معركة عظيمة وانتصار أعظم / عبدالرضا الساعدي
عبدالرضا الساعدي ( العراق ) الإثنين 30/5/2016 م …
كانت الأرض هناك وكان الشعب الأبي كذلك ،وبفارغ الصبر واللهفة والأمل ، على موعد مع قدوم رجالنا الأبطال من الجيش العراقي الغيور وقوات الحشد الشعبي لكي تزيل هذه الوحوش الداعشية المجرمة من على الأرض في الفلوجة وغيرها من الأماكن المدنسة بفعل هؤلاء المجرمين ، رغم جسامة الظروف ومشقتها ، فجاءت الضربة القاصمة للأوغاد بشكل مذهل أرعب الأعداء أولا وأدهش العالم الذي يتابع ويراقب الحدث الكبير المفصلي ، كما أدخل البهجة ومشاعر الفخر لدى شعبنا المتوحد في معركته هذه وفي واحدة من أروع الملاحم البطولية التي يخوضها العراقيون ضد الإرهاب.
بدت المعركة كالزلزال الغاضب الذي انتظر اللحظة الحاسمة للانقضاض على جراثيم العصر الداعشية ، فتقدمت الصفوف المتراصة المتلاحمة من كل الصنوف والطوائف والدماء الوطنية الحارة التي تغلي بحب العراق والدفاع عنه مهما كلفت التضحيات من أجل كرامة الناس والأرض وخلاصهم من هذا الجحيم الظلامي المتحجر ، فجاءت تباشير النصر تلوح في الأفق من أول ضربة عراقية شجاعة لأوكار التخلف الإرهابي الذي عاث بكل شيء فسادا وظلما وشرا لايمكن وصفه ، فاستحق هذه الضربة القاصمة التي ستغير من كل حساباتهم المريضة ، وستعيد لنا الأرض مزهوة بالكرامة والزهو والإنتصار العظيم.
ما تحقق لحد الآن من نصر باهر في الفلوجة وغيرها من المدن والأماكن العراقية المحررة يدعونا جميعا إلى وقفة تليق بهذا الإنجاز العظيم ، وقفة تنسجم مع الظرف الإستثنائي الذي يمر به البلد وهو يواجه الأعداء ، كما يواجه وضعا اقتصاديا استثنائيا أيضا يرافقه مطالب شعبية ملحّة بالإصلاح والتغيير على مستويات عدة في سبيل إعادة البناء والخدمات ومكافحة الفساد ، وهي مطالب مشروعة بلا شك ، ولكن في ذات الوقت مطلوب منا أن نضع الأولويات الأهم في المقدمة ومن ثم التفرغ لمهمة الإصلاح والتغيير المنشود ، والأولوية اليوم تكمن في الخلاص من السبب الرئيس في الدمار والخراب والتعويق الذي يحدث بسبب المؤمرات الصهيونية الأمريكية علينا وعلى المنطقة عموما التي أنجبت أدواتها الإرهابية من الدواعش والتكفيريين والوهابيين الذين أرادوا أن يصنعوا لهم كيانا غاصبا آخر يماثل الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين من خلال حلم مريض بتأسيس دولة قذرة لهم على أرض العراق وسوريا بدعم من دول معروفة بتوجهاتها الحاقدة على شعوب المنطقة ، كالسعودية وتركيا وقطر وحلفائهم كي تصبح هذه الشعوب تابعة وذليلة وغارقة بالطائفية والتقسيم والتناحر والظلام ، خدمة للكيان الصهيوني والأجندات الخارجية الإستعمارية بعيدة المدى ، ضد مستقبل وتطلعات هذه الشعوب الطامحة بالحرية والرفاهية والحياة الحرة الكريمة.
نحتاج في الداخل ، كموقف شعبي وسياسي معا ، أن نهدأ الآن في موجة المطالب المعروفة والمشروعة لكي لا نضيع فرحة النصر العظيم المتحقق في المعركة اليوم ، ونحن نتقدم بخطى جبارة باتجاه تحرير مناطق أخرى وأراض أخرى في الموصل التي تنتظر كما انتظرت الفلوجة يومها المنشود بالتخلص من هؤلاء الأرجاس الداعشيين ..
نحتاج أن نبتهج ونؤازر ما تحقق من إنجاز ومن ثم سيكون لمطالبنا موعدا مناسبا يليق بتضحيات هذا الشعب وصبره وأحلامه في الإصلاح والبناء والحياة التي تليق بنا كبلد يكتب بحروف من نور تاريخا جديدا في البطولة والتضحيات والرغبة الملحّة بالإصلاح والتقدم والاستقرار.
التعليقات مغلقة.