تطبيع سنّة العراق…عذر أقبح من ذنب / أسعد العزّوني

 أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 26/9/2021 م …

طالعتنا الأخبار أن جذوة التطبيع في شمال العراق”كردستان” ،قد تجمّرت في مؤتمر عقد في أربيل بفندق بلازا أربيل” الجمعة الماضي ،بحضور فعاليات سنية ،وفيهم كما قيل من ضباط النظام السابق أبرزهم أسامة الحردان الذي عمل في الصحوات الأمريكية لمواجهة ما يسمى بداعش،إضافة إلى شيخ من قبيلة شمر ما يزال مجهولا،وحضره من مستدمرة إسرائيل الخزرية   حمي بيريز نجل الثعلب الهالك بيريز،وإعتبره العلماني السني مثال الألوسي بأنه مهم لمستقبل العراق ،وأن المؤتمر يحظى بدعم شخصيات سياسية كبيرة في بغداد،وقد دعا البيان الختامي إلى إلحاق العراق بالإتفاق الإبراهيمي القائم على التطبيع التهويدي،وألقت فيه الناشطة العراقية المقيمة في الأردن هدى الدليمي كلمة  حضّت على التطبيع مع إسرائيل القوية،وكما جرت العادة المقرفة فإنها تذرعت بأن السلام العراقي مع إسرائيل يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني!!!!




وفي غمرة التهالك السني العراقي على التطبيع التهويدي مع مستدمرة الخزر،بادرت الجهات الشيعية بإصدار بيانات أنكرت هذا الإنحراف الذي يشهده العراق،مؤكدة أن التطبيع مع الصهاينة يلحق أشد الضرر بالقضية الفلسطينية وبمصالح ومصير الشعب الفلسطيني،مؤكدين ان القضية الفلسطينية ما تزال  تتربع في ضمير العرب الشرفاء والمسلمين أيضا،والغريب في الأمر أن صاحب الصحوات الأمريكية أحمد أبو ريشة السني إستنكر ذلك المؤتمر ورفض مخرجاته.

يتذرع هؤلاء المتساقطين بتطبيعهم مع الصهاينة أن خطوتهم جاءت ردا على قيام وفد من علماء فلسطين بزيارة ضريح الحسين عليه السلام،ضمن موكب نداء الأقصى،وشعاره :تحرير القدس الشريف يمر عبر كربلاء،ونقول لهؤلاء المتساقطين الذين كان التطبيع مع الصهاينة يراودهم حتى إبان الحرب العراقية –الإيرانية التي تمنينا لو لم تقع ،لكن مؤامرات البعض كانت أقوى من دعواتنا،نقول لهم أن وفد علماء فلسطين زار ضريح أحد سيدي شباب الجنة وسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولكنكم أيها المنبطحون  ستزورون بعد تطبيعم قبور الصهاينة وتتبركون منهم وستحشرون في ما يطلقون عليه حائط المبكى ،وسيكون سقوطكم مدويا،لأنكم أنكرتم كرامة العراق ودوره وحاولتم قطع الحبل السري الذي يربط العراق بفلسطين،وخنتم نبوخذ نصّر وصلاح الدين،ونقول لكم أيضا ان بيانات رفض التطبيع الرسمية التي صدرت عن بغداد وترفض التطبيع غير صادقة، لأن العراق المغدور غارق في التطبيع منذ إحتلاله أمريكيا ربيع 2003،وللتذكير فإن ما يسمونه مشروع الشام الجديد هو مشروع تطبيعي لجر العراق إلى الحلف الصهيوني رسميا.

عموما فإن مواقف سنّة العراق عربا وأكرادا تذكرنا بما فعله سنّة بيروت إبان حصار الهالك السفاح شارون لبيروت عام 1982 وصمود تحالف المقاومتين اللبنانية والفلسطينية ، ورفض الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات  ضغوط الملك السعودي فهد عليه ،كي يقبل بوقف إطلاق النار والقبول بخروج قوات المنظمة من لبنان،وقد طلب فهد من وفد من سنّة بيروت إيصال الرسالة إلى عرفات من خلال إبلاغه بأن بيروت عاصمة لبنان وليست مدينة فلسطينية ،ما يستوجب عليه وقف القتال والرحيل..ما أشبه الأمس باليوم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.