اسعد العزوني يحاور مؤسس حزب الحياة الأردني، ظاهر عمرو

الأردن العربي – الاثنين 6/9/2021 م …

مؤسس حزب الحياة ظاهر عمرو:




– الأردن يعمل على رأب الصدع العربي والملك يتحرك على هذا الأساس

– المقاومة الفلسطينية في غزة هي الثلث المعطل لأي قرار ضد القضية الفلسطينية

– العرب موزعون على 22 زعيما بينما كتل الإقليم الأخرى كل كتلة ممثلة بلسان واحد

– زيارة هنية ومشعل للأردن إنسانية ونتمنى ان يتبعها زيارات سياسية

– معركة سيف القدس الأخيرة زعزعت الكيان الصهيوني

– الشعب الفلسطيني مجمع على الوصاية الهاشمية على المقدسات حتى التحرير

– تحالف نتنياهو ترمب كوشنير كان يستهدف الأردن بدعم من قوى إقليمية

– الملك وبايدن تجمعهما علاقة صداقة حميمة

حاوره :أسعد العزّوني

 قال الناشط السياسي /مؤسس وأمين عام حزب الحياة الأردني سابقا السيد ظاهر عمرو،أن الأردن يعمل على رأب الصدع العربي، وأن تحركات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين تنطلق من هذا الأساس، مضيفا أن الأردن تنفس الصعداء بعد رحيل التحالف الثلاثي ترمب ونتنياهو وكوشنير وبعض القوى الأخرى، وأن صداقة حميمة تربط جلالة الملك  مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي إستقبل جلالته كأول زعيم عربي. 

وأوضح عمرو في حوار خاص أن المقاومة الفلسطينية في غزة هي الثلث المعطل لأي مشروع ضد القضية الفلسطينية، مؤكدا أن زيارة قائدي حركة حماس هنية ومشعل للأردن إنسانية، ونتمنى ان يتبعها زيارات سياسية لاحقا. 

وتاليا نص الحوار:

**    هناك حراك أردني إشتمل مؤخرا على قمتي بغداد وقمة موسكو وقمة القاهرة …ماذا تقرأ من هذا الحراك ؟

—  يعمل الأردن جادا على رأب الصدع العربي، وأؤكد أن تحركات جلالة الملك تنطلق من هذا الأساس، إذ شارك في مؤتمر مشروع الشام الجديد ومؤتمر التعاون والشراكة في بغداد، وكذلك قمة موسكو مع الرئيس الروسي بوتين، واليوم شارك جلالته في مؤتمر القاهرة الثلاثي مع الرئيسين السيسي وعباس لبحث تطورات القضية الفلسطينية ومناشدة الرئيس بايدن الوفاء بوعوده تجاه القضية الفلسطينية.

ما يؤرق الأردن بإستمرار ويؤثر على سياسته، هو أن العرب يتوزعون على 22 زعيما، بينما كتل الإقليم الأخرى مثل إيران وتركيا  والعدو الصهيوني لكل منهم لسان واحد يتحدث بإسمهم، والأغرب أننا لا نستطيع جمع الزعماء العرب  على قرار مشترك، ولذلك نرى صانع القرار الأردني  يتصرف وكأنه يمشي وسط حقل ألغام، علما أننا لا نستطيع تحمل تبعات إنفجار أي لغم في وجهنا ،وعليه فإن جلالة الملك يعمل على الموازنة بين هذه المتناقضات وبين رؤية شعبه وبين قدرته على اتخاذ القرار.

تكمن مشكلة العرب الحقيقية في وجود الإحتلال الصهيوني لفلسطين، ولا نستطيع تغيير هذا الواقع لتحكم إسرائيل فيه، إلا بطريقتين الأولى: زوال إسرائيل

والثاني: قرار سياسي وإقتصادي واحد مشترك للأمة العربية ، وإلا بقينا نخضّ اللبن  بدون زبدة إنتظارا للحتمية التاريخية،وأعتقد ان زوال اسرائيل أقرب للواقع من اجتماع الأمة العربية على قرار واحد.

أما ما يصدر من قرارات عن هذا المؤتمر أو ذاك، فإنها لن تمر بدون موافقة الشعب الفلسطيني ،وستبقى المشكلة قائمة، لأن الشعب الفلسطيني مظلوم ومشرد ومتمسك بأرضه وحقوقه ،وهذا ما يحرص عليه جلالة الملك وهو الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني،ونراه يحمل القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية، وينافح عن الحق الفلسطيني.

 

**كمراقب كيف ترى زيارة القائدين في حماس هنية ومشعل الأخيرة للأردن؟

  هذه الزيارة كانت انسانية وبتوجيه من جلالة الملك للأجهزة الأمنية، للمشاركة في تشييع جثمان الناطق السابق بإسم حماس المرحوم المهندس إبراهيم غوشة، وكان لتلك الزيارة تأثير طيب في نفوس أبناء حماس ومناصريها، وعبر عن ذلك هنية ومشعل بتوجيه الشكر  للجميع في الأردن ابتداءا من جلالة الملك، والتعبير عن الموقف السياسي  الحقيقي، ورفض الحل على حساب الأردن، ورفض الوطن البديل وتوطين الفلسطينيين في الأردن، وأكدا أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، وهذا ما يجمع عليه كافة الأردنيين والفلسطينيين.

أتمنى أن هذه الزيارة الإنسانية يتبعها لاحقا زيارات سياسية للتنسيق، ونحن من جهتنا نرغب بأردن صفر مشاكل ،ضمن ثوابت الأردن ومصالحه، وقد جاءت زيارة هنية ومشعل للأردن بعد معركة سيف القدس التي حدثت في أيار الماضي وزعزعت الكيان الصهيوني، وكانت الحدث الأبرز الذي دب الرعب في نفوس الصهاينة منذ إغتصاب فلسطين قبل 73 عاما، ولم تستطع السي آي إي ولا  الأجهزة الإسرائيلية ولا حتى عملاء إسرائيل في غزة توقعها، وقد فوجئت أمريكا وإسرائيل بها.

 

**لا حظنا مؤخرا ضغوطا شديدة على الأردن للتخلي عن الوصاية الهاشمية ،كيف تقرأ هذا الملف؟

خلال تأبينهما للمرحوم غوشة في مقبرة شمال عمان، أكد هنية وعباس على موقف الشعب الفلسطيني المتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس حتى التحرير الكامل والإستقلال، ولا يوجد بديل عنها، وهذه رسالة أردنية –فلسطينية مشتركة للمتربصين بالأردن وفلسطين،ألا يقتربوا من عش الدبابير هذا.

 

** كناشط ومراقب كيف تقرأ المشهد العام في الإقليم والعالم وتأثيره على الأردن والقضية الفلسطينية؟

لا أحد ينكر أن الأردن تنفس الصعداء برحيل تحالف الشر الثلاثي ترمب ونتنياهو وكوشنير عن المسرح السياسي، لأن هذا التحالف  وبدعم من بعض حكام الدول العربية ،ذهب بإتجاه الإستغناء عن الدور الأردني ،ولذلك كان المشهد مؤلما للأردن والمنطقة العربية برمتها، لأنهمم إستهدفوا  المقدسات والقضية الفلسطينية ،وكانوا يعتقدون أن الخلاص من الدور الأردني، يساعدهم في تحقيق صفقة القرن التي كانت تستهدف القضية الفلسطينية والأردن الرسمي على حد سواء، وقد تصرف نتنياهو مع الأردن بطريقة فجة وخاصة في قضية مقتل الأردنيين في السفارة الإسرائيلية وإستقباله القاتل وترتيب موعد له مع صديقته إضافة إلى تعنته في قضية المياه، وكذلك ترمب الذي كان يعامل الأردن بقسوة، ولا ننسى أن نتنياهو كان يهين كلا من الرئيس أوباما ونائبه آنذاك بايدن بزيارة أمريكا ولقاء الكونغرس بدون علمهما أو الإستئذان منهما، ولذلك كان الفرج كبيرا عندما جاء بايدن الى الحكم، مع انه أكبر صهيوني في حكام أمريكا ولكن ليس لحساب نتنياهو بل لمصلحة إسرائيل، وكان نتن ياهو يعمل لتحقيق مصالحه الشخصية بعيدا عن مصالح إسرائيل،وكان يستفز الأردن بإستمرار .

وبسبب علاقة الصداقة الحميمة بين كل من جلالة الملك والرئيس بايدن ، قامت السفارة الأمريكية بتسليم الحكومة الأردنية ملف قضية الفتنة التي كانت مرتبة من قبل التحالف الثلاثي وداعميهم في المنطقة، ولاحظنا ان بايدن صفع نتنياهو عندما لم يحادثه طيلة أول 45 يوما لإستلامه الحكم، لكنه ولخوفه على مستقبل إسرائيل إبان معركة سيف القدس،إتصل به 6 مرات خلال أسبوع واحد وأقنعه بوقف الحرب خوفا من انهيار إسرائيل، وأعتقد ان وجود بايدن الحريص على إسرائيل ،وإيمانه بدور الأردن في تحقيق الإستقرار في المنطقة، سيؤدي إلى  حدوث بعض الإصلاحات  السياسية والإقتصادية في الأردن، بدليل تشكيل اللجنة الملكية للإصلاح ،والحديث عن إستغلال حقلي حمزة والريشة والنحاس في ضانا.

أستطيع القول أن غزة حاليا تقود القرار السياسي الفلسطيني المستقل، وأن المقاومة فيها بمثابة الثلث المعطل لأي قرار دولي يتم إتخاذه بعيدا عن مصالح الشعب الفلسطيني، في حين ان ماجرى في أفغانستان يشكل نهاية مذلة للإحتلال الأمريكي لهذا البلد قبل عشرين عاما، وقد خسرت أمريكا عالميا  وانخفض رصيدها، وهو ما لم يحدث إبان خروجها المذل من فيتنام، وأتوقع تغيرا ملحوظا في سياستها  في المنطقة ،بسبب بروز قوى عالمية أخرى مثل روسيا والصين وإيران ،وستستخدم معنا الجزرة بدلا من العصا ، لفشل العصا في أفغانستان وفي كل موطئ تدخلت به أمريكا.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.