مؤتمر بغداد … أي تعاون وشراكة بدون سوريا؟ / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 29/8/2021 م …  

رغم متابعتنا الحثيثة لمؤتمر التعاون والشراكة كما تم تسميته في بغداد ،لم نخرج بقناعة ولو ضئيلة بأن هذا المؤتمر كان فعلا للتعاون والشراكة ،لأنه لا تعاون ولا شراكة بدون سوريا الجار اللصيق والشقيق للعراق، وهناك شكوك بأن هذا المؤتمر يهدف فعلا للمصلحة الوطنية العليا أو المصلحة القومية العليا للعراق ،وأولى مثالبه إستثناء سوريا منه ،مع إن سوريا كما أسلفنا هي الجار الكبير والنافع للعراق إقتصاديا وسياسيا ،ولا ننسى دعم سوريا للمقاومة العراقية الباسلة الموؤودة،ويبدو ان رغبة بعض المشاركين بعدم التقارب بين العراق وسوريا تم تنفيذها ،ولا يزال السؤال يضرب وبقوة:لماذا تم إستثناء سوريا من حضور مؤتمر بغداد؟




ما ظهر لنا كمراقبين أن هذا المؤتمر كان عبارة عن حملة علاقات عامة ،إستعرض فيها كل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ،قدرة دبلوماسية فائقة في طريقة الإستقبال والترحيب برؤساء الوفود،قبل عقد اللقاءات الثنائية،ويبدو ان هذا من ضمن الأهداف الرئيسية للمؤتمر خاصة وأن العراق مقبل على إجراء إنتخابات،لأنه كيف نحقق تعاونا وشراكة بدون سوريا العمق التاريخي للعراق،والتي تم إستثناؤها منه ودعت فيه السعودية إلى إستمرار التنسيق بمكافحة الإرهاب،وربما لا يعلمون أن سوريا ومنذ عشر سنوات تتعرض لموجات  مكثفة من الإرهاب العالمي كامل المواصفات ،وكان أولى مشاركة سوريا في المؤتمر لمناقشة الأوضاع فيها  ومساعدتها على وضع حد لذلك الإرهاب الذي يضربها،ولكن يبدو أن صناع الإرهاب يعرفون أهدافهم جيدا.

نستطيع ومن خلال قراءتنا المعمقة لمخرجات المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير خارجية العراق فؤاد حسين على هامش إختتام المؤتمر الغامض،نستطيع كشف العديد من الأجندات السرية لهذا المؤتمر وأهمها جمع السعودية مع إيران،تعبيرا عن جنوح السعودية للصلح مع إيران،بدليل أن السعودية سمحت لشيعتها وللمرة الأولى ممارسة شعائرهم المعروفة،وهذه رسالة ،ويبدو ان صفقة بايدن – طالبان في أفغانستان قد بعثت الوعي في نفوس الكثيرين المتخبطين بسوء سياساتهم ونواياهم،كما نستطيع أيضا إستخلاص العبر الكثيرة من تصريح الناطق بإسم الخارجية العراقية الذي قال إن جميع الوفود المشاركة في المؤتمر إتفقوا على ضرورة تجنب الخلافات وتعميق الحوار ولذلك وجب التكرار :لماذا تم إستثناء سوريا من المؤتمر؟.

لا نفهم لماذا كان مؤتمر بغداد بالتنسيق والتعاون مع فرنسا التي ليس لها حدود جغرافية مع العراق ،ولا نفهم أيضا دوافع مكر وخبث الرئيس الفرنسي ماكرون في منع سوريا من المشاركة في مؤتمر بغداد،ومع ذلك يدعون في مؤتمرهم الغامض إلى الحوار  وعدم خلق المشاكل والتعاون والشراكة؟؟؟!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.