إشهار كتاب د. هشام البستاني الجديد “الكيانات الوظيفيّة” في المركز الثقافي الملكي السبت القادم
الأردن العربي – السبت 14/8/2021 م …
يقام في المركز الثقافي الملكي، تمام الساعة السابعة من مساء يوم السبت 21 آب، حفل إشهار كتاب هشام البستاني الجديد: “الكيانات الوظيفيّة: حدود الممارسة السياسيّة في المنطقة العربيّة ما بعد الاستعمار”، الصادر مؤخرًا عن المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر.
يشارك في الحفل الذي سيتضمّن مداخلات حول الكتاب، ونقاشٍ في أطروحاته، كلّ من الدكتور فيصل درّاج، والدكتور تيسير أبو عودة، والناشر ماهر الكيّالي، إضافة إلى مؤلّف الكتاب، فيما ستدير الحفل وتعقّب على مداخلاته القاصّة والكاتبة حليمة الدّرباشي.
يقع كتاب “الكيانات الوظيفيّة” في مجلّدين و530 صفحة من القطع الكبير، ويبحث بشكل معمّق إشكاليّات الدولة والسلطة والهويّة في الكيانات السياسيّة التي خلّفها الاستعمار في المنطقة العربيّة، وأسباب تبعيّتها المزمنة، وعجزها المستمر عن تحقيق الاستقلال الناجز والتنميّة، ودور التيّارات السياسيّة والفكريّة الرئيسيّة في تمكين هذه التبعيّة، وترسيخ أركان وظيفيّة الكيانات العربيّة، ومجموعاتها الحاكمة، ويخلص إلى طرح رؤية جديدة تستهدف الخروج من الأزمة التاريخيّة التي وقعت بها كلّ التحرّكات التي عملت من أجل التغيير، وآخرها سلسلة الانتفاضات العربيّة التي اشتعلت منذ عام 2011، في مواجهة السّلطة، وما تزال.
يبحث المجلّد الأول من الكتاب، والذي يحمل العنوان الفرعيّ: “في الفرق بين الدولة والكيان الوظيفي: الجذور، الهويّة، التبعيّة” أسئلة أساسيّة هي: لماذا عجزت الكيانات التي خلّفها الاستعمار في المنطقة العربيّة عن تحقيق التّنمية والديمقراطيّة وإنجاز الاستقلال الفعليّ؟ وما الذي يربط مجموعاتها الحاكمة بدائرةٍ عبثيّةٍ مدمّرةٍ تظلّ تعيد إنتاج التبعيّة والتسلّط والفساد؟ يحاول الكتاب إجابة هذه الأسئلة عبر تقديم وبحث مفهوم “الكيان الوظيفيّ”، وتوضيح كيفيّة افتراقه عن مفهوم “الدّولة”، والعودة إلى الجذور الاستعماريّة المؤسّسة للتبعيّة، والإرث الاستعماريّ المتمثّل بمساحات جغرافيّة مُفرغة من إمكانيّات التحرّر، ومجموعات حاكمة هدفها الأوّل هو “البقاء”. كما يبحث الكتاب (عبر أمثلة تطبيقيّة لثلاثةٍ من الكيانات الوظيفيّة المترابطة هي: الأردن، فلسطين، “إسرائيل”) دور “الهويّة” المركزيّ في اشتقاق الشرعيّة والمشروعيّة وتبادلها البينيّ، وفي التحكّم الاجتماعيّ، كما يبحث آليّات تفكيك المجتمعات إلى مجموعات، وبناء الهويّات المتعارضة، وتدمير “المجتمع المسيّس”، منتجة بذلك “التصحير السياسيّ” الداخليّ الذي يرسّخ سيطرة السّلطة ويحفر قبرها في آنٍ معًا.
أمّا المجلّد الثاني من الكتاب، والذي يحمل العنوان الفرعي: “الأزمة التاريخيّة في مواجهة السّلطة: التيّارات السياسيّة، وآليّات استدامة السّيطرة”، فيبحث أسباب عجز التيّارات السياسيّة الرئيسيّة في المنطقة العربيّة (الإسلاميّة، واللّيبراليّة، والعلمانيّة، والقوميّة، واليساريّة) عن إحداث أيّ تغيير في تبعيّة الكيانات الوظيفيّة التي خلّفها الاستعمار، وعدم استطاعتها الخروج من نطاق سيطرة مجموعاتها الحاكمة؛ كما يبحث في أسباب إعادة إنتاج التسلّط مرّة بعد أخرى في الكيانات الوظيفيّة حتى وإن تغيّر من يمسك بالحُكم؛ والكيفيّة التي تعمل من خلالها السّلطة على ضبط واحتواء وتوظيف القوى المُعارضة، والمجموعات الاجتماعيّة؛ والطريقة التي تستخدم بها السّلطة آليّات كـ”الانتخابات”، ومفاهيم كـ”الإسلام” و”الإرهاب”، وقطاعات كـ”المثقّفين”، بل وحتى الاحتجاجات التي تقوم ضدّها، لتعزيز بقائها وتعميق وظيفيّتها الداخليّة والخارجيّة. فيما يحاول الفصل الأخير استشراف سبل للخروج من الأزمة التاريخيّة في مواجهة السّلطة.
يرسم الكتاب حدود الممارسة السياسيّة في المنطقة العربيّة ما بعد الاستعمار، ويبحث إمكانيّة إنجاز التحرّر اليوم على مستوى الكيان الوظيفيّ من عدمها، في إطار الشكل الاقتصاديّ العالميّ القائم اليوم (الرأسماليّة)، وعلاقات القّوة السائدة على المستوى الدوليّ، مستفيدًا من، ومشتبكًا مع، وناقدًا لـِ، تجارب وقراءات نظريّة قدّمها مفكّرون متعدّدون من ضمنهم زيجمونت باومان، وأنطونيو جرامشي، وروزا لوكسمبورج، وجودي دين، وآلان باديو، ومهدي عامل، وفلاديمير إليتش لينين، وسمير أمين، وعلي القادري، وعيسى بلومي؛ وكذلك مستفيدًا من، ومشتبكًا مع، وناقدًا لـِ، تجارب عمليّة حاولت تجاوز الانسداد الذي تمثّله محدوديّة الموارد، وضعفها أمام السلطة، وأزمة “الهويّة” وتناقضاتها، منها كوميونة باريس نهاية القرن التاسع عشر، والثورات العمّاليّة في إيطاليا وألمانيا بداية القرن العشرين، والانتفاضات العربيّة في بداية القرن الحادي والعشرين.
يذكر أنّ فيصل درّاج هو أحد أبرز النقّاد في العالم العربيّ، حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة من فرنسا عام 1974، أشرف على عدّة مشاريع ودوريّات ثقافيّة وفكريّة من أبرزها سلسلة حصاد الفكر العربي (بالاشتراك مع إحسان عبّاس) وقضايا وشهادات (بالإشتراك مع عبد الرحمن منيف وسعد الله ونوس). صدرت له دراسات وكتب عديدة من أبرزها “الرواية وتأويل التاريخ”، و”نظرية الرواية والرواية العربيّة”، و”الحداثة المتقهقرة”، و”بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينيّة”، و”ما قبل الدولة، ما بعد الحداثة”؛ وهو حائز على عدّة جوائز عربيّة.
أما تيسير أبو عودة فهو أستاذ الأدب الانجليزي والنقد المقارن في جامعة عمان الأهلية، وهو كاتب، ومترجم، ومحرّر للمجلة العالمية المحكّمة Postcolonial Text، وعضو في المجلس الاستشاري لمجلة Holy Land and Palestine Studies التي تصدر عن جامعة إدنبرة. صدر له كتاب “عزاءات المنفى” (2019) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت؛ كما نشرت له العديد من المقالات النقدية، باللغتين الإنجليزية والعربية، عن المنفى، والمسرح، وأدب العالم الثالث، ودراسات ما بعد الاستعمار. يعمل حاليًّا محرّرًا لمشروع “قصائد من غزة”، سينشر في شهر أكتوبر من هذا العام ضمن مجلة Peripheries الصادرة عن جامعة هارفارد.
كما يذكر أن ماهر الكيّالي فهو أحد أبرز الناشرين في العالم العربي، وصاحب ومدير عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، ذات المكانة الراسخة في عالم النشر العربيّ، والحائزة على عدّة جوائز وتكريمات لدورها البارز في الثقافة العربيّة؛ وهو أيضًا كاتبٌ قدّم للمكتبة العربيّة كتبًا وقواميس وموسوعات منها “المتنبي: قصائد مختارة”، و”القاموس العسكري الحديث”؛ كما قدّم ترجمات منها “ما هو التاريخ” لإدوارد كار، و”اليهودي اللايهودي” لإسحق دويتشر، و”ثلاثة وجوه للثورة: غيفارا، لوكاش، أورويل” لعدّة مؤلفين.
أما حليمة الدّرباشي فهي كاتبة وقاصّة، صدرت لها مجموعة قصصيّة تحت عنوان “كائن مثقوب” (الآن ناشرون وموزّعون، 2019)، ونُشرت نصوصها الأدبيّة ومقالاتها في غير صحيفة أردنيّة وعربية، كان آخرها بعنوان: “غرامشي في مئوية السنتين الحمراوين: من الانتفاضة للثّورة ومن المطالب للسّلطة” المنشورة ضمن الملف الخاص الذي أعدّته “ألترا صوت” عن أنطونيو غرامشي العام الماضي.
وأخيرًا، فإن مؤلّف الكتاب، هشام البستاني، هو كاتب وأديب؛ نُشرت مساهماته الفكريّة في دوريّات ومجلّات وصحف عربيّة وعالميّة عدّة، من أبرزها ” الآداب ” و” حبر ” و” سطور ” و” مونثلي ريفيو ” و” راديكال فيلوسوفي ” و” ميدل إيست ريبورت ” و” الأردن العربي ” و” مدارات عربية “، وترجمت إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة؛ وحازت كتاباته السرديّة والشعريّة، المنشورة في خمسة كتب هي عن الحب والموت (2008)، والفوضى الرّتيبة للوجود (2010)، وأرى المعنى (2012)، ومقدّماتٌ لا بدّ منها لفناءٍ مؤجّل (2014)، وشهيقٌ طويلٌ قبل أن ينتهي كلّ شيء (2018)، على جوائز دوليّة، وترجم منها إلى الإنجليزيّة كتابان، فيما نشرت له نصوص أدبيّة أخرى متفرّقة في مجلّات وأنطولوجيّات متعدّدة بلغاتٍ سبعةٍ أخرى؛ صدر له هذا العام (2021) كتاب الكيانات الوظيفيّة: حدود الممارسة السّياسيّة في المنطقة العربيّة ما بعد الاستعمار في مجلّدين عن المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر.
التعليقات مغلقة.