“الراية الخداعة “الأمريكية، حصان طروادة لإحتلال الدول / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 29/9/2021 م …
ماذا تعني سياسة الراية الخداعة الأمريكية؟
ربما نجد الكثيرين من العرب لا يعرفون شيئا عنها،أو يقرأوا عنها بسبب التعتيم الأمريكي أولا،وعدم إكتراث غالبيتنا لسبب أو لآخر بالبحث والتنقيب لمعرفة الحقائق،لكن أحد زعماء “فيدرالية الأخوة العالمية IFB“وهو جون وذرهود تبرع بعد صحوة ضميره وهو على فراش الموت ،بتفسير هذه السياسة وتسليط الأضواء عليها ،وتسمية مفاصلها،ولذلك بات سهلا على كل من إطلع عليها تفسير الظواهر والأحداث العالمية التي وقعت ،وتم تفسيرها بغير واقعها،كما سيرد لاحقا.
يقول وذرهود أن الراية الخداعة تعني قيام الأمريكان بعمليات إرهابية ضد مصالح بلادهم،وينسبونها إلى خصومهم لتبرير إعلان الحرب عليهم ومن أبرز هذه العمليات الإرهابية:الهجوم على الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربرPEAR HARBOURعام 1941 ،ونجم عن ذلك قيام الولايات المتحدة بالهجوم على اليابان وإلقاء قنبلتين ذريتين الأولى فوق مدينة هيروشيما والثانية فوق مدينة نيكازاكي ما أدى إلى إستسلام اليابان بعد إحتلالهاعام 1945،وقد تسنى لي زيارة هيروشيما عام 2011 والإطلاع على مخلفات ونتائج قنبلة هيروشيما،كما تواصلت إبان وجودي في الكويت مع الكاتب الأمريكي روبير ستينيت الذي فضح الطابق في كتابه بعنوان بيرل هاربر في ثمانيات القرن المنصرم.
وتضمنت شهادة وذرهود أيضا الكشف عن قيام المخابرات الأمريكية بتكوين ميليشيات إرهابية كوبية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد القاعدة الأمريكية في كوبا عام 1962 بهدف مهاجمة كوبا وإحتلالها ،ولكن الرئيس كنيدي عارض الخطة ،كما عارض خطة الهجوم على فيتنام،فدبروا له عملية إغتيال وإتهموا معتوها كما قال وأودعوه السجن.
قامت المخابرات الأمريكية أيضا بتأسيس ميليشيات سرية بعد الحرب العالمية الثانية،لمكافحة النفوذ الشيوعي ضمن مشروع المكارثية الذي شمل الشرق الأوسط،تحت إسم”STAY BEHIND” أي إبق في الخلف،وتنفيذ عمليات إرهابية تنسب إلى اليسار المتطرف لمنح الأمريكيين الحجة للتدخل وإجبار الحكومات الأوروبية على الإعتماد على أمريكا،ويبدو ان الرئيس بايدن يرغب حاليا من خلال خطوات عملية بالإبتعاد عن أوروبا للتفرغ لمواجهة الصين،وربما نشهد عمليات إرهابية تنسب للصين ربما لتبرير الخطوة التالية الأمريكية ضد الصين.
وبحسب وذرهود فإن المخابرات الأمريكية عملت على تحجيم اليسار في كل من إيطاليا وتركيا في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم ،من خلال العمليات السرية التي تدعم أنصار أمريكا ،وبررت تدخل العسكر لقمع اليسار.
ولعل أبرز النجاحات التي حققتها الراية الخداعة الأمريكية في الشرق الوسط تتمثل في عملية تدمير البرجين في الحادي عشر من شهر سبتمبر /أيلول 2001،وإيجاد أسطورة أسامة بن لادن والقاعدة ،ونجم عنها إحتلال أفغانستان والعراق وخوض حرب وهمية بعنوان الإرهاب.
يواصل وذرهود هتكه لستر السياسة الأمريكية ،ويقول ان النجاح الفائق بلغ ذروته في العراق بعد إحتلاله ربيع العام 2003،وتأجيج الحر الطائفية ونشر العنف والأحقاد ،من خلال سياسة إجتثاث البعث التي تهدف أصلا إلى إجتثاث الدولة العراقية نفسها،وإغتيال العلماء والقادة والطيارين والكوادر والسياسيين والحزبيين ،من خلال فرق الموت السنية والشيعية على حد سواء،وأحيانا من خلال مقاومة الإحتلال المدعومة من قبل الأمريكيين أنفسهم، ويختم وذرهود بأن أكراد شمال العراق قدموا الكثير لإنجاح الخطة الأمريكية في العراق ،ولذلك فإن المخابرات الأمريكية طلبت من الإرهابيين عدم شمول المنطقة الكردية بعملياتهم الإرهابية التخريبية.
هذا هو الوجه الحقيقي لأمريكا التي تمارس الإرهاب في شتى بقاع العالم،وقد نجحت في هذه السياسة في منطقتنا لأسباب كثيرة أهمها سياسة القاتل الإقتصادي،ووجود حكام مقاولين ينفذون لها كل ما ترغب تحت ستار مكافحة الشيوعية”المكارثية” والإرهاب،ووجود الموساد الإسرائيلي كعامل مساعد.
التعليقات مغلقة.