صورة أرض يغطيها الشوك … شرحها : قبور شهداء اليرموك في سمر الكفارات / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 17/9/2021 م …
منظر مؤلم،وفضيحة كبرى لأمة تعد نحو ملياري مسلم يولون وجوههم نحو مكة للصلاة خمس مرات في اليوم،ولديهم كتاب الله لم يفرط فيه من شيء ،وأحاديث كثيرة تحض على الحفاظ على الذات والكرامة ،ومع ذلك أهملوا تاريخهم المشرف،وأركز في هذا “الوجع” على معركة اليرموك التي قادها البطل خالد بن الوليد وسجل نصرا مؤزّرا على الرومان،وأخرجهم من المنطقة التي تحولت إلى الإسلام،وتجرأ الألمان والأوروبيون بعدها على طرد الإحتلال الروماني لبلادهم،وهم ممنون للمسلمين الذين هزموا الرومان ،وأعطوهم الدافع لتخليص أوروبا منهم.
للمرة الثانية وبمعية البروفيسور العلّامة أحمد ملاعبة الملقب ب”قيصر الصحراء”،وضمن فعاليتين تهدفات لترويج المنتوج السياحي الرهيب في الأردن للعالم،وكنّا بالأمس بصحبة أدلّاء سياحيين من جمعية أدلّاء السياحة الأردنية،فيما كانت الزيارة الأولى بمعية كل من الناشط ظاهر عمرو والبروفيسور أحمد ملاعبة ،بصحبة العديد من خريجي الجامعة الأردنية في سبعينيات القرن الماضي قبل أكثر من عام ،ورغم الفارق في الزيارتين ،فإن مشهد الألم المؤلم حتى للروح ،ما يزال على حاله،وما تزال مقبرة شهداء اليرموك في بلدة سمر الكفارات التي تضم رفاة 3 آلاف شهيد من صحابة رسول الله على حالها ،مع إننا كتبنا صرخات تسمع الصم وتوقظ جلاميد الصخور ،ومع ذلك وجدنا مقبرة شهداء اليرموك بالأمس على حالها.
بعد تأمل عن قرب وبعد أن إلتقطت صورا للمقبرة ،خطر ببالي صرخة مدوية أخرى بعنوان: صورة أرض يغطيها الشوك شرحها:مقبرة شهداء معركة اليرموك في سمر الكفارات،علّ وعسى أن تصل الصرخة للمسؤولين الأردنيين ، فما رأيناه في مقبرة شهداء اليرموك في سمر الكفارات محزن ومخز ومثير للشفقة على أمة أهملت مقابر شهدائها،لكن البعض استنفر منذ فترة لترميم أي أثر ربما يكون مزوّرا ليهودي هنا أو هناك،وبدوري أقول إن أمة تهمل قبور شهدائها لا خير فيها ولا تستحق الحياة ولن تنتصر يوما،وهي بمثابة فضيحة في التاريخ.
رسميا يمكن لنا في الأردن إعادة تأهيل هذه المقبرة والمقابر الأخرى،وترويجها إسلاميا،وسنستقبل الآلاف يوميا من السواح المسلمين،فهذه المقبرة والمقبرتين الأخريين اللتان تضمان 7 آلاف رفاة شهيد من صحابة رسول الله من الذين شاركوا في معركة اليرموك، التي إسغرقت خمسة أيام ،نجم عنها دخول كل من الحيرة والعراق ومصر وشمال إفريقيا في الإسلام،وأفشلت حروب الفرنجة الأولى،التي كانت تهدف تحت راية الصليب لنهب ثروات المنطقة.
في حال أعدنا تأهيل مقبرة شهداء اليرموك في سمر وفي المنطقة المجاورة ،فإننا سننهض بإقتصادنا ،وسنعيد شحن همم أبنائنا على الأقل بطاقة إيجابية شعارها أننا خلقنا لننتصر ،وليس لتلقي الهزائم .
التعليقات مغلقة.