حلف ” اوكوس الثلاثي ” اضعف ” ناتو” لكن لن يكون بديلا عنه / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 21/9/2021 م …




بات حلف شمال الاطلسي ” ناتو” العدواني   مهمشا  الى حد ما لكنه  قد لا يلحق ب حلف ” دول معاهدة وارسو” الذي  تلاشى  بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 لاسيما وان بعض وسائل الاعلام المقربة من الادارة الامريكية اخذت تلمح الى   امكانية  عودة فرنسا  للانسحاب من هيكل القيادة العسكرية  المتكاملة للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة .

فقد افادت صحيفة “نيويورك تايمز”  بانه على خلفية  الشراكة الامنية الجديدة التي اطلقوا عليها ” اوكوس” بين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واستراليا تبحث فرنسا مسالة الانسحاب من القيادة العسكرية لحلف  شمال الاطلسي ” ناتو”.

 الرئيس الفرنسي ما نويل ماكيرون  وفق الصحيفة اختار التصعيد ردا على الخطوات السرية بين الولايات المتحدة وبريطانيا لبيع الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية الى استراليا التي الغت بدورها صفقة غواصات كانت تسعى لاستيرادها من فرنسا.

 ان احدى الافكار التي تتردد  وفق مصادر اعلامية  هي انسحاب فرنسا من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة لحلف ” ناتو” والتي عادت اليها عام 2009 بعد غياب استمر 43 عاما.

وكم من المرات وصف الرئيس الفرنسي في تصريحات له  حلف” ناتو” بانه ميت سريريا وكان يتطلع دوما حتى قبل الاتفاق الامني بين الولايات المتحدة وبريطانيا  واستراليا الى ان تكون مهمة حماية اوربا محصورة بدولها  في اشارة الى عدم الاعتماد على الولايات المتحدة لقيادة الحلف.

وكان الحدث الاكثر ايذاء لحلفاء واشنطن في” ناتو”  هو الانسحاب الامريكي من افغانستان دون اشعار حلفائها بالتفاصيل لتات القشة التي قصمت ظهر البعير ممثلة بالاتفاق الامني الثلاثي الذي اطلقوا عليه ” اوكوس” سبقه الغاء صفقة الغواصات مع فرنسا من جانب استراليا وتوجهها الى الولايات المتحدة وبريطانيا لتحصل على البديل.

ان المصالح الاقتصادية لجميع التكتلات حتى التي تجمعها تحالفات عسكرية وامنية مثلما عليه حلف ” ناتو” تبقى هي السائدة وهناك تجربة سبقت تجربة فرنسا مع الولايات المتحدة خاضتها المانيا عندما وقفت بقوة ضد الضغوط الامريكية ولم تتخل عن صفقة “السيل2” لانبوب الغاز الروسي الذي يمتد  من سيبيريا عبر بحر البلطيق الى اوربا لان فيه خدمة لمصالحها الاقتصادية .

وقد افشلت المانيا كل المحاولات الامريكية التي حاولت من خلالها ان تمارس ضغوطا على المانيا وحتى سحب القوات الامريكية من بعض القواعد في المانيا كانت هي الاخرى وسيلة للضغط على المانيا.

 لكن برلين واصلت نهجها خدمة لاقتصادها لاسيما وان الولايات المتحدة قدمت عروضا بديلة للغاز الروسي  الا  ان المانيا لم تعراهمية لذلك باستثناءبعض الدول الاوربية التي اعتادت على سياسة الانبطاح للاوامر الامريكية وفي المقدمة  بولندا التي تكن كرها بغيضا  لموسكو بل تحولت الى دولة عدوانية ضد  روسيا وابدت استعدادها لشراء الغاز الامريكي رغم اسعاره المرتفعة كما استقبلت على اراضيها قوات امريكية انسحبت من المانيا.

الولايات المتحدة باعلانها عن حلف ” اوكوس” زعمت ان هذا  الحلف سوف لن يكون بديلا عن حلف” ناتو” لكنها تشعر في  نفس الوقت ان ثقة الدول  الاعضاء في ناتو اهتزت بها كقائدة  للحلف بعد  هزيمتها  في افغانستان ثم جاء حلف ” اوكوس” الذي قد تهرول له دول منبطحة للسياسة الامريكية ليتحول الى تجمع عسكري بديل عن ناتو رغم ادعاءات واشنطن بان ” اوكوس” لن يكون بديلا عن ”  هذا الحلف العدواني “.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.