى لم تفيق منه مصر حتى اليوم (2015). وكان الصحيح أن تدار هذه المشاريع بقيادات ذات خبرة عاليه ولكن تحت رقابة عمالية منتخبة وأطلاق حرية تكوين النقابات وإقرارحق الإضراب

4-   وضع أشخاص مشبوهين أو غير أكفاء على قمة الموؤسسات الحساسة , عل سبيل المثال وليس الحصر:

i-                  صلاح نصر على رأس جهاز المخابرات!! وهو الذى قام بتحويله إلى جهاز فاسد ضد الشعب المصرى وليس ضد أعداءة

ii-               عبد الحكيم عامر , وهو شخص منحرف شديد الفساد , على رأس الجيش المصرى وهو ليس له أى مواهب إلا أنه صديق لعبد الناصر وأنه هو المسؤل عن فشل الوحده مع سوريا مع مساوىء أخرى كثيرة لا يليق ذكرها.

iii-            وأيضا شخص معادى لكل مبادىء النظام الناصرى المعلنه ( وممارسة العكس) يتولى مركز نائب رئيس الجمهورية بقرار من عبد الناصر وهو أنور السادات

iv-            غياب بشع لأدنى أشكال الديموقراطية والإصرار الغبى على التنظيم الواحد الخاضع للنظام ( الأتحاد الأشتراكى) وعندما تفتق ذهن النظام فولد فأرا أسوأ من الأتحاد الإشتراكى وهو التنظيم الطليعى الأكثر فاشستيه مدعين أنه أكثر ثورية وراديكالية

v-               إنتشار المحسوبية فى كل قطاعات الدولة وتم إستغلال هشاشة وإنتهازية جميع القوى السياسية بأسوأ الأشكال ومن أبدى منها أى مقاومة فى أى مرحلة تم التنكيل به

vi-            كل ذلك وغيره كثير أدى إلى أكبر كارثة فى تاريخ مصر والتى نعيش فى آثارها السلبية حتى اليوم وهى هزيمة (أو كارثة) يونيو 1967. وكل ما تلاها من كوارث هو نتيجه لها , حتى حرب أكتوبر المشكوك فى صدقها والتى تم إستغلالها كغطاء لأكبر كارثة سياسية وهى إتفاقيات كامب ديفيد الخيانية

vii-         تلت ذلك مرحلة الخائن والعميل السادات الذى دمر كل ما به شبهة تقدمية أو وطنية من النظام الناصرى وتطوع بوضع 99% من مستقبل مصر فى يد الإمبريالية الأمريكية وال 1% الباقية فى يد باقى الإمبرياليات وقطعا فإن الكيان الصهيونى هو جزء لا يتجزأ من الأمبريالية الأمريكية التى هى مثله إستعمار إستيطانى نازى. وأستمر السادات ونظامة فى تدمير مصر وبيعها للإستعمار والصهيونية عن طريق سياسة الإنفتاح الإجرامية والتى كتب عنها- ضدها الكثير من الإقتصاديين الوطنيين

viii-      تم إغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1973 فى ظروف غامضه على أيدى الإتجاهات الإسلامية مدعية الوطنية , التى كان قد أطلقها السادات من السجون وتعاون معها ضد القوى الوطنية خصوصا اليسارية, ليحل محلة مبارك ونظامة الأكثر سؤا هو ونظامه من السادات ونظامة وليكمل مسيرة بيع الشركات المصرية وتدمير الإقتصاد المصرى والتعاون الوثيق مع الإستعمار والصهيونية وعملائهم محليا وأقليميا.

 

     ولقد كانت العلاقة بين الصهاينة المتأسلمين ( الأخوان) والنظام الناصرى علاقة معقدة فقد تعاون معهم عبد الناصر وتمت حوارات طويلة بين عبد الناصر وسيد قطب الزعيم الفاشستى الدموى للأخوان( كما هو مدون فى كتابات كثير من المؤرخين) وأتفقوا سويا على العداء للديموقراطية ولقيام الأحزاب وتعاونت القيادات النقابية العمالية الى كانت بقيادة الأخوان مع عبد الناصر!!! كان هذا التحالف وراء المظاهرات المشبوهه صاحبت الشعارات البشعه: تسقط الديموقراطية, تسقط الحرية ويسقط المتعلمين!!!! وبعد أن أستخدم عبد الناصر هؤلاء الصهاينة المتأسلمين وحقق أهدافه منهم سرعان ما إنقلب عليهم وأعدم قياداتهم. وبذلك إنفرد النظام الديكتاتورى الناصرى بالسلطة وأرتكب جميع أخطاؤه وصولا إلى كارثة يونيو 1967. أما علاقة الصهاينة المتأسلمين مع نظام السادات فقد كانت أكثر تعقيدا وإنتهت نهاية دراماتيكية كما هو موضح بإختصار شديد عالية.

 

      وصل الفساد فى عصر مبارك والخضوع للإستعمار والصهيونية حدا لم يصله من قبل كما إزداد الفساد بشكل مذهل شارك فيه مبارك وعائلته وأعوانه بشكل كبير وصل إلى مليارات الدولارات وأصبح تدخل السيده سوزان مبارك حرم الرئيس فى سياسة البلاد شىء مألوف فاق حتى الشكل الردىء والفج الذى مارسته جيهان السادات حرم الرئيس السادات. تصاعد التزمر فى صفوف الشعب وظهرت العديد من الحركات المعارضة لسياسات النظام مثل حركة كفايه التى أسسها المناضل جورج إسحاق وقادها ثم تلاه فى قيادتها المرحوم ا.د.عبد الوهاب المسيرى والذى أضطهدته هو وزوجته (ا.د.هدى) مباحث أمن الدولة بشكل بشع وفج لا يليق بدوله شبه متحضره ولا نقول ديموقراطية حيث أنه لم يدعى أحد ذلك. وبعد وفاة القائد الممتاز ا.د.المسيرى,(صاحب الموسوعة الممتازة عن الصهيونية وجرائمها وعنصريتها) تولى قيادة كفاية الكاتب الناصرى : عبد الحليم قنديل. وقامت حركة كفاية والعديد من الحركات المشابهه بعدد كبير من الوقفات المعارضة للنظام. ورغم أن الوقفات كانت محدودة العدد ( تتراوح بين المئات فى أضيق الحالات والألاف فى أفضل الحالات) فإنه كان من الواضح أن الشعب كان يغلى ويقترب من حالة الإنفجار. أما لحظة الإنفجار فى 25 يناير 2011 فقد إختلفت الآراء حول “القشه التى قسمت ظهر البعير”  وربما كان أقربها إلى الحقيقة هو موضوع محاولة توريث السلطة إلى نجل مبارك جمال الذى رفضته كل فئات الشعب وهى على ما يبدو جريمة من تأليف وأخراج سوزان مبارك قرينة الرئيس. إتفقت معظم القوى المعارضة على العاصفة الشعبية فى 25 يناير 2011 ما عدا من يطلق عليهم زورا والأخوان والذين ثبت بعد ذلك أنهم عملاء للإستعمار والصهيونية والتسمية الصحيحة لهم قد تكون ” الصهاينة المتأسلمين” كما أثبتت الأحداث.

 

     ماهى السمات الأساسية لهذه المرحله من منطلق طبقى وعلى أسس المادية التاريخية الحديثة القائمة على نظرية المنظومات؟

     الإدعاءات الكاذبة التى بدأت فى أوائل الستينات أن مصر تمر بمرحلة إشتراكية هى علميا زيف وكذب كامل مهما كان الإعجاب بعبد الناصر أوعدمة. كما أن تسمية قوانين هذه المرحلة من الإصلاح الزراعى وبناء الصناعة الثقيلة والتأميمات, إلخ بالقوانين الأشتراكية هو تجنى على الحقيقه العلمية فدول رأسمالية كثيرة قامت بمثل هذه الإجراءات دون أن تكون دولا إشتراكية مثل بريطانيا ودول إسكاندينيفيا,إلخ, فذلك لا يخرج عن إطار الرأسمالية الإصلاحية وإعطاء سلطات أكبر لرأسمالية الدولة البيروقراطية. أما خطبة عبد الناصر فى بورسعيد فى ديسمبر 1962 عن إزالة الفوارق بين الطبقات فهذا هو التجسيد الحى للكذب والأدعاء الردىء سواء كان ذلك عن وعى أو غير وعى فكلاهما شر وزيف. لذلك فإن نظام عبد الناصر بتبسيط وأختصار شديدين هو نظام وطنى ( نجاحة أو فشلة ظهر فى يونيو 1967) شديد الديكتاتورية والفساد والأدعاء الكاذب للإشتراكية ومحدودية النجاح فيما يخص التنمية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية. أنه فى أحسن أحواله نظام برجوازى غير ناجح, فالوطنية هى جزء من البرجوازية فعمالة جزء من البرجوازية للإستعمار والصهيونية تستدعى وجود إستعمار وصهيونية وبرجوازية متخلفة محلية عميلة لهما.

ولقد تم حسم مقولة الوطنية تلك بالهزيمة البشعة لهذا النظام البرجوازى المتخلف الديكتاتورى فى يونيو , 1967. وبكل جرائم هذا النظام فإنة يمكن القول دون تردد أنها هزيمة للنظام وليس للشعب المصرى الذى تم منعه من المشاركة فى الحكم بأبشع الصور من جانب هذا النظام. من وجهة نظر المادية التاريخية فإن هذه مرحلة برجوازية ضمن مراحل تطور المجتمع فشل فيها هذا النظام فى تحقيق أى شىء وبدلا من تحرير فلسطين المغتصبة أضاع أراضى مصرية وأصبح التحرر الوطنى أبعد منالا!!! هنالك العديد من الدراسات حول هذة المرحلة من جانب وجهات نظر ناصرية وأيضا من جانب وجهات نظر معادية للناصرية وكلاهما لا يستطيعا تجاوز الحقائق الواضحة أعلاه.

 

     إذا كانت السطور البسيطة والواضحة عاليه تحدد حقيقة اللغط حول النظام الناصرى وتضعه فى وضعة الصحيح من وجهة نظر طبقية وعلى أسس ماركسية صحيحة بناء على المادية التاريخية فإن نفس الشىء يمكن تطبيقه على النظام التالى لعبد الناصر وهو نظام السادات. فإذا كان النظام الناصرى هو نظام برجوازى وطنى ديكتاتورى وفاشل ومدعى الإشتراكية كذبا, فإن النظام الساداتى, وكما تؤكد كل مراحلة وسياساتة, هو نظام برجوازى غير وطنى وديكتاتورى وفاشل وغير مدعى للإشتراكية. هذه الحقيقة التى تؤكدها كل أحداث فترة حكم السادات تطرح السؤال الأساسى بخصوص البرجوازية الوطنية وغير الوطنية فى بلدان العالم المتخلف التى لم تستكمل مهام مرحلة التحرر الوطنى. وذلك أيضا يضيف سؤالا جديدا حول هذه البرجوازيات من النواحى الكمية والنوعية, فما هو المقصود بذلك؟ هل هى البرجوازية الكبيرة التى هى غير وطنية وشرائح البرجوازية الأخرى هى الوطنية؟ أم أن البرجوازية التجارية هى غير الوطنية بينما البرجوازية الصناعية هى الوطنية بغض النظر عن كونها كبيرة أو متوسطة أو صغيرة؟ أم أن التقسيم هو على أساس دينى , فالبرجوازية الدينية هى غير الوطنية بينما البرجوازية العلمانية هى الوطنية؟ أم أن كل هذه التقسيمات قد عفى عليها الزمن ولم تعد علمية وموضوعية وأصبح التقسيم الصحيح هو بين برجوازية وطنية وبرجوازية غير وطنية بغض النظر عن حجمها ونوعها وعلمانيتها؟ وأن ذلك هو نتيجة لعدم تبلور الطبقات سياسيا نتجة غياب التطور الديموقراطى لمدة 60 عام لكل الطبقات وعلى رأسها البرجوازية التى لا زالت تسيطر على المجتمع؟ مرحلة ما قبل 23 يوليو 1952 كانت أكثر ديموقراطية عن الفترة الناصرية رغم وجود ليس فقط الأقطاع بالإضافة للبرجوازية ولكن أيضا الإستعمار البريطانى والقصر والأحزاب الموالية لهما

وماذا عن الطبقات الأخرى المؤهلة لقيادة الثورة وعلى رأسهم العمال والفلاحين وباقى الكادحين؟ من الواضح أن عدم التبلور الطبقى سياسيا قد مس هذه الطبقات أكثر من غيرها كما هو واضح من توزعهم على الإتجاهات السياسية المختلفة.

     قام نظام السادات بتدمير أى مزايا للنظام الناصرى وعمق أخطاءه وأخترع جرائمة الخاصه سواء فى بيع البلاد عن طريق جريمة الخصخصة وغيرها, أو حرب أكتوبر التى أكتشف الكثير من القادة الوطنيين خفاياها السيئة ( مثل الشاذلى والجمسى وغيرهم) وسجلوها فى كتب معروفة, وقد أستخدمت هذه ” الحرب” للتغطية على الجريمة الخيانية لإتفاقيات كامب ديفيد التى رفضها وزراء خارجية مصر وقتها مثل إسماعيل فهمى وإبراهيم كامل والعديد من الوطنين الشرفاء أمثال المرحوم عصمت سيف الدولة  و د.رفعت سيد أحمد, وهنالك العديد من الكتابات التى تكشف مساوىء هذه الإتفاقات الخيانية ( مثل كتابات محمد سيف الدولة وغيره) والتطبيع مع العدو الصهيونيى المرافق لهذه الإتفاقات والذى رفضه ولا زال يرفضه الشعب المصرى كان ومازال دليلا على هشاشة هذة الإتفاقيات الخيانية . ولقد شاركت العديد من القوى الوطنية فى مقاومة هذه الإتفاقات الخياينة والنظام الخيانى الذى تبناها مثل المناضلين المرحوم أبو العز الحريرى, ا.د.أشرف البيومى و ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى, إلخ. كما قامت قوى وطنية وعلى رأسها قيادات يسارية بحملات لدعم إنتفاضات الشعب الفلسطينى المتتالية. ومن أهمهم فى 1981 الجبهة الوطنية لدعم إنتفاضة الشعبين الفلسطينى واللبنانى التى نتج عنها العديد من المظاهرات والوقفات وأيضا سفينة المناصرة التى حملت المساعدات للشعبين المناضلين وحملت أيضا المناضلين: المرحوم أبو العز الحريرى, ا.د.أشرف البيومى, ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى, د. عمرو عباس والفنان محمد الدرديرى. أستطاعت سفينة المناصرة أن تخترق الحصار الصهيونى وتصل إلى بيروت وتوصل المساعدات للشعب الفلسطينى واللبنانى وأن يلتقى المناضلين الذين على متنها بالعديد من القيادات الثورية الفلسطينية واللبنانية وأيضا أن تلتقى بالعديد من المناضلين المصريين الذين سبقوهم إلى هناك مثل: الكاتبة الرحومة فتحية العسال والفنانيين المرموقين; محسنة توفيق, المرحوم عدلى فخرى, نادية لطفى, إلخ.

     حل محل الخائن والعميل السادات بعد أغتياله نظام حسنى مبارك الأسوء منه, حيث يبدو أنه رغم أن السادات كان عميلا للإستعمار والصهيونية إلا أنه لم يكن خائنا وعميلا بالقدر الكافى وكان قد آن أوان التخلص منه وإحلالة بنظام أكثر خضوعا للإستعمار والصهيونية وعملائهم الأقليمين والمحليين. بالطبع فى الأطار الطبقى والمادية التاريخية فإن نظام مبارك هو نظام برجوازى أيضا ولكنه كشف أن برميل إنحطاط برجوازية الدول المتخلفة ليس له قاع. فنظام مبارك أكثر عمالة وخيانة وأكثر فسادا وأكثر إنحطاطا على جميع المحاور من نظام السادات. أستمر نظام مبارك 30 عاما فى الحكم من سىء إلى أسوء حتى إنفجر الوضع جماهريا ضده هو وعصابته فى 25 يناير 2011 وخرج الملايين يهتفون ضده هو وعصابته ويطالبون برحيله لتبدء مصر مرحلة العواصف الشعبية والنجاحات والأخفاقات التى يليها نجاحات وهكذا حتى الآن (2015) وحتى أخطارا آخر

 

2011-2015:

    بدأت العواصف الشعبية العارمة  بالعاصفة الأولى , التى لا زالت مصر تعيش فيها حتى الآن , فى 25 يناير 2011 وشاركت فيها كل القوى السياسية ماعدا الصهاينة المتأسلمين الذين يطلق عليهم زورا الأخوان وهم لا أخوان ولا مسلمين بل خونة وعملاء للإستعمار والصهيونية منذ أن أنشأهم الإستعمار البريطانى لمحاربة الحركة الوطنية أوائل القرن الماضى  (1928) ومن يومها ودورهم كعملاء للإستعمار والصهيونية يتسع ويتزايد حتى أصبحوا عملاء أيضا للموساد وهم لا زالوا هكذا الآن وسوف يظلوا بمثل هذا الأنحطاط فى المستقبل. عندما كان شباب وكبار الحركة الوطنية يعدون لعاصفة 25 يناير 2011  الشعبية كان الصهاينة المتأسلمين يواصلون دورهم الحقير فى ” المحلسة” لنظام مبارك الردىء جدا ويرفضون التوقيع على أى بيان ضد نظام مبارك العميل مثلهم. إلا أن الشعب المصرى العظيم فاجىء الجميع فأنطلق الملايين فى كل مكان فى مصر ضد النظام المباركى. على يوم 28 يناير 2011 أصبح واضحا أن  العاصفة الشعبية العظيمة سوف  تنتصر بشكل أو بآخر فأسرع الصهاينة المتأسلمين , ملوك الإنتهازية , بالإنضمام إليها لسرقتها لصالح أسيادهم من الإستعمار والصهيونية وعملائهم المنحطين مثلهم. كانت العواصف ذات طابع شعبى ضم ملايين من الجماهير فى كل أنحاء مصر وقام النظام بقتل الكثيرين من أبناء الشعب المصرى وبعد 18 يوما من هذه العاصفة الشعبية المجيدة فى 11 فبراير, 2011 أضطر النظام أن يقدم تنازل شكلى للجماهير وهو تنازل مبارك عن السلطة للمجلس العسكرى لمبارك الذى لا يقل سوءا عنة. وكانت أكبر أخطاء الجماهير هى قبول هذه الخدعة المدعومة من الإستعمار والصهيونية وعملائهم من الصهاينة المتأسلمين المرتعشين ومرعوبين من الجماهير.

     جاء طنطاوى وعنان للسلطة مدعومين بالجيش والمجلس العسكرى لمبارك الذى يضم الفريق السيسى رئيس المخابرات الحربية. ومارسوا نفس سياسات مبارك وعصابته بل وأستخدموا نفس الأشخاص وأضطهدوا الشعب وسحلوا رجاله وسيداته فى الميادين وقتلوا الكثير من الجماهير وهذا شىء غير مستغرب من المجلس العسكرى لمبارك. وجرت مياه كثيرة من أهمها أجراء إنتخابات مشكوك فى نزاهتها وترشح كثيرين منهم مرسى مرشح الصهاينة المتأسلمين وشفيق مرشح المباركيين وحمدين مرشح الناصريين وأبو الفتوح من كوادر الصهاينة المتأسلمين الذى يكذب ويدعى غير ذلك, إلخ. وتقدم النتائج , إذا لم تكن مزورة!! , مرسى وبعدة شفيق وثالثهم حمدين الذى حصل على نسبة 20%  وبالتالى كانت الأعادة بين مرسى وشفيق وفى ظروف غامضة للغاية فاز مرسى وحكم الصهاينة المتأسلمين وفى سرعة غير عادية كشفوا عن وجههم الحقيقى كعملاء للإستعمار والصهيونية وأبعد ما يكونوا عن الوطنية والديموقراطية وتراكم الغضب الشعبى ضدهم بسرعة غير عادية. وقامت حركات كثيرة ضدهم كان أهمها حركة تمرد التى أختلفت حولها الآراء ولكنها جمعت 22 مليون توقيع من أجل الخلاص من الصهيونى مرسى وعصابته. وفى نظام مرسى الآيل للسقوط كان الفريق عبد الفتاح السيسى هو وزير الدفاع.

      وفى 30 يونيو 2013 قامت عاصفة شعبية عارمة ضد الصهيونى مرسى وعصابتة وتراوحت التقديرات لعشرات الملايين فى هذه العاصفة بين حد أدنى حوالى 30 مليون وحد أقصى 50 مليون. وفى كلتا الحالتين فإنها بالنسبة لعدد السكان تعتبر أكبر ثورة فى تاريخ البشرية وإدعاءات الصهاينة المتأسلمين المرفوضين من الشعب أنها إنقلاب عسكرى هى قمة الكذب الفج الوضيع مثلهم. وأنهار سريعا نظام الصهيونى مرسى وعصابته وبسرعة فائقة كشفوا عن وجههم القبيح العميل للإستعمار والصهيونية وبعض الجراثيم المتصهينة كقطر وتركيا-أردوغان وأمثالهم. وبسرعة وبدعم من أسيادهم لجئوا إلى الإرهاب الأسود بطريه بشعه تتناسب مع إنحطاطهم.

      ونظرا لمشكلة عويصه يعانى منها الشعب المصرى للأسباب عاليه, وهى أن الشعب ليس لدية قيادة ثورية لقيادة الثورة فقد قام الجيش بقيادة الفريق السيسى بالإستيلاء على السلطة وهى ثوريا خطوة للوراء. وبالطبع رحب الملايين الثوريين من الشعب بهذة الخطوة لأنها تنقذ البلاد من الخطر الداهم للصهاينة المتأسلمين الخونة عملاء الإستعمار والصهيونية. ولكن هذا النظام سواء فى فترته الإنتقالية برئاسة المستشار عدلى منصور أو بعد أن تولى الفريق السيسى الرئاسة لم يحقق أى شىء إيجابى رغم موجة الأكاذيب والطبل والزمر المعتادة من أجهزة الدولة وأجهزة الإعلام الرخيصة والمأجورة لأى نظام ولأى رئيس ولكن أيضا بإستخدام نفس الإعلاميين مع الأسف, فهم عديمى المبادىء والأخلاق تماما. سار نظام السيسى على نفس خطى نظام مبارك ورجاله وتمسك بإتفاقيات الخيانة والعار كامب ديفيد والعلاقات الرديئة من التبعية للإستعمار والصهيونية وعملائهم الإقليمين والمحليين وإتباع منهج ديكتاتورى متهاون مع الصهاينة المتأسلمين ونظام مبارك ومتشدد مع شباب الثورة الذين أتوا به للحكم وأصدر قوانين رديئه معادية للحريات مثل قانون التظاهر وقام بقتل ثوار مثل شيماء الصباغ وأصدر دستور ردىء عن طريق لجنة برآسة المباركى العتيد عمرو موسى وتحت ضغط متواصل من السلفيين الذين هم صهاينة متأسلمين رغم أنهم يدعون كذبا غير ذلك, إلخ. ثم زاد الطين بله هذا النظام الردىء بإنضمامة كعبد ذليل إلى عصابة آل سعود عميلة الإستعمار والصهيونية وأخوتها الثمانية الخونة والعملاء مثلها لضرب اليمن!!! حتى نواز شريف الخائن والعميل مثلهم لم يستطع جر باكستان إلى هذه الجريمه بعد أن رفضها البرلمان بالإجماع وقامت مظاهرات ضخمة ضدها. وسوف يهزم هذا العدوان على اليمن وإن كان الثمن مرتفعا مثلما حدث فى سوريا من جانب هذه الأنظمه المستعربة العميلة بأوامر وتوجية من أسيادهم الإستعمار والصهيونية.

 

الأرهاب والعملاء والإستعمار والصهيونية: 

     تتميز منطقتنا فى الوقت الحالى بتواجد مكثف للإستعمار والصهيونية وعملائهم سواء كانوا أشباه دول مستعربة أو تنظيمات إرهابية مثل الصهاينة المتأسلمين الذين هزموا فى مصر وسوريا وتونس والبقية تأتى, أو القاعدة الأم الحنون لكل التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل داعش وأخواتها الستة, إلخ وكلها صناعة إستعمارية- صهيونية بدعم  من كلابهم المستعربين. هذه حقائق ومعها حقيقة المقاومة اللبنانية متعددة الإتجاهات حتى الحزب الشيوعى اللبنانى وبقيادة حزب الله وكون هذه المقاومة هى القوة الوحيدة فى المنطقة التى تحارب الإستعمار والصهيونية هجوميا وتحقق الإنتصارات عليهم وعلى عملائهم , كل ذلك يكشف من منطلق طبقى وعلى أرضية الفهم الحديث لعلم المادية التاريخية أن القوى الدينية نفسها تنقسم فى هذه المرحله على أساس وطنى ( حزب الله وأمثاله) وغير وطنى ( الصهاينة المتأسلمين وأمثالهم). نفس الشىء ينطبق على الدول وأشباهها فعصابة آل سعود وشبه دولتهم التى تدعى الأسلام هى عميلة بالكامل للإستعمار والصهيونية بينما إيران ( وأيا كانت تحفظاتنا عليها)  والتى تتبنى الأسلام هى عدو قوى للإستعمار والصهيونية.

     هذا الحقائق البسيطة تؤكد أن محاولة تقسيم الأمة على أساس دينى ( مسلمين, مسيحين, يهود, إلخ) أو أساس ملل ( سنة و شيعة, إلخ) أو على أساس أجناس ( عرب, فرس, إلخ), إلخ هى محاولة إستعمارية صهيونية حقيرة يساهم فيها عملائهم المنحطين. أما التقسيم الوطنى العلمى الموضوعى فهو بين محور الشر المعادى للشعوب المكون من الإستعمار والصهيونية وعملائهم بكل أشكالهم ومحور الخير وهو محور الشعوب وقواها الوطنية الثورية المعادى لمحور الشر والذى سوف ينتصر عليه محور الشعوب وتنطلق للتقدم من أجل إستكمال مهام التحرر الوطنى والإنطلاق إلى نظام إشتراكى حديث متطور , ديموقراطى , عادل وأنسانى

   فى المنطقة الآن تنظيمات أرهابية تمارس الأرهاب الأسود مصنوعة ومدعومة وممولة عن طريق الإستعمار والصهيونية وعملائهم وعلى رأسهم الصهاينة المتأسلمين وداعش وأمثالهم, ونظم مستعربة عميلة للإستعمار والصهيونية وعلى رأسهم عصابة آل سعود والجراثيم الصهيونية قطر وتركيا- أردغان, ونظم كانت تتردد مثل نظام السيسى فى مصر الذى إنضم لمعسكر حلفاء الإستعمار والصهيونية والنظم المستعربة الأخرى المشابهه. وهنالك الكيان الصهيونى ذاتة النازى مغتصب فلسطين الذى سوف يتم القضاء عليه والنفوذ الإستعمارى الذى سوف تتخلص القوى الوطنية الثورية منه.

    النفوذ الإستعمارى وخصوصا النازيه الأمريكيه يتقلص عالميا وأيضا فى أطار المنطقه مثلهم مثل عملائهم فى المنطقة وعلى رأسهم الكيان الصهيونى النازى فى فلسطين وأيضا الجراثيم المتصهينة : عصابة آل سعود وقطر وتركيا-أردوغان, إلخ,  بينما تزداد قوة محور المقاومة الوطنية وسوف يزداد قوة بعد هزيمة محور الشر فى لبنان وسوريا واليمن والعراق وإستكمال المصريين لثورتهم والتخلص ليس فقط من نظام السيسى ولكن أيضا من الصهاينة المتأسلمين وبواقى عصابة مبارك. وأيضا تصاعد قوة إيران وتجذر عدائها للإستعمار والصهيونية. كما سوف يزداد نفوذ روسيا والصين وأيضا تحالفهم مع محور المقاومة الوطنية.  وذلك سوف يكون له إنعكاساته الإيجابية على باقى بلدان المنطقة.

 

سمات أساسية للمرحلة الإشتراكية: 

    من الصعب إعطاء وصف دقيق وتفصيلى لسمات المرحلة الإشتراكية وذلك لأسباب عديدة:

1-                                    التجارب الأشتراكية التى حدثت عبر التاريخ الحديث كانت فى بلدان ذات طبيعة مختلفة  فروسيا وبعد تطورها ونموها إلى الأتحاد السوفيتى لم تكن فى الغالب دول متخلفه مثل بلادنا وحققت عقود من التطور الإشتراكى الناجح ثم بدأت فى التدهور وإنهارت مع إنهيار الأتحاد السوفيتى. بينما دولة ضخمة جدا مثل الصين قامت بثورة شيوعية ذات طابع فلاحى وحققت إنجازات ضخمة ثم أصبحت قوة رأسمالية عالمية ( ثانى أقوى دولة رأسمالية فى العالم) مع الإدعاء الكاذب أنها دوله شيوعية بقيادة الحزب الشيوعى الصينى. ودول مثل كوبا وكوريا الشمالية وفيتنام, إلخ نجحوا ضد الإستعمار وأقاموا دولا إشتراكية لا نعرف عنها الكثير. وذلك إلى جانب تجارب مأساوية مثل الحزب الشيوعى الكامبودى الذى قتل أكثر من مليون من الكامبودين والكامبوديات, والحزب الكولومبى الذى يتنافس مع الحكم الفاسد عميل الإستعمار الأمريكى فى الفساد والإنحطاط وتجارة المخدرات. من هذه الحقائق البسيطة فإنه لا يوجد أى تجربة من هذه التجارب تصلح لأن تكون مثالا مساعدا لبلادنا

2-                              الأحزاب والدول الشيوعية الجديدة لا زالت فى بداية الطريق وتسعى للإنتصار على المؤامرات الإمبريالية سواء الأمريكية ضد هذه النظم والأحزاب فى أمريكا الجنوبية, أو الأتحاد الأوروبى ومحاولته فرض سياسات التقشف على شعوب هذه الدول وأيضا التنظيمات الفاشستية العنصرية الصاعدة. لذلك فإنه رغم أن هذه الدول والأحزاب ( وقد أنتصر بعضها فى الإنتخابات مثل اليونان وبوليفيا وفنزويلا) تمثل أشكالا واضحة لعودة الماركسية للصعود فى ثوبها الجديد إلا أنها لم تقدم بعد أشكال لأنماط الحكم الماركسية الجديدة

3-                              النمط الإشتراكى الذى نتحدث عنه هو نمط متداخل مع مرحلة التحرر الوطنى بشكل جدلى وليس ميكانيكيا

 

لذلك نستطيع بتبسيط شديد فى هذه المرحلة أن نقول أن سمات المرحلة الإشتراكية سوف تكون تجاوزا لكل حدود المرحلة البرجوازية والإعداد لمرحلة المجتمع الشيوعى اللاطبقى. ويمكن تلخيص ذلك بشكل أولى جدا فى التالى:

i-                  تجاوز العدالة البرجوازية إلى عدالة إشتراكية تزيل تدريجيا الفوارق بين الطبقات فى إتجاة التدمير الكامل للفوارق بين الطبقات فى المجتمع الشيوعى اللاطبقى

ii-               تجاوز الديموقراطية البرجوازية إلى ديموقراطية شعبية قائمة على إدارة اللجان الشعبية لكل مكان سواء إنتاجى أو إجتماعى

iii-            تغير نظام التعليم إلى نظام يقلص من ثقافة الفردية والملكية الخاصة إستعدادا لإلغائها الكامل فى المجتمع الشيوعى

iv-            أطلاق آفاق البحث العلمى والتنمية المستدامة والصناعات النظيفة وتكامل الصناعة والزراعة بشكل لم يكن ممكنا فى ظل المجتمع البرجوازى مهما كانت درجة تقدمه

v-               البدء فى التخلص , فكريا وثقافيا وسياسيا, من التراث الوطنى ليحل محله الطابع الأممى تدريجيا للوصول إلى الأممية لتكون مواكبة للوصول إلى رقى وعظمة المجتمع الشيوعى الأممى

 

خلاصة : طبيعة المرحلة:

     مجتمعاتنا تأخرت كثيرا فى تحقيق أهداف مرحلة التحرر الوطنى بكل أهدافها وتحالفاتها للإنتصار على الإستعمار والصهيونية وعملائهم وتدمير نفوذهم فى المنطقة بالكامل. البرجوازية المصرية غير قادرة على تحقيق ذلك وقد أثبتت ذلك بفشلها على مدى 60 عاما ( أو أكثر إذا أخذنا فى الإعتبار مرحلة ما قبل الإستقلال الشكلى) كما أن الطبقات الأكثر ثورية من العمال والكادحين غير مستعده وعيا وتنظيما لذلك منفردة. لذلك لابد من تحالف كل الوطنين ( فى أطار جبهة وطنية أو شعبية وفقا لتوازن القوى) ضد الإستعمار والصهيونية وعملائهم لتحقيق هذه الأهداف. التداخل بين مرحلتى التحرر الوطنى والإشتراكية ليس تداخلا ميكانيكيا ولكنه تداخلا جدليا سوف تتغير خريطته مع تطور الأحداث والإنتصارات بهدف إستراتيجى هو المجتمع الإنسانى الراقى الشيوعى

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.