الهروب الأمريكي من أفغانستان … أغبى هروب لأغبى احتلال على مرّ التاريخ

أغبى هروب لأغبى احتلال على مر التاريخ

 




 

 

الأردن العربي – الثلاثاء 31/8/2021 م …

بانسحاب آخر جندي اميركي من افغانستان اليوم و(قبل 24 ساعة من الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن) تنتهي اطول حرب مدمرة شهدتها المنطقة طالت عقدين من الزمن (2001 – 2021) وانتهت بهروب مذل عاجل لجنود اقوى دولة نووية في العالم على امل ان تتعض هذه القوة النووية من هذا الدرس المر الذي ولجت فيه الولايات المتحدة الاميركية بعد درس فيتنامالذي كان اكثر مرارة وقسوة لها.

الهزيمة المذلة للاميركان في افغانستان تعني هزيمة وفشل سياسات 4 رؤساء للولايات المتحد الاميركية “جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن”.

مع تكرار تساؤلات الاميركان عن جدوى حرب مدمرة استمرت عقدين من الزمن وما الذي جنت الولايات المتحدة بخسارة الالاف من ارواح جنودها (خسرت الولايات المتحدة نحو 2500 جندي ودفعت 2313 مليار دولار على مدى 20 عاما بحسب دراسة أجرتها جامعة براون الاميركية)، من المقرر ان يتوجه بايدن اليوم الثلاثاء الى الأميركيين للاجابة على هذه التساؤلات ولن يكون الظفر حليفه مطلقا بعد الخسائر التي لا تعد ولا تحصى التي جاءت نتيجة الغباء ورعونة قادة اغتروا بما يملكون من اسلحة دمار شامل لن تنفعهم الى مال نهاية في غزوهم هذا البلد.

اقلاع الطائرة الاخيرة

أمس الاثنين عند الساعة 19,29 ت غ و23,59 بتوقيت افغانستان، أعلن الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي مسؤول القيادة المركزية التي تشمل أفغانستان، اقلاع “وبعد أسبوعين من عمليات الإجلاء التي اتسمت بالفوضى”، آخر طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 من مطار كابول، بعد ان تضررت ماديا وخسرت سمعتها لعجزها عن توقع السيطرة السريعة لحركة طالبان على البلد (ولم تتوقع انهيار الجيش والحكومة الافغانيين بهذه السرعة ووصول طالبان الى السلطة بعد استيلائها على كل المدن الكبرى في عشرة أيام) ولعجزها في إدارتها لعمليات الإجلاء بسبب الخوف الذي كان يتملك الجنود الاميركان وهم يهربون من مستنقع افغانستان وبسب خوف المتورطين مع قوات الاحتلال من الافغانيين الذي يتوقعون تصفيتهم بسبب تعاونهم مع اعداء البلد.

تقول الوكالة الفرنسية للانباء، انه منذ 14 آب/اغسطس وعلى مدى 18 يوما، قامت طائرات الولايات المتحدة وحلفاؤها بإجلاء أكثر من 123 ألف مدني عبر جسر جوي من مطار حميد كرزاي الدولي في كابول بحسب البنتاغون.

الظلم ظلمات ولكل ظالم نهاية

المسلحون الافغان رددوا في قمة ابتهاجهم بطرد الاميركان مقولتهم التي يجب تخليدها في التاريخ وتؤطر في خلايا عقول اي قوة تريد الاعتداء والاحتلال والظلم في الارض ان لكل ظلم نهاية ولكل ظالم مهمى طغى وتفرعن خاتمة مذلة وانكسار مهين، وان دار الظالم ظلام ولو بعد حين وويل للظالم من يوم المظلوم، رددوا قولهم “لقد هزمنا القوى العظمى. أفغانستان هي مقبرة القوى العظمى”.

المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال للصحافيين بعد ساعات من دخول الحركة المطار أن “الهزيمة الأميركية درس كبير لغزاة آخرين ولأجيالنا في المستقبل إنه أيضا درس للعالم”.

وماذا بعد؟

اميركا ولعظم هول فاجعة الهرب والفرار والخوف من الانتقام الذي عادة ما يلاحق المعتدين تركت عشرات الطائرات والمروحيات التي منحتها واشنطن للجيش الأفغاني، فارغة بعدما أعطبتها القوات الأميركية قبل انسحابها.

** اعطبت ايضا حوالى 73 طائرة بعد نزع اسلحتها وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى، ذلك ما اكده قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحافي مؤكدا أن “هذه الطائرات لن تحلّق مرة أخرى” و”لن يتمكّن أحد من استخدامها”.

** حُطّمت نوافذ قمرات القيادة في الطائرات وثُقبت إطاراتها.

** عطّل الجيش الأميركي أيضا 70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام “تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار”..

** عطلت 27 مركبة هامفي مدرّعة خفيفة ذلك في “ختام جسر جوي أقيم على مدى أسبوعين وسمح بإجلاء حوالى 123 ألف شخص من البلاد، معظمهم أفغان”.

** دمّرت الولايات المتحدة أيضاً منظومة دفاع صاروخية من طراز “سي-رام” نُصبت لحماية مطار كابول، وهي المنظومة التي اعترضت الإثنين خمس هجمات صاروخية شنّها ما تسمى بـ”تنظيم الدولة الإسلامية” على المطار”.

** الاميركان “فككوا هذه الأنظمة” وهو “إجراء معقّد ويستغرق وقتا طويلا”، لذلك قاموا بـ”نزع سلاحها حتى لا يتمّ استخدامها مرة أخرى”.

أغبى احتلال

لانه اساسا من صنع الولايات المتحدة نفسها وعملائها حكام دول عربية بعد تهيئتها والسعودية مجموعة من المقاتلين لاخراج المحتلين الروس من افغانستان، ثم انقلبوا على من صنعهم.

الاحتلال الاميركي جاء كرد على هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، التي تتهم دوائر اميركية مسؤولين سعوديين بتمويلها ورعايتها، تحول في ما بعد إلى حرب استنزاف لتفادي عودة البلاد مجددا لأن تكون لما يسمون بـ”المقاتلين الافغان”.

يؤكد سيث جونز من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، انه بعد النكسة الأفغانية “ستحجم الولايات المتحدة بشدة عن الانخراط في بناء دولة على نطاق واسع” (خارج حدودها).

نكسة افغانستان ستكبح الشهية الاميركية في الاحتلال والتوسع واضطهاد الشعوب، وعليها ان تنقل تجربتها الفاشلة الى ربيبتها المزؤوعة بالقوة في قلب العالم العربي وتقنعها بالرحيل الفوضوي قبل ان يتحقق وعد الله..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.