ماذا يجري على الحدود التركية بريف حلب ؟

 

الأربعاء 1/6/2016 م …

الأردن العربي – كتبت أروى شبيب …

لليوم السادس على التوالي تتواصل المعارك الأعنف من نوعها على جبهات ريف حلب الشمالي المتاخم للحدود التركية، والتي بدأت بعملية واسعة شنها تنظيم “داعش” الإرهابي من محورين فاجأ خلالها خصومه وقلب المعادلة على الحدود التركية.

أولى عمليات التنظيم بدأت مستهدفة القرى الحدودية الى الشمال من مدينة اعزاز من محور قرية نيارة التي سقطت بأيدي إرهابيي التنظيم، بالإضافة لعدة قرى مجاورة أخرى.

لم تكد المجموعات المسلحة هناك تستوعب صدمة الهجوم الأول، حتى سارع التنظيم الى التقدم من المحور الجنوبي لاعزاز ليسيطر على قرى كفركلبين وكلجبرين الواقعتين على الطريق الواصل بين كل من الشيخ عيسى ومارع أكبر معاقل مجموعات “الجبهة الشامية” والمكونة من عدة فصائل ليصبح قرابة 1500 مسلح وعدد كبير من المدنيين محاصرين بشكل كامل، “داعش” من الجهة الشمالية والشرقية والغربية محوري حربل وكفر كلبين، والمسلحين الأكراد جنوباً في تل رفعت.

مجموعات “داعش” لم تترك مجالاً لأعدائها لالتقاط الأنفاس، عربة مفخخة اقتحمت مارع من الجهة الشمالية أعقبه تقدم لعناصر التنظيم سيطر بموجبه على عدد كبير من الكتل قبل أن يعاود التراجع عنها خلال ساعات بعد الظهر تحت ضغط النيران المقابلة.

معلومات حصلت عليها وكالة أنباء آسيا من مصادر كردية تشير إلى عرض قدمه المقاتلون الأكراد لتسليم مارع إليهم للتصدي لهجوم داعش مقابل تأمين ممر آمن لاخلاء المسلحين والمدنيين عبر الشيخ عيسى باتجاه عفرين ومنها الى اعزاز قوبل بالرفض إلا أنه جرى الاتفاق على إخلاء المدنيين منها والإبقاء على المسلحين الذين ينتمون في أغلبهم لفصائل “لواء التوحيد وجيش المجاهدين وجيش الاسلام وأحرار الشام” وآخرين.

خلافات بين تلك الفصائل وكل من تنظيمي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار مجموعات ما يُعرف بـ”الجبهة الشامية” من جهة، وبين مجموعات أخرى من “النصرة وتنظيم جيش المهاجرين والأنصار” الذي يرفض علناً قتال داعش، فيما لم تعلن جبهة النصرة حليف داعش السابق أي موقف، مصادر مقربة من فصائل مدينة اعزاز عبرت عن استيائها من عدم مساندة طيران التحالف الأمريكي سوى ببضع غارات لم تنجح في صد هجوم التنظيم.

في حيت شهدت الساعات الماضية حراكاً مكثفاً من قبل المجموعات المسلحة لاستدراك الموقف وتعويض الخسائر، مدفعية الجيش التركي أّمّنت غطاء نارياً مكثفاً لمجموعات “أحرار الشام وكتائب الزنكي والجبهة الشامية” مكنتها من استعادة السيطرة على القرى الحدودية الثلاث الى الشمالي من مدينة اعزاز بنحو 5 كيلومترات بالتوازي مع محاولة لاقتحام قرية كفركلبين قابلها مقاتلو داعش بعربة مفخخة أوقعت ما يزيد عن العشرين قتيلاً وعشرات الجرحى وفق ما ذكره أحد المدنيين المتواجدين في مدينة اعزاز لآسيا.

معارك الكر والفر لا تزال السمة الأبرز للمشهد شمالاً، يحاول تنظيم “داعش” إسقاط مارع ومئات المسلحين “المعتدلين أميركيا” المتواجدين فيها ليوجه ضربة موجعة للفصائل المسلحة في الريف الشمالي والتي تجهد لانقاذ ما يمكن إنقاذه ولا تزال الاشتباكات في قرية كفركلبين على أشدها حتى ساعة إعداد التقرير، فيما ستحمل الساعات القادمة المزيد من التفاصيل التي قد تغير مجرى الصراع والتحالفات في الشمال السوري، في ظل الحديث عن تعزيزات عسكرية كبرى يستقدمها الجيش السوري وحلفاؤه الى حلب تحضيراً لما يسمى معركة الحسم وفيما لا يوجد تبني أو نفي رسمي لما يُنشر تبقى التطورات رهن الساعات المقبلة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.