من اغتال المجاهد ذو الفقار… اصابع الاتهام تتجه نحو دول عربية خليجية

 

السبت 4/6/2016 م …

الأردن العربي …

هل تم اختراق حزب الله على الساحة السورية ؟

قذيفة أطلقت على مقر لحزب الله قرب مطار دمشق اصابت المقر، وادت الى استشهاد القائد الميداني مصطفى بدر الدين المعروف باسم “ذو الفقار”. هذا ما اعلنه حزب في بيان حول نتائج اغتيال المجاهد الكبير بدر الدين مساء الخميس الموافق 12/5/2016. وقد شارك في مراسم تشييع جثمانه الآلاف من انصار حزب الله يتقدمهم نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم. وكان الشهيد القائد عماد مغنية قد اغتيل ايضا في اوائل عام 2008 اثناء تواجده السري في العاصمة السورية دمشق.

سؤال يُطرح بعد كل اغتيال: من اغتال بدر الدين أو مغنية؟ في التحقيق حول اغتيال مغنية تبين ان الموساد الاسرائيلي هو الذي خطط ونفذ العملية الجبانة بمساعدة من دبلوماسي سعودي نقل القنبلة الذكية المستخدمة في التفجير. ونتائج التحقيق ساهمت في توتر العلاقات بين السعودية وسورية، وقد قاطعت السعودية والكويت حضور مؤتمر القمة العربية الذي عقد في اواخر شهر آذار 2008، وقد مثلت في القمة بمستوى سفير فقط. وعقب الاغتيال، طلبت الكويت والسعودية من العاملين في سفارتيهما في بيروت مغادرة لبنان خوفا من رد فعل قوي، لكن “حزب الله” ضبط أعصابه كالعادة، ولم يقم بأي عملية اعتداء احتراماً لسيادة الدولة اللبنانية وحفاظاً على الاستقرار الامني فيها.

لكن اغتيال بدر الدين كان مختلفا، وذلك باياد مأجورة ارهابية متواجدة في منطقة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، وهذه القذيفة قد تم اطلاقها عبر احتمالين: الاول كانت لتدمير المقر لحزب الله دون معرفة من يتواجد فيه، والثاني ان الاوامر صدرت الى هذه الجهة لاطلاق القذيفة على المقر بعد توفر معلومات حول تواجد القائد بدر الدين فيه.

والشيء المهم ان القذيفة لم تكن عشوائية كما يدعي بعضهم، لانها وجّهت نحو مقر حزب الله قرب مطار دمشق، مما يعني ان هناك جهة استخبارية ما وفرت المعلومات لهؤلاء الارهابيين، فقاموا بتنفيذ مهمتهم القذرة.

والغريب ان هذا الاغتيال تم بعد أن اتخذت دول الخليج العربي قراراً باعتبار “حزب الله” منظمة ارهابية وليست منظمة جهادية مقاومة للاحتلال، وهذا يعني ان استخبارات دول الخليج تعمل بالتعاون مع المخابرات الاميركية في رصد تحركات مقاتلي ومجاهدي حزب الله على الاراضي السورية، ويعني ايضا ان حزب الله مستهدف من قبل دول الخليج العربي وخاصة السعودية وقطر والكويت والبحرين اضافة الى اسرائيل.

اختراق للحزب في سورية

واستناداً لمصادر استخبارية وتقارير صحفية في اسرائيل والخليج العربي، فان حزب الله مخترق على الساحة السورية لان مخابرات دول عديدة تعمل هناك لدعم الارهاب والارهابيين بأمل ضعيف وفاشل في تدمير الدولة السورية، وتمزيق سورية وتقسيمها وادخالها في اتون نار مدمرة. وهؤلاء الارهابيون الذين يقاتلون في سورية هم مدعومون بالمال والسلاح من تركيا والسعودية وقطر. وهذه الدول “مقهورة” و”غاضبة” و”فقدت اعصابها” لانها بذّرت المليارات من الدولارات لتدمير سورية واسقاط الدولة، ولكن هذا المخطط فشل فشلاً ذريعاً بصمود سورية، وقيام الجيش العربي السوري بسحق الارهابيين، والتفاف الشعب السوري حول قيادته.

من الصعب منع الاختراق نظرا لكبر مساحة سورية، ولان هناك عناصر متعاونة مع هذه المخابرات، ناهيك عن وسائل تكنولوجية رفيعة يستخدمها رجال المخبارات التابعين للدول المتآمرة على سورية، وهم يعملون ليل نهار على متابعة نشاطات الجيش وقيادته، وكذلك القيادة السياسية الشرعية، لان هؤلاء يظنون ان نجاح أية عملية اغتيال هي بمثابة انتصار ورسائل توجه أيضاً لحزب الله في التوقف عن مساندة ظهره، ظهر المقاومة اللبنانية.

لكن هذا الاختراق قد يكون محدودا، وتستطيع المقاومة التعايش معه دون تأثير على قوتها، بل ان حادثة الاغتيال قد تظهر أين هو الاختراق، وهذا يعطي الحزب الفرصة الكافية لدراسته ومنع تكراره في المستقبل. ولكن في المقابل فان قادة المقاومة يفتخرون بشهادتهم ويتمنونها عبر تصريحاتهم. وان حادثة الاغتيال لن تؤثر على رجال المقاومة بل تزيدهم صلابة وقوة ومتانة.

اهداف الاغتيال

هناك أهداف لهذا الاغتيال ومن أهمها:-

1.     التأثير “نفسياً” على مجاهدي الحزب المقاتلين على الارض السورية.

2.     اثارة موضوع مشاركة حزب الله في تصديه للمؤامرة على سورية امام الرأي العام العالمي بشكل عام، واللبناني بشكل خاص.

3.     رفع معنويات الارهابيين القتلة المتواجدين على الاراضي السورية.

4.     منح خصوم حزب الله سواء في لبنان او في العالم العربي الفرصة للتحليل وكتابة مقالات والادلاء بتصريحات ضد تواجد هذا الحزب في سورية.

5.     محاولة رفع معنويات الخصوم السياسيين لحزب الله على الساحة اللبنانية.

6.     التأكيد على ان يد بعض الدول العربية قادرة على اختراق الحزب، واغتيال قادته.

7.     محاولة ادخال لبنان في صراع داخلي باتهام حزب الله بوضع لبنان في جانب دون آخر.

8.     نشر بذور الفتنة الطائفية والدينية اذ ان الذي اغتيل هو شيعي “ذو الفقار”، في حين ان من اغتاله هم من السنة!

9.     هناك تعاون مشترك بين الارهابيين وبعض المخابرات والاستخبارات الخليجية. وان هذا التعاون لا مانع من ان يكون مدعوماً من قبل اسرائيل ما دام انه يستهدف حزب الله سواء في سورية أو لبنان أو في أي مكان من العالم العربي.

10.   رسالة واضحة ان مصطفى بدر الدين لن يكون الاخير في قائمة الاغتيال، بل ان مسلسل الاغتيال سيتواصل!

رد حزب الله

رد حزب الله على هذا الاغتيال سيكون هادئاً وفي الوقت المناسب. ولكن الخطورة تكمن في ان عدم الرد قد يفسر ضعفا، في حين انه يفسر لدى آخرين بأنه حكمة، لان الحزب لا يريد جبهات جديدة. ولكن اذا قرر وضع اي دولة تعاديه أو تعتدي عليه في مخططاته فان رده عليها سيكون مؤلماً تماما مثل رده على اسرائيل وردعه لاعتداءاتها على لبنان.. اي انه سيكون هناك رد، ولكن لا احد يتوقع متى، وكيف واين؟ وهذا سيعرفه الجميع في المستقبل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.