” كابول ليست سايغون 75.. إنها بيروت 83 ” … مقال نشر في ” واشنطن بوست ” + تعقيب أ.د. سعيد النشائي عليه
الاردن العربي – الأربعاء 1/9/2021 م …
: “واشنطن بوست – ترجمة منى فرح
https://180post.com/archives/21319
مارك أ. ثيسن، هو كاتب أميركي. في مقالته الأخيرة في “واشنطن بوست” (صفحة الرأي)، يقارن بين الإنسحاب الأميركي من كابول والإنسحاب الأميركي من سايغون، ليخلص إلى أن ما نراه “هو أسوأ بكثير من فيتنام.. إنه تكرار لبيروت 1983”!
“تمت مقارنة الانسحاب الكارثي للرئيس جو بايدن من أفغانستان بانسحاب الولايات المتحدة من فيتنام. ولكن في أعقاب التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الخميس الماضي في مطار كابول، فإن ما نراه في أفغانستان أسوأ بكثير من تكرار ما حدث في سايغون عام 1975؛ هو الآن تكرار لبيروت 1983.
في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 1983، فجّر إرهابيون شاحنة مفخخة في مقر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت، ما أسفر عن مقتل 241 من أفراد الخدمة الأميركية الذين كانوا يشاركون في عملية حفظ السلام هناك. بعد ثلاثة أشهر، وبعد أن فشل في الانتقام بأي طريقة ذات مغزى، سحب الرئيس رونالد ريغان جميع القوات الأميركية من بيروت. كان لقرار ريغان بالفرار من لبنان عواقب وخيمة. حاول أسامة بن لادن تكرار مشهد تفجير مقر مُشاة البحرية في بيروت بتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، ثم تخطى المشهد بأشواط عندما نفذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
بعد سنوات، استشهد بن لادن بـ”هزيمة القوات الأميركية في بيروت” في إطار سعيه لتقديم بُرهان على أن الولايات المتحدة كانت ضعيفة، وأنه إذا ضربنا “تنظيم القاعدة” بقوة كافية، فقد نضطر إلى التراجع والانسحاب. كما أعلن أن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه في الصومال، “حيث إنهزمت وأُصيبت بخيبة أمل زائدة، وخلفت وراءها الفشل الذريع”. وقال بن لادن أيضاً إن الولايات المتحدة “لم تُحقق شيئاً في الصومال. لقد إنسحبت أسرع مما كان يتخيله الناس. وفي نهاية المطاف، ستنسحب من أفغانستان بطريقة مماثلة”.
الآن، بايدن يُحقق نبوءة بن لادن. باستثناء هجوم يوم الخميس، لم نعد ببساطة نُسلم البلد لأعدائنا، كما فعلنا في فيتنام. نحن الآن نغادر تحت النار، كما فعلنا في بيروت. وإذا ما انسحبنا من أفغانستان في 31 آب (أغسطس)، وذيلنا بين أرجلنا، كما هو مقرر، فسوف نُرسل إشارة ضعف مؤكدة سيلتقطها الإرهابيون في جميع أنحاء العالم، وستكون بالنسبة لهم مصدر إلهام، مثلما ألهم انسحابنا من بيروت أعداءنا لمهاجمة الولايات المتحدة في 11 أيلول (سبتمبر).
بايدن يُحقق نبوءة بن لادن. لم نعد ببساطة نُسلم البلد لأعدائنا، كما فعلنا في فيتنام. نحن الآن نغادر تحت النار، كما فعلنا في بيروت. وإذا ما انسحبنا من أفغانستان في 31 آب، وذيلنا بين أرجلنا، كما هو مقرر، فسوف نُرسل إشارة ضعف مؤكدة سيلتقطها الإرهابيون في جميع أنحاء العالم، وستكون بالنسبة لهم مصدر إلهام، مثلما ألهم انسحابنا من بيروت أعداءنا لمهاجمة الولايات المتحدة في 11 أيلول
بدلاً من الإنسحاب السريع، نحتاج إلى استعراض فوري للقوة:
أولاً، يجب إبلاغ حركة طالبان بأن الولايات المتحدة تُحملها مسؤولية هجوم يوم الخميس. فهي التي حاصرت المطار بحلقة واسعة من نقاط التفتيش. وهي التي سيطرت على مداخل المطار ومخارجه، وتحكمت بقرار من يحق له الدخول ومن لا يحق له. لقد منعت الأميركيين والأفغان على حدٍ سواء من الوصول إلى المطار- ولكن بطريقة ما عَبَرَ المُفَجّرون، ونفذوا عملهم الإرهابي. وسواء كان السماح للمُفَجّر بالدخول إلى المطار متعمداً أو ببساطة فشلاً أمنياً، يجب أن نُخبر طالبان بأنها فشلت في الوفاء بالتزامها بتأمين المطار – وبالتالي فهي مسؤولة عن مقتل أكثر من عشرة جنود أميركيين.
ثانياً، يجب أن نُبلغ طالبان أنه نظراً لأن فشلها في منع وقوع الهجوم أدى إلى تأخير الإخلاء، فلن نُغادر في 31 آب (أغسطس) – ولن نُحدّد موعداً تعسفياً آخر للانسحاب. سنرحل فقط بعد إجلاء كل الأميركيين وكل حليف أفغاني – وليس قبل ذلك بلحظة واحدة. سوف نبقى طالما يتطلب أمر تنفيذ هذه المهمة بقاءنا. يجب أن نوضح أن هذا ليس طلباً. وأنه ليس لهم أي رأي في هذه المسألة.
ثالثاً، يجب أن نُبلغ طالبان بأنه بما أنها فشلت في إنشاء محيط آمن في مطار كابول، فإننا سنفعل ذلك. نحن أيضاً نُعيد السيطرة على قاعدة باغرام الجوية بحيث يكون لدينا مطار آخر لاستخدامه في عمليات الإجلاء. وسوف نقوم بمهمات في جميع أنحاء البلاد لانقاذ الأميركيين وحلفائهم الأفغان الذين تقطعت بهم السبل. وأي تدخل في هذه العمليات سيكون له عواقب وخيمة.
أخيراً، يجب أن تأخذ العدالة مجراها، وفوراً، بحق أولئك الذين هاجموا القوات الأميركية. في خطاب ألقاه بعد ظهر يوم الخميس، حذر بايدن الإرهابيين، قائلاً: “سوف نُطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن”. سيكون من الصعب القيام بذلك إذا سحبنا جميع قواتنا من البلاد يوم الثلاثاء المقبل.
الدرس المُستفاد من بيروت هو أن الضعف يستفز العدو – وأنه عندما تهرب الولايات المتحدة بعد كل هجوم إرهابي، فإن النتيجة لن تكون الأمن والأمان، بل المزيد من الإرهاب
فبينما وعد بايدن بالرد، كان قراره تسليم قاعدة باغرام الجوية إلى طالبان هو الذي سمح لها بفتح أبواب السجن هناك، وإفلات 5000 إلى 7000 سجين – الذين وبمجرد أن أصبحوا أحراراً صاروا مصدر تهديد للقوات الأميركية أثناء انسحابها. كانت زنزانات سجن باغرام تضم عدداً من كبار القادة الإرهابيين وأخطرهم – من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة وغيرهما. وكانت تلك الزنزانات مُحاطة بإجراءات أمنية مُشددة. فإذا ثَبُتَ أن أياً من هؤلاء السجناء كان متورطاً في هجوم يوم الخميس، فسيكون ذلك بمثابة لائحة اتهام قاسية لقرار بايدن بالتخلي عن باغرام قبل انسحابنا.
إقرأ على موقع 180 الحريري وباسيل يستنجدان بالخواجة: الحكومة مؤجلة!
ولكن بدلاً من تنفيذ عقاب ملائم، استخدم بايدن هذا الهجوم المُميت كمبرر للالتزام بالموعد النهائي للإنسحاب من أفغانستان الذي حدَّده في 31 آب (أغسطس)، معلناً أن هذا هو “سبب عقدي العزم على وضع حدّ زمني لإنهاء مهمة الإنسحاب”. بعبارة أخرى، لقد نجح الإرهابيون: بقتلهم للأميركيين، عززوا تصميم بايدن على الإنسحاب بأسرع ما يمكن!
إذا فشل بايدن في الرد بحزم على هذا الهجوم، ومضى في قراره تنفيذ الانسحاب الكامل يوم الثلاثاء المقبل، فسوف يُشجّع أعداءنا على تنفيذ المزيد من الهجمات المميتة بمجرد مغادرتنا أفغانستان. القيام بذلك سيكون بمثابة تكرار للأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في بيروت قبل أربعة عقود. الدرس المُستفاد من بيروت هو أن الضعف يستفز العدو – وأنه عندما تهرب الولايات المتحدة بعد كل هجوم إرهابي، فإن النتيجة لن تكون الأمن والأمان، بل المزيد من الإرهاب”.
(*) الترجمة نقلاً عن “واشنطن بوست“.
******************************************************
تعقيب أ.د. سعيد النشائي …
مقال رديء وضعيف ومتخبط للواشنطن بوست لا يقل في ذلك كله عن بلده الاستعمارية النازية الآيلة للسقوط أمريكا. الخروج من أفغانستان ليس مثل الخروج من سايجون عام 1975 ولا الخروج من بيروت عام 83 أنه مثل الخروج من أفغانستان عام 2021 وبداية الخروج الملحوظ والمؤثر لأمريكا النازية من السيطرة على العالم ونهبة واضطهاده والذين هم تخصصها سواء تحت حكم الديمقراطيين أو الجمهوريين. الاستعمار الاستيطانى النازى الأمريكي المجرم داخليا وخارجيا بدأ هذه العملية ,عملية انتهاء دوره الخارجى , التى سوف تتفاعل جدليا مع انهياره الداخلى وكل ما عدا ذلك هى تفاصيل يفرضها المزاج السياسى للمحلل ويظل يصحح ويجدد فى تحليلاته دون أن يدرك الحقيقة الأكثر عمومية ويدركها فقط التحليل العلمى المادى المبنى على أساس المادية التاريخية أحد الأركان الأساسية للماركسية. الواشنطن بوست بجهلها لا تدرك حقيقة أن المنظمات الإرهابية هى صناعة أمريكية حتى وإن جرت تمثيلات الصراع الزائف بينهم والحقيقة التى لا تقبل الجدل هى أن أعداء البشرية وحركات التحرر هم الإمبريالية والصهيونية وعملائهم وأدواتهم الإرهابية المجرمين مثلهم.إن تفجير المارينز الأمريكان فى ميناء بيروت فى أوائل ثمانينات القرن المضى كان عن طريق أبطال حزب الله الذين كان يطلق عليهم وقتها ” جماعة المحرومين” على ما أذكر. وانفجار مطار كابول من بضعة أيام قامت به جماعة داعش والذى قامت أمريكا بنقل آلاف منهم من سوريا لشمال أفغانستان فى نفس الوقت تقريبا . طالما ظلت الرأسمالية و الإمبريالية وصناع السلاح وتجارة سوف تستمر مسرحية الحروب الشريرة حتى لو اضطروا لحروب بين الجماعات الإرهابية وبعضها. أليست حرب آل سعود وآل سلمان حرب أرهابية منهم كأرهابين ضد الشعب اليمنى المسكين وإذا أنتهت هذه الحرب فسوف تختلق الرأسمالية والأمبريالية وأسيادهم حرب بين تنظيمات أرهابية كلهم من صنعهم. لذلك فإن عدو الشعوب والسلام والحرية هم الإمبريالية وأسيادهم صناع السلاح. مقدمة بسيطة أولية لموضوع هام مرحبا بكل الانتقادات والمناقشات الموضوعية, المهذبة بالطبع
ا.د.م.سعيد النشائى-كندا
التعليقات مغلقة.