لا حكومة في افغانستان حتى رحيل اخر جندي امريكي … ماذا عن العراق؟ / كاظم نوري




كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 24/8/2021 م …

لسنا من الذين يثقون باقوال ” المتاسلمين”  من  المعممين  الذين يتاجرون بشعارات الاسلام سواء  كانوا في العراق او غيره لان تجارب مريرة خضناها مع هؤلاء   في بلادنا  لمسنا  من خلالها  ان نهجهم  اتسم  بالكذب والاجرام وعدم المصادقية وممارسة الاحتيال وحتى النهب والسرقة وكانوا لايختلفون عن اللصوص المحترفين  من الافندية والمتشرولين قادة الكرد  في وطننا المبتلى بهذه العينات .

وحركة طالبان المحسوبة على رافعي ” شعار الاسلام في افغانستان” وبعد تمكنها من طرد المحتلين  الامريكيين  وحلفائهم  في ” ناتو” العدواني وجعلتهم يتخبطون في طريقة هروبهم  بعد حرب دامت 20 عاما اخذت تقدم تعهدات لم يالفها المستمع  سابقا في  بياناتها ولايعرف مدى مصداقيتها وهل يثق بها ام لا خاصة ما يتعلق بحقوق المراة .

  ومن هذه  التعهدات ايضا اصدار عفو عام عن جميع الذين تعاونوا من  المحتل الامريكي طيلة عشرين عاما  سواء كانوا عسكريين او مدنيين واصدرت عفوا حتى عن الرئيس الافغاني السابق  الهارب ونائبه فضلا عن طروحاتها الجديدة بشان التعامل  بصدق مع الاطراف الاخرى في الداخل  وعدم اللجوء الى  القوة العسكرية والتصفيات ضد خصوم الحركة.

صحيح ان الثقة مغيبة بين طالبان والاطراف الاخرى لكن شيئا جديدا يدل على ذكاء اكدت عليه  الحركة هو” الاعلان عن ان  لاحكومة جديدة في افغانستان حتى رحيل اخر جندي امريكي”.

هذا ما اكده الناطق الرسمي باسم طالبان وبصرف النظر عن الانباء المتضاربة عن الاوضاع في افغانستان  والتي منها ما يفتقر الى المصداقية خاصة  ما  تروج له وسائل الاعلام في دول معروفة باتت تؤجج وتنشر انباء ربما بعيدة عن المصداقية لكن قرار طالبان  الذي اتخذته بربط تشكيل الحكومة برحيل اخر جندي امريكي محتل  له مغزاه ويدل على ان الحركة ماضية في نهج جديد نضعه امام حكام العراق الذين يدعون الى الانتخابات في  ظل وجود قواعد عسكرية امريكية وليس جنديا واحدا .

 ويبقى ماتعلن عنه طالبان من انفتاح على الاخر يخضع للتطبيق  العملي على الارض وقتها يمكن اصدار الاحكام  خاصة في  تعامل الحركة مع دول الجوار الافغاني مثل باكستان و الصين وايران وحتى روسيا القريبة والتي لها حلفاء بجوار افغانستان مثل جمهورية طاجكستان التي تخشى من عودة الارهابيين رغم تاكيد طالبان من انها لن تسمح بذلك  وتنفي وجود علاقات لديها مع اي طرف او  جهة ارهابية سواء ” داعش” و حتى ” القاعدة” لكن معلومات تتردد عن وجود لداعش في افغانستان وفق بعض المصادر.

  اما ما يشاع عن تنسيق لاحق بين طالبان والولايات المتحدة   خلال مفاوضات الجانبين في الدوحة  التي افضت للانسحاب الامريكي ربما يفتقد الى  المصداقية  ويبقى مستبعدا  رغم النظرة الشائعة  عن مجمل الحركات التي تدعي الاسلام  والتي  كانت تخدم المشاريع الامريكية وقد تاكد ذلك من خلال ” داعش” واخواتها في العراق وسورية.


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.