سنة “البور” التوراتية … بين التطبيع العربي وعدم الإيمان اليهودي / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 21/8/2021 م …
تدعو تعاليم التوراة المزورة ،إلى زراعة الأرض ست سنوات متتالية ،ووقف الزراعة في العام السابع وتركها “بورا” عاما كاملا بهدف ترييحها وعدم إنهاكها،وتعرف هذه السنة بالعبرية بإسم “شميطاة”،وترتفع فيها أسعار المنتجات الزراعية،وبدأ العمل فيها مجددا بعد تأسيس مستدمرة الخزر الصهيونية الإرهابية التلمودية عام 1948،في حين بدأ العمل بها تاريخيا عام 168 م بعد خراب الهيكل الثاني.
يعتمد اليهود في هذا العام على دول مثل الأردن وتركيا وسلطة اوسلو وجهات أخرى لتزويدهم بالخضار والفواكه المطلوبة ،ويكون المزودون بطبيعة الحال من المساهمين في مأساة الشعب الفلسطيني،ويتحايل اليهود على التوراة لعدم قناعتهم بها ،بتأجير مساحات من الأراضي لغير اليهود بعقود وهمية وأجرة رمزية ،كي يقوموا هم بزراعة الأرض بدال من اليهود،ويكون الأمر شكليا بطبيعة الحال.
وكما جرت العادة فقد تم الإتفاق مع المزارعين الأردنيين هذا العام على زراعة مساحات شاسعة من الأراضي لتزويد مستدمرة الخزر بإحتياجاتها ،ويشترطون جودة عالية ،أي أن النخب الأول سيذهب لليهود فيما سيتم تزويد السوق المحلية ب”البرارة” ،ليشتريها المواطن بسعر عال،ناهيك عن أن هذه العملية تطبيعية بحتة ،بمعنى ان يهود يوظفون مزارعينا ومزارعي غيرنا للعمل من أجلهم كل ست سنوات والإمتثال لشروطهم،وهم بإمتناع بعضهم عن الزراعة في هذا العام إنما يعبرون عن شكرهم وامتنانهم لله الذي منحهم أرض العسل واللبن فلسطين،ولا أدرى كيف سيتصرفون في حال أذن الله بطردهم من فلسطين مذمومين مدحورين.
تعترف مؤسسة الحاخامية أن عددا قليلا من المزارعين يمتنعون عن الزراعة في هذا العام لعد إيمانهم بتعاليم التوراة،وبحسب مسؤول في وزارة الزراعة الإسرائيلية فإنه يتم في هذا العام تخصيص مساحات شاسعة في الجنوب الأردني للزراعة الأردنية ،ويقوم اليهود بالإشراف عليها والمبيت فيها تحت حراسة أمنية أردنية ،وحراسة من قبل القبيلة التي تؤجر الأرض،ويزور هؤلاء المشرفون الأردن كل يوم أحد ويأتون في حافلات خاصة بهم ،وهم يرتدون الزي البدوي والكوفية والثوب واللحية البيضاء وجدائل الشعر المستعار للتخفي والتنكر لأسباب أمنية ،ولا يتحدثون بالعبرية بطبيعة الحال،ولا يحتكون بالبدو المحليين ،ويبدون على هيئة مستعربين ،وهؤلاء يتبعون حاخامية القدس ويطلق عليهم خبراء الحلال،ويوظفهم اليهودي يهوشاع يشاي،الذي يحضر لهم الطعام يوميا من المستدمرة.
التعليقات مغلقة.