الملعقة بين ونستون تشيرشل ومعتقلي جلبوع الفلسطينيين / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 8/9/2021 م …
بعيدا عن إستخدامات الملعقة أو “الخاشوقة” كما تسمى بالعامية في الطعام ،وإنها جاءت بديلا لليد التي تعد صحية في تناول الطعام ،لأنها تفرز أنزيمات مفيدة أثناء تناول الطعام بواسطتها،وهي تطور حضاري على أساس أن الحضارة هكذا،ويقال أيضا أن فلانا ولد وفي فمه ملعقة من ذهب،كناية عن الثراء والغنى.
دخلت الملعقة التاريخ مرتان الأولى عندما إتكأ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الداهية ونستون تشيرشل على جنبه ،وأخذ بتفريغ مياه البانيو بإستخدام الملعقة،تعبيرا عن تصميمه وحنكته ودهائه وطول نفسه،في رسالة نافرة الحروف إلى خصومه وأعدائه.
أما المرة الثانية التي دخلت فيها الملعقة التاريخ وأصبحت مكون خبر أساسي ،فهي قبل يومين عندما قيل أن ستة معتقلين فلسطينيين محكوم عليهم في المؤبد كانوا يقبعون في أكثر معتقل أمني إسرائيلي وهو معتقل جلبوع القرب من بيسان ،وجاء في الخبر إن هؤلاء المعتقلين إستخدوا ملعقة لحفر النفق الذي قادهم إلى الخارج وطوله 45 مترا،وفعلوا ذلك تعبيرا عن تصميمهم على نيل الحرية ،وعن طول نفسهم وتحديهم للإحتلال.
القصة وما فيها أن ستة من المعتقلين الفلسطينيين في هذا المعتقل الأمني ومن ضمنهم خمسة من معتقلي حركة الجهاد،ومحكوم عليهم مدى الحياة ،ومصنفون أنهم خطرون وقابلون للهرب،قاموا بتحرير انفسهم من خلا حفر نفق بدأوه من تحت المغسلة،ولا نعلم كم إستغرقت مدة الحفر،لكن الثابت انهم إستخدوا الملعقة،ووضعوا مستدمرة الخزر في مأزق داخلي وخارجي،ولم تعد تعد حتى في نظر مستدمريها بأنها الدولة القادرة على حماية مستدمريها،كما أن الرأي العام العالم لم يعد ينظر إليها بعين الإعجاب ،خاصة بعد ما تعرضت له في معركة سيف القدس الأخيرة التي بدت وكانها غابة جافة تشهد الحرائق المتتالية.
الغريب في الأمر أن البعض أخذ يشكك في مصداقية العملية ،ويروي روايات ما أنزل الله بها من سلطان ،ومع ذلك نقول للجميع لا يهمنا الخبر بقدر ما أفرحتنا تداعيات العملية على مستدمرة الخزر.
التعليقات مغلقة.