الانسحاب من افغانستان بين الهزيمة الامريكية والمستقبل المجهول / كاظم نوري




كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 15/8/2021 م …

اخذت الشكوك تراود الكثيرين من ان الوضع في افغانستان بعد ان تهاوى  بهذه السرعة  بيد ” طالبان” لابد وان  يكون هناك خيطا لمخطط مدروس لاسيما وان القوات الامريكية طيلة وجودها بعد قرار الانسحاب وكذلك حلفاؤها في ناتو لم يتعرضوا الى هجوم من قبل مسلحي ” حركة طالبان” كما ان عملاء واشنطن من الذين تطلق عليهم مسميات ” مترجمين ومتعاونين”  وهم بالالاف  تجري عملية ترتيب نقل بعضهم الى قطر وكندا هي الاخرى ابدت استعدادها لاستقبالهم .

ان هؤلاء  من وجهة نظر الولايات المتحدة اهم من الحكام الذين اتت بهم واشنطن ليديروا الشان الحكومي في افغانستان  وتناوبوا على السلطة لعشرين عاما من الفشل  في ظل الديمقراطية الامريكية الزائفة  وتخلت عنهم بهذه السرعة  ليصبحوا تحت   رحمة ” طالبان “التي اصبحت  مفاتيح ابواب العاصمة كابول بايدي مسلحيها .

افغانستان التي احتلتها   الولايات المتحدة الامريكية عام 2001  وبسرعة بعد  تفجير برجي نيويورك التجاريين  ودون اي تحقيق يثبت ضلوعها في الحادث  بحجة ان عناصر من افغانستان كانت وراء تفجير البرجين في عملية انتحارية في وقت كان العديد من الذين اتهموا بتفجير البرجين على انهم من تنظيم  القاعدة  مجموعة ” بن لادن”  وبعضهم يحمل جنسيات سعودية.

 لكن الانظار الامريكية اتجهت الى افغانستان ثم بعد ذلك  التفتت الى العراق  وغزته  عام 2003  بحجة ” الكيمياوي”  غير الموجود اصلا  في  عراق لن  يعرف في حياته العمليات الانتحارية والمفخخات الا بعد الغزو والاحتلال فنشروا ” ديمقراطية مدغمة بالدماء ” تواصلت 18 عاما رافقتها اعمال نهب  المال العام وتخريب وتدمير البنية التحتية للبلاد وحتى المجتمع ناله ما ناله من افساد استشرى طيلة هذه الفترة  .

صحيح ان الولايات المتحدة خسرت الكثير في افغانستان  عسكريا وماديا ولحقت بها هزيمة مدوية لكن المفاوضات مع طالبان تخفي وراءها ما تخفيه من اجندات لاسيما واننا  لمسنا بعد الحرب الارهابية ضد سوريا والعراق  ان معظم ” الارهابيين” وتجمعاتهم وحركاتهم في العالم ” داعش ” ماعش” وغيرهم اما ان تكون حركات  توجهها استخبارات الدول الاخرى خاصة الغربية  بينها الامريكية  والتركية  اوان بعضا من انظمة التامر في الخليج تدعمها بالمال وتجند الالاف من بقاع العالم المختلفة  .

 واما انها مجرد ادوات تنفذ اجندات غربية باسم “الاسلام” خدمة للكيان الصهيوني   تمولها ماليا وعسكريا  انظمة فاسدة فتحت خزائنها لهؤلاء المجرمين  فضلا عن تركيا وان طالبان لابد وان تكون ضمن المخطط المرسوم لاسيما وان علاقاتها مع قطر تؤشر ذلك.

وتبقى عيون واشنطن  التي فشلت بالحصول على تسهيلات عسكرية في دول الجوار لروسيا  بعد انسحابها من افغانستان  تبقى مفتوحة نحو روسيا والصين لاسيما وان  هتين الدولتين عبرتا عن قلقهما من الاوضاع في افغانستان بعد الانسحاب الامريكي.

 كما ان دولا مجاورة   لافغانستان مثل ايران وربما حتى باكستان التي رفضت منح واشنطن تسهيلات عسكرية  تخشى هي الاخرى من تطورات الوضع وانزلاقه نحو الحرب الاهلية .

الموفد الامريكي زلماي خليل زاد طلب من طالبان وفق صحيفة نيويورك تايمز الامريكية  عدم دخول  العاصمة كابول لان هناك  ما لايقل عن 10000 مواطن امريكي وكان رد طالبان التي قيل انها دخلت  العاصمة من عدة اتجاهات  على طلب موفد  الولايات المتحدة  وقف واشنطن الضربات الجوية الامريكية  خاصة وان واشنطن تستخدم فيها طائرات قاصفة عملاقة انطلاقا من قطر من طراز ” بي52″.

في قطر تجري المفاوضات بين الامريكيين وحركة ” طالبان” ومن قطر تنطلق القاذفات  الامريكية لقصف مناطق في افغانستان بحجة قصف قوات طالبان  في مسرحية مثيرة للتساؤل ؟؟.

 لكن لا احد يدري من تستهدف هذه الطائرات ربما ما تبقى من بنية تحية ان وجدت بنية تحتية في البلاد بعد  عشرين عاما من الاحتلال الامريكي مدعوما من قبل ” دول حلف ناتو العدواني .

10 الاف  شخص قدر زلمياي خليل زاد عددهم ووصفهم  بالمواطنين الامريكيين لازالوا في العاصمة في سفارة ربما شبيهة بالسفارة الامريكية وسط بغداد وفي منطقة ربما ” خضراء ” هي الاخرى .

10 الاف   مواطن امريكي رقم كبير اكيد جميعهم من  ” الدبلوماسيين  على  الطريقة الامريكية في سفارتها بالعراق  التي تعد  “قاعدة عسكرية مخابراتية وتضم جواسيس  ومؤسسات تخريب وتدمير.

ووسط الاخبار المتسارعة عن  تقدم  طالبان  افادت المعلومات بمغادرة الرئيس الافغاني اشرف  غني البلاد  الى جمهورية طاجكستان المجاورة  بعد  ان دعت الولايات المتحدة والرئيس غني  حركة طالبان خلال اجتماع في السفارة الامريكية الى تشكيل حكومة انتقالية  مؤقتة في البلاد .

لكن هذا الطلب قد لاتقبل به طالبان وفق صحيفة وول سترت جورنال الامريكية التي اكدت  اعلان استقالة رئيس الجمهورية ومغادرته .

وفي غضون ذلك وردت معلومات مفادها ان  قوة ” طالبان” تكمن في ضعف السلطة في كابول وقوتها الاخرى تاتي بدعم  من المال القطري بهدف انضاج “جيل جديد من الاسلاميين بعد الاخوان ” .

وتبقى ورقتها الاقوى امريكية كما  تلمح المعلومات ذاتها رغم التطمينات التي قدمتها وفود تابعة لها  زارت روسيا والصين.

ويبقى الوضع شائكا ومعقدا لايمكن التكهن بمستقبله  وبصرف النظر عن كل  المعلومات انفة الذكر فان  هزيمة كبرى لحقت بالولايات المتحدة وحلف ” ناتو”  في افغانستان على يد طالبان  ونتمنى ان تتوالى هزائم واشنطن في منطقتنا لاسيما في العراق وسورية وحتى اليمن وفي كل مكان وطات فيه اقدام عسكرييها .


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.