فهد الريماوي يكتب عن الذكرى ألـ 70 لإستقلال الأردن

 

الثلاثاء 31/5/2016 م …

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي …

سيبقى استقلال الأردن مثلوماً في غياب الاكتفاء الذاتي، والامتلاء الاقتصادي، والاستغناء عن الدّين والدعم الخارجي !!

أزمة الأردن الإقتصادية ليست فنية واقتصادية ، لا تتعلق بشح الموارد والاموال، بقدر  كونها ازمة ارادة عامة ومسؤولية وطنية ورؤية استراتيجية تتصل بضعف الوازع الوطني، وشدة التدليس السياسي، وضخامة الانفاق الفوقي ..

ثمة حاجة الى ”ثورة بيضاء”.. بانورامية في المفاهيم والمعايير والمقاييس والمسالك والعادات والالتزامات ..وترشيد الانفاق والاستهلاك لدى الحاكمين ..  واجتراح حلول نوعية وابداعية ومن خارج الصندوق للمعضلة الاقتصادية والمالية

ضرورة ضخ دماء جديدة في شرايين الدولة، وتطوير رؤية النخبة الحاكمة لنفسها ولشعبها .. ودفع المسيرة الديموقراطية قدماً بوصفها صمام الامان

وضع الصحفي المخضرم القومي الناصري فهد الريماوي في افتتاحية ورقيته الأسبوعية الصادرة اليوم ؛ خطة عمل متكاملة للأوضاع الإقتصادية المتردية في الأردن ، مؤكداً أنها (  ليست ازمة اقتصادية.. بل ازمة مسؤولية وطنية ) مستعيراً مقولة المهاتما غاندي : كثيرون حول السلطة.. قليلون حول الوطن ..

مشدداً أن اما يعاني منه الأردن ليس ازمة فنية واقتصادية بحتة ، تتعلق بشح الموارد والاموال، بقدر ما هي، اولاً واساساً، ازمة ارادة عامة ومسؤولية وطنية ورؤية استراتيجية تتصل بضعف الوازع الوطني، وشدة التدليس السياسي، وضخامة الانفاق الفوقي، وغياب روح التضحية والتبرع والايثار، وانعدام ثقافة العمل والعرق والانتاج والاعتماد على النفس.

ومؤكداً أن الأردن اليوم في امس الحاجة الى المراجعة العاجلة واعادة النظر فيما هو عليه، توطئة للخروج من  ربقة الزاوية الحرجة،

ودعا الريماوي  إلى ترشيد الانفاق والاستهلاك لدى الحاكمين قبل المحكومين، وترسيخ ثقافة الزهد والتقشف والبعد عن مشهديات الفخفخة والبهرجة والبذخ، التي لا تليق بدولة كادحة ومعوزة ومثقلة بعشرات المليارات من الديون ؟؟  متسائلاً الى متى سيظل الحديث عن اسراف الطبقة الحاكمة وتبذيرها وترفها، حيث يدور ذلك سراً في المجالس المغلقة، والصالونات السياسية.

مشدداً على الحاجة الى ما يشبه ”الثورة البيضاء”.. ثورة بانورامية في المفاهيم والمعايير والمقاييس والمسالك والعادات والالتزامات.. فلكي نغير لا بد ان نتغير، ولكي نتجاوز واقعنا المرير لا بد ان نتجاوز رواسبنا وسلبياتنا.

وداعيا الى العودة للحقل والمعمل والمرعى والمصنع والمحجر والورشة، بعد ان ( هجرناها واغتربنا عنها، وتركنا امرها للعمالة .. الوافدة، وارتضينا البطالة السافرة او المقنّعة، واستمرأنا حياة الكسل والخمول والاهمال، واستوردنا اقبح عادات عربان النفط وسفاهاتهم دون ان نمتلك مثل مالهم ونفطهم ؟؟ ألم نكن .. نخدم انفسنا بانفسنا، ونحرث حقولنا ونحصد محاصيلنا ونشيد مبانينا بايدينا ..

ودعا إلى شبكة تواصل وتفاعل واسعة ونابضة بالجدية والحيوية مع سائر المغتربين الاردنيين في عموم اركان المعمورة، لتوطيد علاقاتهم بوطنهم ، وتجديد ولائهم ووفائهم له، وحثهم بدوافع وطنية ومصلحية معاً لوضع خارطة الاردن صوب اعينهم، ومضاعفة الاستثمار والادخار والتملك والسياحة في ربوعه ؟؟

كما دعا أثرياء الأردن في الداخل والخارج للتبرع والبذل والإستثمار فيه بديلاً عن استغلاله ..  

ورأى الريماوي أن الأردن ( الرسمي ) اخفق في ضخ دماء جديدة في شرايين الدولة، وتطوير رؤية النخبة الحاكمة لنفسها ولشعبها، وادامة حالة التوافق بينها وبين الرأي العام، ودفع المسيرة الديموقراطية قدماً بوصفها صمام الامان، واجتراح حلول نوعية وابداعية ومن خارج الصندوق للمعضلة الاقتصادية والمالية التي تأخذ بخناق البلاد والعباد منذ جملة عقود.

وأكد أنه منذ انفجار ازمة المديونية سنة  1989 وحتى ايامنا  نشهد ارتفاعاً فلكياً في ارقام المديونية الحالية، ونحن ندق الماء في الاناء، ونداوي بالتي كانت هي الداء، ونهرع للاستنجاد بصندوق النقد الدولي، ونضاعف الاعتماد على جيب المواطن الغلبان، ونعبّ المزيد من ماء المديونية المالح الذي يزيدنا بؤساً وعطشاً، ونجوب العالم شرقاً وغرباً بحثاً عما يتيسر من المنح والمعونات والاكراميات المحرجة.. ولا شيء آخر.

ووصف جهابذة الاقتصاد والمال لدى مؤسسات الدولة ( الأردنية ) بانهم ليسوا اكثر من مجموعة فنية ومهنية وبيروقراطية تقليدية تجيد التلاعب بالارقام، وادارة الازمات بالتقسيط، وتوفير الحلول الجزئية والآنية والترقيعية، وتجيير المعضلات المستعصية لمن يخلفها ويأتي بعدها..

وختم الريماوي بالتأكيد على ان الإستقلال الذي صادفت ذكراه ألـ 70 قبل أيام   سيبقى استقلالاً مثلوماً في غياب الاكتفاء الذاتي، والامتلاء الاقتصادي، والاستغناء عن الدّين والدعم الخارجي !!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.