تونس … غير منحاز لأحد / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 19/9/2021 م …
لأول مرّة أجد نفسي غير منحاز لأحد في المشهد السياسي ،الذي نراه منذ فترة في تونس بعد الإنقلاب الذي قاده الرئيس الذي خدعنا بقوله في حملته التطبيعة أن التطبيع خيانة ،وأطاح بالإسلام السياسي الذي يقوده المطبع الغنوشي،والتيار المطبع الذي تقوده عبير موسي في برلمان تونس،علما أن سعيّد يعد أحد مؤسسي حزب التحرير في تونس،وقد تعاطفنا معه وأيّدناه في كافة أطروحاته ومواقفه ،لكننا وبعد إنقلابه الأخير نقف حائرين ،مع من نقف وكل الأطراف الثلاثة أصبحوا خارج نطاق الرغبة.
معروف أن الشيخ راشد الغنوشي هو زعيم حركة النهضة التونسية،وقد طار على جناح التطبيع إلى واشنطن بعد الإطاحة بوكيل الموساد السابق في تونس المقبور زين العابدين بن علي،وإلتقى بقادة منظمة الإيباك اليهودية في واشنطن وألقى خطابا عرمرميا قال فيه أن بلاده تونس لا تنظر بعين العداء لإسرائيل،وهذا يعني دعوة صريحة للتطبيع الذي يسير عليه الإسلام السياسي منذ ما يطلق عليه الربيع العربي.
أما التيار البرلماني الذي تقوده اليمينية عبير موسي ،فهم لا يقل خطورة عن حركة النهضة التونسية،وتهدف هذه المقاولة إلى التطبيع مع الصهاينة وتؤيد التطبيع التهودي الذي قامت به إمارات مبز،ولذلك لسنا آسفين لا عليها ولا على الغنوشي الذي يستغل الدين لمصالح شخصية.
وثالثة الأثافي أن الرئيس قيس سعيّد الذي كان رافضا للتطبيع وأهله ،بات يأتمر بأوامر شيوخ التطبيع التهويدي وأبرزهم ولي عهد إمارة أبو ظبي الساعي ليصبح ملكا على الإمارات مبز،وهذا برأينا موقف محير ومخيف في نفس الوقت ،ولذلكك أعلنا منذ الابداية اننا ضد الأطراف الثلاثة وفي مقدمتهم الرئيس قيس سعيّد،الذي إصطف بجانب مبز الذي يقدم له الدعم اللامتناهي،بحجة عدائه للإسلام السياسي،ولم يبرر إستغنائه عن حليفته عبير موسي.
عموما لسنا آسفين على أحد منهم ،لأنهم في نهاية المطاف يمثلون حمولة زائدة على الشعب التونسي، الذي عانى كثيرا منذ الإستقلال بسبب تولي مخلفات الإحتلال الحكم في تونس، بدءا من بورقيبة وإنتهاء بسعيّد مرورا بوكيل الموساد بن علي.
التعليقات مغلقة.