يا زكريّا ( شعر ) / حيدر محمود
«إلى أبطالنا الذين كنا نحلمُ بهم من زمان»
(1)
يا أيُّها المُهْرُ الذي نَبَتتْ قوائِمُهُ
بلا خوفٍ،
وطارَدَ في ملاعِبهِ، بلا زَيْفٍ
ولم يَرْضَعْ حليبَ «وكالةِ الصَّدقَاتِ»
لم يتعاطَ -مِثْلَ ذَويهِ-
عُشْب المُستحيلْ!
أُكْتُبْ على الحيطانِ: بعد الآنِ ما من مُسْتَحيلْ!!
حَمْحِمْ لتتبعَكَ الخيولْ
حَمْحِمْ.. فقد تَعِبَتْ حوافِرُها
من القيدِ الذي حَمَلْتهُ: جيلاً بعدَ جيلٍ،
بعد جيلْ!
وارْجُمْ تُصبْ -أَنّى رَجَمْتَ-
رُؤوسَ من ضَلّوا السَّبيلْ
ونفوسَ مَنْ لم يؤمنوا أنَّ الفلسطينيَّ
لا يَفْنى.. وأَنَّ الأمّهاتِ
يَلِدْنَ.. في كلِّ الفصُولْ!
واكتُبْ على الحيطانِ:
بَعْدَ الآن.. لن يبقى دَخيل!!
(2)
(كفى انتظاراً لكذّابينَ، ليس لهم
قضيةٌ.. غيرَ أنْ تَبقى لهم دُولُ!
وأن يظلَّ لهم «نَفْطٌ» ولو غَرِقوا
به.. ولو بلظى نيرانِهِ اشْتعَلوا!
فَهُمْ يُريدونَنا «مَبْكى»، يُلاذُ بِهِ
إذا أرادوا دموعاً، فَاضَت المُقل..
وإنْ أرادوا دماءً يَغْسلون بها
عارَ انْكِساراتِهم.. غُصَّتْ بها السُّبُلُ!
ويَغْضبونَ إذا بُحْنا.. وإنْ سمعوا
لهاثَ أنفاسِنا، صاحوا بنا: اعْتَدلوا!
وما سوى الموتِ يخْشى.. وَهْوَ مُنْقذُنا
من الهوان الذي ما عادَ يُحتمَلُ!!
إنّا لنُعْلنُ أنّا وَحْدَنا وعلى
حجارة الأرض -بعد اللهِ- نَتَّكْلُ!!)
التعليقات مغلقة.