الان اصبحت للامم المتحدة قيمة من وجهة نظر امريكية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 20/9/2021 م …
اللصوص والسراق والمافيات مهما اتفقوا ونسقوا بينهم وحاولوا التستر على نشاطاتهم غير المشروعة لابد وان تاتي لحظة ويندلع الخلاف بينهم وتطلع الشمس على الحرامية كما تورد الامثال وتنكشف الفضائح حتى ولو كان على الخفيف لكن تظهر الحقيقة رغم محاولات اخفائها وهاهي الحقيقة تتكرر مرة اخرى من ان الولايات المتحدة لايهمها سوى مصالحها وتتعامل حتى مع حلفائها بذات الاسلوب .
فقد حصل ذلك في افغانستان عندما لم تبلغ حلفائها بموعد الانسحاب وتكرر بطريقة اخرى في الاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وهي دول تتكلم الانكليزية لتجد لها تحالفا اشبه بالتحالف العنصري وعلى طريقة ” الانكلو ساكسون” اتفاق استفز فرنسا قبل غيرها من الدول الحليفة لواشنطن.
واعرب اكثر من مسؤول فرنسي بما في ذلك وزير الخارجية ان الاتفاق الامني الثلاثي بين” واشنطن ولندن وكامبيرا الذي لم تشعر به واشنطن حلفائها كان طعنة في الظهر ” قد يؤثر حتى على حلف ” ناتو ” العدواني” رغم تاكيد باريس على الاتفاق مع استراليا التي الغت صفقة الغواصات النووية مع فرنسا لتستبدلها بصفقة مماثلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا .
ومع قناعتنا بان مثل هذه الممارسات لن تصل الى حد القطيعة لكن بصمانها ستبقى واضحة في العلاقات بين هذه الدول وهاهي واشنطن تتجه نحو الامم المتحدة ضد فرنسا .
ومنذ سمعنا بالامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والولايات المتحدة تستغل هذين المحفلين الدوليين والمنظمات التابعة لهما من اجل تنفيذ اجنداتها ومخططاتها في العالم مثلما تفعل فرنسا وبريطانيا ايضا خلافا للاعراف الدولية والمواثيق الموقع عليها من الدول التي اسست عصبة الامم ثم الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية من بينها الولايات المتحدة .
اي ان الولايات المتحدة لم تعر اية قيمة لهما بل استغلتهما خلافا للاتفاقات التي وقعتها كما ان حليفتها اسرائيل التي رمت العديد من القرارات الدولية في ” مكبات القمامة ” بدعم وبتشجيع امريكي ايضا خاصة القرارات المتعلقة بفلسطين والمناطق التي احتلتها في حروبها العدوانية ضد سورية ولبنان والاردن وحتى مصر ومواصلة اعتداءاتها على سورية خلافا للقرارات الدولية .
واذا اردنا ان نحصي مواقف الولايات المتحدة التي تتنافى مع الشرعية الدولية منذ تاسيس الامم المتحدة حتى الان نحتاج الى مجلدات وللتذكير فقط هاهي تحتل مناطق في العراق بل كل العراق تضعه تحت سطوتها دون ان تكترث بشيئ اسمه الامم المتحده او مجلس الامن الدولي كما تحتل اراض سورية وتنهب وتسرق النفط السوري وتتصرف كاي مافيا دولية .
الان اتجهت الولايات المتحدة وفق وسائل الاعلام الى الامم المتحدة وقواتها تحتل اراضي سورية اتجهت لطرح موضوع خلافها مع فرنسا التي اتهمت حليفتها الولايات لمتحدة بالكذب كما وصفت موقف بريطانيا بالانتهازي تخيلوا الاتهامات التي طغت على العلاقات بين هذه الدول وحتى فرنسا لن تتمتع هي الاخرى بالمصداقية لان الكذب والانتهازية هو ديدن جميع الدول الاستعمارية وفرنسا ليس ” جمعية خيرية انسانية” فهي موجودة عسكريا في افريقيا كما موجودة حليفتها الولايات المتحدة و بريطانيا في الشرق الاوسط وفي بقاع العالم الاخرى لانهم يتوزعون على القارات لاستعمار بلدانها ونهب ثرواتها وافقار شعوبها.
ووسط انباء اعلامية تتحدث عن مكالمة هاتفية وشيكة بين الرئيسين الامريكي جو بايدن والفرنسي ماكيرون لتهدئة الاوضاع الا ان فضيحة الاتفاق الامريكي البريطاني الاسترالي لايقل عن فضيحة الانسحاب الامريكي من افغانستان لان الاثنين حدثا دون اشعار واشنطن حلفائها وشركائها سواء في حلف ناتو العدوان او في مجموعة دول الاتحاد الاوربي .
وبصرف النظر عن طبيعة العلاقات والتحالفات بين واشنطن وعواصم دول الاتحاد الاوربي او دول حلف ” ناتو” تبقى مصلحة واشنطن هي الطاغية وكذا الحال بالنسبة للدول الاستعمارية الاخرى وفرنسا ليس استثناء .
التعليقات مغلقة.