اردوغان يتقمص شخصية الشرطي الدولي خدمة لواشنطن/ كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 8/9/2021 م …
نقلت وسائل الاعلام خبرا عن سفير تركيا في بغداد مفاده ان الرئيس التركي اردوغان سيزور العراق قريبا تزامن ذلك مع انباء ترددت مفادها ان العراق اخذ يدعوا تركيا السماح بحصته من مياه دجلة والفرات التي تستغلها انقره خلافا للمواثيق الدولية عبر سدود اقامتها على مجرى النهرين مما الحق ضررا كبيرا بالعراق وسورية ايضا.
نتمنى ان يتصرف اردوغان بعيدا عن الحماقات والاستخفاف بالاخر ومحاولة فرض نفسه “شاهنشاه جديد” في المنطقة مستغلا ضعف البعض من حكوماتها وبذريعة محاربة الارهاب الكاذبة تحتل القوات التركية اراضي عراقية وسورية وهي ذات الاكذوبة التي تستغلها الولايات المتحدة لابقاء قواتها في العراق وسورية .
والملاحظ ان اردوغان اخذ يسعى الى ابعد من ان يكون ” شاهنشاه جديد” لانه بات يحلم ب” بالسلطنة ” وان كل سياسته وعجرفته تاتي في خدمة المخططات الامريكية لاسيما وقد تجاوز خطوطا روسية حمراء جراء اكاذيبه في سورية بعد ان ابقى على ” جماعات مصنفة ارهابية في محافظة ادلب السورية دون ان يلتزم بتعهداته التي قطعها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفرز الارهابيين عن غيرهم بالرغم من ان جميع المسلحين الموجودين في ادلب بصورة غير شرعية يتمتعون بحماية الاستخبارات التركية .
كما اخذ يتمدد اكثر من ذلك في مناطق قريبة من روسيا عندما اجرت تركيا مناورات عسكرية مع اذربيجان في مناطق ناغورني كارباخ قرب حدود ارمينيا فضلا عن مواقفه التي باتت تستفز موسكو منها موضوع ” شبه جزيرة القرم التي انضمت الى روسيا عام 2014 باستفتاء شعبي .
نتمنى ان لا يضع اردوغان في باله وهو ينوي زيارة العراق ذلك المشهد الذي ” صفف فيه” ربطة الكاظمي” حين زار تركيا باستهانة واضحة تحمل اكثر من معنى لان الكاظمي وجميع الموجودين في السلطة التي اعقبت الغزو والاحتلال لايمثلون شعب العراق وان وجودهم املته عملية الغزو عام 2003 والظروف غير الطبيعية التي اعقبت ذلك ولابد ان ياتي يوما تغيب فيه هذه الحفنة المنتفعة والمتواطئه مع الاجنبي عن وجه العراق ليبق ناصعا .
وليس اتهاما لاردوغان من انه يسعى الى البروز” كسلطان” خدمة للولايات المتحدة لان ذلك حقيقة تؤكدها سياسته فواشنطن صامتة تماما على تهوره واستهتاره سواء في العراق او سورية او ليبيا وغيرها مما يعني انها راضية على ما فعله سواء في منطقتنا اوغيرها وهاهو يسعى لمد انفه في افغانستان او مناطق ما وراء القوقاز القريبة من روسيا وحلفائها بموافقات امريكية .
كم من المرات ننبه ” العينات التي تحكم العراق ” من ان ارغام تركيا على الاقرار بحقوق العراق المشروعه في مياه دجلة والفرات لن ياتي ب” الحرب” فهناك الميزان التجاري والاقتصادي الذي يميل بكفته لصالح تركيا وبمليارات الدولار .
ان اعادة النظر بذلك وحده كفيل بان ترضخ انقرة لمطالب العراق المشروعة بالرغم من اننا لازلنا نؤمن ان هناك رجالا في العراق بامكانهم ان يضعوا حدا للاستهتار التركي لكننا لانعني اولئك الذين ” يسمحون لاردوغان وغيره ان يمس ياخات قمصانهم ليصففها لهم .
روسيا في خطوة بسيطة تمثلت بتقليص حركة الطيران الذي ينقل سواحا الى المنتجعات التركية ارغمت انقرة على ارسال وفد الى موسكو لتتراجع عن موقفها لكن روسيا فتحت ممرا اخر الى مصر للسياحة وابقت على رحلات سياحية محددة مما الحق ضررا كبيرا بالاقتصاد التركي وتدهور سعر الليرة جراء ذلك.
تركيا تقتات على الازمات في الدول الاخرى وتؤجج الصراعات فيها وتتدخل من اجل خلق ازمات تستثمرها لصالحها وهاهي سورية التي تعرضت لحرب كونية ارهابية شاركت فيها تركيا لتستثمر ” وجود اللاجئين السوريين” بالحصول على مليارات الدولارات سواء من الاتحاد الاوربي جرا ابتزازه او من منظمات تابعة للامم المتحدة.
الاقتصاد والتجارة كفيلة بجعل اردوغان يرضخ للمطالب العراقية المشروعة.
فهل انتم على استعداد لذلك ايها القابعون في المنطقة الخضراء وهل لديكم الاستعداد لمواجهته مواجهة الرجال وان اردوغانقادم للعراق.
التعليقات مغلقة.