لماذا الغاء صفقة الغواصات الفرنسية الاسترالية / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي  ( الاردن ) – الأحد 3/10/2021 م …



يبلغ عدد القواعد الاميركية العسكرية  المنتشرة ب ٧٠ دولة بالعالم ٨٠٠ قاعدة   ، وعدد الجنود ١٥٠-٢٠٠ الف جندي  ، وقد بلغت كلفة الانفاق العسكري منذ ال ٢٠٠١ الان ٦،٤ ترليون دولار  ، وكلفة  العدوان على افغانستان ٢-٤ ترليون دولار  ، وعدد القتلى ٦٣٠٠  قتيل و٤٠ ألف جريح  ، مقابل مقتل ١٤١ الف افغاني .
بلغت  مبيعات كارتيل السلاح الاميركي اي شركات تصنيع السلاح  الخمس الكبرى خلال العشرين سنة الاخيرة ٢٠ ترليون دولار ،
اي ان عوائد الحروب التي شنتها اميركا على دول العالم  ذهبت لاصحاب الشركات ورؤوس الاموال  ، وتحمّلَ الشعب الافغاني والاميركي الخسائر البشرية والمادية  بحيث لم تعد الادارة الاميركية قادرة على تمويل العدوان على شعوب العالم الامر الذي يفسر السعار على نهب ثروات الشعوب كما فعلت بالعراق  ، وافغانستان  ، وتفعل بسورية .
ان الغاء استراليا صفقة الغواصات الفرنسية والذي يأتي في سياق سرقة العالم والنكث بالعهود والغدر بالادوات والحلفاء والعملاء بمثابة طعنة في الظهر وخيانة القرن تلقتها فرنسا من أستراليا واميركا  ، القت  بظلالها على علاقة فرنسا وأوروبا ،  باميركا ، إضافة إلى الخسائر المادية والمعنوية التي ستعاني منها  على صعيد سمعتها في سوق الغواصات.
أن الغاء العقد  بمثابة الغاء   “عقد القرن” لصفقة الغواصات التي عقدتها استرالية مع مجموعة
 “نافال غروب” (Naval Group) الفرنسية لتزويدها بـ12 غواصة ذات دفع تقليدي تعمل بالديزل معدلة عن طراز الغواصة النووية الفرنسية “باراكودا” التي بدأت فرنسا تزود بحريتها بها.
وقد بلغت قيمة العقد الإجمالية عند توقيعه 31 مليار يورو (نحو 50 مليار دولار)
هي سرقة اميركية موصوفة تشي بعمق ازمة اميركا الاخلاقية بداية ، وتخليها عن ادواتها وحلفائها عند اول مفترق لمصالحها  ، كما تشي بعمق ازمة اميركا المالية العميقة .
لقد ( ناشدت) وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الكونغرس  رفع سقف الدين لتجنّب “أزمة مالية تاريخية”.
وحذّرت الأسبوع الماضي من أن أموال الحكومة ستنفد في تشرين الأول.
وقالت ان التخلف عن السداد سيؤدي على الأرجح إلى أزمة مالية تاريخية” ورفع معدّلات الفائدة وتراجع أسعار الأسهم بشكل حاد وغير ذلك من الاضطرابات المالية”.
ويحظر سقف الدين الحالي – ما لم يتم رفعه- على الولايات المتحدة استدانة أكثر من الحد الأقصى الحالي البالغ 28,4 تريليون دولار والذي يفوق الناتج الاجمالي البالغ ٢٠،٢ ترليون دولار  .
عددت يلين في مقالها الأخير قائمة من الكوارث المالية المحتملة التي قد تلحق بالبلاد في حال لم يرفع سقف الدين ولم تتمكن الولايات المتحدة من سداد ديونها مع حلول المهل المحددة.
وقالت “في غضون أيام، سيفتقر ملايين الأميركيين إلى النقود”.
وقد تنقطع شيكات الضمان الاجتماعي عن نحو 50 مليون مسن ، وقد تتوقف رواتب الجنود”.
وأردفت “سنخرج من هذه الأزمة كأمة أضعف مؤقتا”.
واستذكرت يلين أزمة ديون عام 2011 مشيرة إلى أن سياسة وضع الولايات المتحدة على حافة الحد الأقصى للدين “دفعت بأميركا إلى شفير أزمة”.
يأتي سحب اميركا لقواتها من افغانستان ومن الخليج العربية في سياق الازمة الاميركية المالية والعجز عن تمويل قوات الغزو والبلطجة والهيمنة الاميركية  وتآكل قدراتها  العسكرية الامر الذي يعني تآكل قدرات العدو الصهيوني العسكرية ، والذي يؤسس لافول الرأسمالية وهيمنتها .
كانت الهيمنة الاميركية وفرض الدولار احد اهم اركان القوة الاميركية كعملة استراتيجية مهيمنة تعتمد على :
الهيمنة العسكرية.
الهيمنة الاقتصادية.
اضطرار الدول للاحتفاظ به كمخزون. استراتيجي.
مقايضته بالنفط .
السويفت  ونظام تحويل الاموال
وصندوق النقد والبنك الدوليين
فيما يتعلق بالهيمنة الاقتصادية والعسكرية فقد تآكلت لصالح الصين وروسيا  وقوى التحرر بالعالم .
وقد عملت هذه الدول على التبادل التجاري
فيما بينها بالعملات المحلية ، وأنشأت بنك الاستثمار بالبنى التحتية ، وبنك شنغهاي بودنغ الدولي للاستثمار .
اما السويفت فهي ادارة يمكن تأسيسها باتفاق دولي ، كما ان مستقبل تبادل النفط بالدولار ايضاً الى افول  وتراجع  .
اذا لن يعود بمقدور اميركا طباعة  الدولار بدون غطاء كما كانت تفعل معتمدة على سطوتها العسكرية والاقتصادية وفرضه على العالم  .
لقد انتهى عهد البلطجة بالعالم ولم يعد بلطجي  الدنيا قادر على فرض سلعته – الدولار – بالقوة العسكرية المهزومة ولا قادر على تغطية العدو الصهيوني الغارق بالازمات  ، بعد نهاية الهيمنة الاقتصادية وتأهب الصين لتخطي اميركا في هذا المضمار  .
وقد تخلت اميركا عن فرنسا احد اوثق حلفائها وادواتها لتسرق الصفقة وعوائدها كمن يدوس على رقبة اخيه لينجو من الغرق  ، وساهمت بذلك في دق اسفين في نعش الناتو وباقي الدول الاوروبية ، وانتقلت لشرق  آسيا  لتشكل حلف “اكيوس ” مع بريطانيا ،  واستراليا لخلق التوترات والحرائق للصين .
وغاب عن بالها ان ٢٠ سنة من غزوها لافغانستان تكللت بهزيمة عسكرية  كانت صمام الامان للهيمنة وفرض (الدولار  ركن الهيمنة الاهم)  الامر الذي يهدد وجودها الراسمالي المالي برمته.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.