أما بعد… / عشتار الفاعور

 

عشتار الفاعور ( الأردن ) الإثنين 30/5/2016 م …

“بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرٍ فتطوانِ

فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا

لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ “

هكذا بدأ الحلم العربي مختصر في هذه الأسطر ولكن ما حدث عكس ذالك ولست أنا هنا لتحليل ما حصل و تفنيده ضمن مصطلح خيانة الزعماء أم غباء الشعوب ..ولكن ما أريد التطرق له هو ما حصل في الفترة الماضية من ردود فعل كثيرة و تعليقات قوية على معاهدة سايكس بيكو الذي إنتهت بتاريخ ٢٠١٦/٥/١٦ بعد مرور مئة عام عليها ..و كالعادة سأخذ الحديث الى منحى آخر مختلف و بعيد كل البعد عن ما دار عبر وسائل الإعلام من ردود فعل فـ عندما جاءت هذه المناسبة و انتشرت الصور و التعليقات و الجمل القوية توقفت للحظة و نظرت على حال وطني العربي و خطر على بالي مؤتمر (بازل في سويسرا) في عام ١٨٩٧ الذي تحدث به (ثيودور هيرتزل) أنه بعد مرور مئة عام من هذا التاريخ ستكون دولة إسرائيل قائمة على أرض الواقع و بالفعل لم يأتي عام ١٩٩٧م إلا و الكثير من الدول العربية موقعة على إتفاقية السلام مع العدو الصهيوني و حال العرب الى الوراء بألف خطوة و التخلي عن القضية العربية الإسرائيلية و تحويلها إلى قضية فلسطينية إسرائيلية .

أي مئة عام بمئة عام كلا الحادثتين يحملان نفس الفترة الزمنية لتحقيق الهدف الأساسي فـ إتفاقية سايكس بيكو وقعت لتقسيم الوطن العربي الى دول قُطرية و لتمهيد لإقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين و مؤتمر (بازل) لقيام دولة الكيان الصهيوني على أرض الواقع أي أنهم عملوا على أهدافهم و تحقيقها وما أريد قوله أنا هنا متى سنتعلم من عدونا الذي يسكن بجانبنا و المستعمر الذي إحتل أرضنا بأن مصلحة بلادنا أهم من أي مصلحة أخرى و عمل خطة زمنية ليست لـِ مئة عام بل نحن موافقون لسنوات قليلة فقط للعودة الى الحلم العربي الذي بدأ بجملة “بلاد العرب أوطاني ” فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فمن يعلق الجرس؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.