المحامي محمد احمد الروسان يكتب … تصادف المصالح بتخادم والتأثير في الأرض: بدلاً من الفعل في الطاقة (منبج السورية نموذجاً)… استراتيجيات التطبيع عبر التسويات لغايات العبث من جديد.
المحامي محمد احمد الروسان* ( الاردن ) – السبت 9/10/2021 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
عميق كارتلات الحكم في مفاصل الولايات المتحدة الأمريكية الان، تعمل على هندسة استراتيجية مختلفة ومثيرة الى حد ما، ازاء الحدث السياسي السوري والايراني معاً، تتموضع في دعم التطبيع وعودة العلاقات مع دمشق وطهران، لغايات العبث واللعب من جديد، وبعيداً عن عسكرة العلاقات لصالح مفهوم: أمننة العلاقات وخوبرتها، بمفاعيل عمليات مخابراتية قذرة سنرى بعضها قريباً، لمستوى متفق عليه، بصورة غير مباشرة ونابعة من منطق الصراع وأي صراع بين أطراف متخاصمة، من حيث الهدف والنتيجة والوسيلة. لذلك نلحظ، أنّ ادارة الناطق الرسمي باسم حاصل مجموع عميق الحكم في أمريكا، تدعم ضمناً حالة التطبيع الجارية مع الجمهورية العربية السورية، والجمهورية الاسلامية الايرانية، بعد فشل المشروع الأمريكي في المنطقة، أو على الأقل انتكاساته الكارثية بسبب صمود وانتصار خصوم الولايات المتحدة الأمريكية عليها. منبج – مثلاً، ومحيطها الجغرافي ساحة صراع رباعي متفاعل، بريطاني فرنسي أمريكي تركي، ان في عمق عروق الجغرافيا السورية، وان في عمق عروق الجغرافيا التركية، يتموضع باعتبار منبج السورية تغفو وتغفو على بحر من النفط والغاز، ومعها جلّ مناطق جنوب شرق تركيا، حيث مناطق الكرد الأتراك، من هنا هذا هو السبب الرئيس للصراع التركي مع الكرد كما تشير المعلومات، والسبب المباشر السطحي كغطاء هو: لمنع دويلة كردية على حدودهم للترك ولردع مماثل لأكراد تركيا. حيث الصحافة البريطانية سمّتها لمنبج بلندن المصغّرة، لكثرة الدواعش البريطانيين من لندن، حيث خضعت منبج وسرّاً ومن الثلاثي الفرنسي البريطاني الأمريكي، لعمليات مسح نوعي ثقيل مع نشاط زلزالي سلبي، بالموجات المرسلة بحثاً عن رواسب الهيدروكربون، فكانت النتائح مذهلة هناك في منبج لوحدها دون محيطها الغني أيضاً بالنفط والغاز بشكل سريالي في عروق الجغرافيا التركية، ويشكل ما تغفو عليه منبج لوحدها وحسب النتائج الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتي كانت نتاج اختبارات سرية هناك، نصف مخزون شبه الجزيرة العربية من النفط والغاز، وما يملكه عرب روتانا الكاميكازيين في مملكات قلقهم على الخليج. ومن أخبر تركيا بحقيقة وحدوث المسح النوعي الثقيل هناك وبصورة مباشرة هي دمشق، وأثنت روسيّا على ذلك، وذلك منذ أكثر من أربع سنوات، كما تتحدث المعلومات. السياسة الخارجية الأمريكية وحراكاتها الدبلوماسية بنكهاتها المخابراتية والمسنودة دائماً وأبداً، من مجتمعات المخابرات في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، إن لجهة الوقائي منها، وان لجهة الهجومي كذلك، توصف بأنّها سياسة مرتبكه ومتردده وفوق ذلك متلونة بعمق، وخاصةً في ظل الظروف الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وفي نطاقات جغرافية الوطن العربي، وما حدث حتّى اللحظة ويحدث وسيحدث لاحقاً، من ثورات شعبية وحراكات مستمرة، بعضها يتحرك بشكل طبيعي وحتمي وحسب حراكات الزمن، والبعض الآخر يتم تحريكه، إن خارجيّاً، وان داخلياً، ووفقاً لأجندات كارتلات المال والسلاح لجهة الداخل ولجهة الخارج، تقود في نهاية الأمر وفي ظل الضياع الاستراتيجي لبعض العرب التابع والخانع والأداة، إلى تغير أنظمة حكم يعود بعضها إلى العصور الوسطى، وإحلال البدائل الفوضوية مكانها، لإنشاء سياقات ومسارات جديدة، لأنسقه سياسية حديثة تكون نتاج للفوضى الخلاّقة التي أرادها البلدربيرغ، نواة الحكومة الأممية والبلوتوقراطية الأمريكية. فالسياسة الأمريكية هي مع كل ما يخدم مصالح محورها مع الكيان العبري وكيانات أخرى في المنطقة موجودة وقيد أعادة التشكيل، وواشنطن ليس لديها ما يمنع من إسقاط حتّى حلفائها من العرب، فما يهمها مصالحها وأمن الكيان المصطنع فقط، مسقطةً ذلك على دول الجوار الفلسطيني المحتل وبعض الأخير دول جوار سوري، عبر ما يسمّى حالياً بصفقة القرن التي يتم تنفيذ مضامينها بدقة وبصمت عبر اليسار الديمقراطي، بعد انّ حركها يمين اليمين الأمريكي من خلال دونالد ترامب الرئيس السابق والعائد لاحقاً للرئاسة، أو من هو على شاكلته، هنا على الدولة الاردنية أن تكون قلقة بسبب الاتفاقية الأمنية مع أمريكا، والتي طلبها ترامب نفسه ووقعت سراً بعهد بايدن، وتشكل مسرحية محاصصة المصالحة الفلسطينية الثنائية الفتحاوية الحمساوية، ركن أساسي لتنفيذ باقي المضامين الكارثية(نلحظ غموض استراتيجي مفهوم ومقصود في ضرورة التهدئة فالهدنة، بين المقاومات في غزّة المحتلة والكيان الغاصب).
وعبر ما كشفته وفضحته وزارة الدفاع الروسيّة مؤخراً عبر استخباراتها، عن بدء واشنطن ومن تحت الطاولة، وعبر أدواتها بإعداد مسرحيات كيميائية جديدة، ليصار إلى ضرب الجيش العربي السوري، لمنعه وحلفائه من تحرير ادلب السورية من مخلفات وزبالات الإرهاب المعولم، مع قيامها بتأسيس تشكيلات عسكرية جديدة من بقايا الإرهابيين في سورية وخاصةً من ادلب وأسّست ما يسمى(الجيش السوري الجديد)، وتم استخدام مخيم في الحسكة ومنذ أكثر من عامين، لتدريبهم وتسليحهم(مجاميع من بقايا الإرهاب)ليبقوا كمسمار جحا في الداخل السوري، ثمة شراكات تاريخية عميقة لكارتل “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”هذه، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” وبعض الغربي الأستخباري المرتهن. فهل مسارات انتاجاتها المخابراتية لأمريكا، بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي والقضاء على داعش في سورية والعراق، حيث تعمل واشنطن على إعادة إنتاجه من جديد، في كلا البلدين العربيين بصورة مختلفة، عبر استراتيجيات التطبيع، لغايات العبث واللعب من جديد وكما أسلفنا؟. الأمريكي الآن يتخذ من سلال بروباغندا عدائه لإيران، لفرض سياسات جديدة على حلفائه في المنطقة وتقسيمهم، تمتد من الأستحلاب المالي الى التوظيف العسكري والمخابراتي لخدمة سياسته في الشرق الأوسط والتي هي سياسة الكيان الصهيوني بامتياز، فلا ثمة حيّز حل للقضية الفلسطينية في ظل سياسات ورؤى البلدربيرغ الأمريكي العدوانية، والتي تعبر عنها الأدارة الحالية والسابقة ادارة ترامب وبعد قراره، والمتمثل بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، وتشريع الصهيوني بالتساوق مع الأمريكي والتماهي معه، واصداره لقانون القومية اليهودي، وشطب الأونروا لشطب ملف اللاجئين والنازحين، والعمل على التوصل إلى تهدئة وصولاً إلى هدنة بين الكيان الصهيوني الغاصب والمقاومات في غزّة المحتلة، كل ذلك تنفيذاً لمضامين الصفقة الكبرى في تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعبيين الأردني والفلسطيني، والذي يشكل ما ذكر وعد بلفور بنسخته الثالثة، بعد أن كانت ما تسمى بمبادرة السلام العربية في قمة بيروت، بمثابة بلفور أثنين التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد في بلاده. ونؤكد للمرة المليون: أنّ ما يجري في الشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الأقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والأرهاب والأستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة. انّ الأتفاقيات الأستراتيجية بين أقوى المكونات الدولية موجودة، والخلافات صارت محصورة في الأهداف وكيفية المعالجات، ومقاربات المصالح الدولية الأقتصادية والسياسية، خاصةً مع وصول الفدرالية الروسية الى المياه الدافئة، حيث منابع النفط والغاز والصخر الزيتي واليورانيوم واستثمارت موسكو الحقيقية في ديكتاتوريات الجغرافيا، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب وحالة من التوازنات الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. في ظل البدء بهندسة جديدة لمنطقتنا، عبر حياكة مختلفة للساحات، والبدء بالفالقة السورية ومن خلال الطرف الخارجي الآخر والذي هو ليس قدر، ثمة تساؤل لغايات تحفيز العقل على التفكير ومن خارج الصندوق الكلاسيكي: كيف يتموضع الدَّور الذي تلعبه الطَّاقةُ بأشكالها المختلفة اليوم في السياسات المتغيّرة في جلّ ساحات الشَّرق الأوسط المتصاعد في السخونة بعامّة، وفي الصِّراعات الدَّائرة في سورية وليبيا بخاصّة؟ يذهب البعض المتابع والمهتم من الطرف الخارجي في قطاع مجتمع الطاقة المعولم، والذي هو جزء من الفاعل في هندسة جديدة لشرقنا وقلبه سورية: أنَّ الطَّاقة لا تلعب دوراً كبيراً في سورية، إذ إنَّ هذه الدّولة ليست لاعباً مهماً في مجال الطَّاقة(هكذا يقول ويفكر)، لكن هناك بعض التكهنات العامة بأن سورية تتوضّع على حوضٍ كبيرٍ من موارد الطاقة، سواء أكان ذلك في البرِّ، أم في البحر، لكنني أحسب وأعتقد أن هذه التوقعات في غير محلها! إنّ هذا الأمر يشبه التفكير الذي كان شائعاً حيال الدخول العراقيّ للكويت في عام 1990م، والائتلاف الذي قادته الولايات المتحدة لاستعادة الكويت، إذ كان قائماً على أساس ذريعة “تحرير حقول النفط”، فقد وُصفت الحرب في العراق في عام 2003 م – في رأيي بطريقة خاطئة – بأنّها من أجل “الاستيلاء على النفط”، لكن الكويت والعراق يجلسان على أحواض مهمة لموارد الطاقة، بينما سورية ببساطة ليست كذلك. إنَّ ما نراه في سورية هو التنافس الجيوسياسي بين اللاعبين الإقليميين(السعودية وتركيا وإيران وقطر)ثم روسيّا والولايات المتحدة والصين على نطاق أوسع، لقد تحولت سورية إلى ساحة معركة للاعبين إقليميين ودوليين، لكن اللعبة تدور حول التأثير في الأرض بدلاً من الطاقة، وكما يُعَدُّ لافتاً أنَّ الصين بدأت تدور ببطء حول الموقع الاستراتيجيّ لسورية، التي تتوضع في أعلى شمال العالم العربيّ، وإلى جانب البحر الأبيض المتوسط، فبالنسبة للصين، إن الأمر يتعلق بالأهمية الاستراتيجية لموقع سورية، بدلاً من موارد الطاقة الخاصة بها. ويختلف الأمر بالنسبة لليبيا، حيث تتموضع ليبيا على احتياطيات نفطية كبيرة، فهي تستطيع إنتاج 1.8 مليون برميل/في اليوم بشكل مريح في وقت السلم، وهذا في الواقع يعني ويشي بأنّه، لديها القدرة على زيادة الإنتاج في مكان ما في المنطقة لتصل إلى(2.5 مليون)مليونين وخمسمئة ألف برميل يومياً، لكن البلاد الليبية بعيدة عن الوصول إلى تلك المستويات، ولم تفعل ذلك منذ أوائل السبعينيات، ومع ذلك، تتنافس روسيّا وتركيا والصين بشكل مباشر على موارد ليبيا رغم أنّها جميعاً تعمل بطرق مختلفة في مجال الطاقة في ليبيا، تدور المنافسة الحقيقية بين الميليشيات المحلية على الأرض، التي تسعى إلى السيطرة على الموارد النفطية كوسيلة لتأمين السلطة السياسية(الصراع على ليبيا وفي ليبيا هو صراع على الثروة يأخذ شكل الصراع على السلطة السياسية). الميليشيات، مثل تلك التي تتماشى مع ما يسمى بالجيش الوطني الليبي التابع لـ خليفة حفتر، والتي تسيطر على العديد من الأصول النفطية في شرق البلاد، تدعمها قوى خارجية مثل الإمارات العربية المتحدة بشكل رئيس مسنودة من المصري بشكل أكبر ومن السعودي بشكل أقل. كما تشارك القوى الأوروبية، مثل إيطاليا وفرنسا، بشكل وثيق في العملية السياسية، وكلا البلدين له مصالحُ وأدوارٌ في نجاح قِطاع النفط الليبيّ، وثمة صراع عميق بينهما، خاصةً وأنّ ايطاليا تدعم تيار واتجاه ليبي ضد آخر، وسنشهد الدرو الايطالي بشكل واضح في انتخابات الرئاسة الليبية القادمة ان جرت في موعدها. من جانب آخر ذو صلة بموضوعنا: لقد أدّى الحصار الذي تم فرضه في السابق، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، قبل المصالحات واستعادة العلاقات معها من جديد، إلى انسحابها من منظمة الأوبك، وهي دولة غنية بالنفط والغاز، فما أهمية الدور الذي تلعبه الطاقة في الأزمات المحلية؟. يعود أساس أو أس المشكلة، إلى اختلاف تصور أو رؤية ما يجب أن تكون عليه المنطقة من قبل السعودية والإمارات من جهة، وبين قطر من جهةٍ أخرى، إذ إنَّ السعوديّة تركّز على ما يمكن أن نسمّيه محور مناهضة الإخوان المسلمين، ويتضمن هذا المحور السعودية والإمارات ومصر، وكذلك يمكن القول قوات حفتر الذي تدعمه روسيّا في ليبيا بشكل أو بآخر. ترى قطر من منظورٍ مختلف أنَّ الإسلام السياسيّ، متمثلاً بجماعة الإخوان المسلمين، يلعب دوراً مهماً في تطور وتطوير المنطقة، وهذه الرؤية أكثر انسجاماً مع تركيا، ورغم أنَّ علاقات القطَريين مع إيران تميل إلى أن تكون معقدة، إلا أنّها جزء من محور مشابه. هذا، وفيما يخصُّ الطَّاقة، إن لم تكن فعّالة، من المهم أن نلاحظ أنه في حين أن المملكة العربية السعودية هي واحدة من أكبر مصدّري النفط في العالم، فإن قطر هي واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم (LNG)، ما سمح لهذا البلد(قطر)بتطوير دورٍ مستقلٍ بذاته له، إقليميّاً وعالميّاً، تسبّب إلى حدٍّ كبير بإحباط السعوديين، بطريقة ما، وأدى الانقسام بين النفط والغاز في الشرق الأوسط في العقدين الماضيين إلى تعزيز قدرة قطر، على اتباع سياسة خارجية مستقلة والقيام بدور نشط في المنطقة وخارجها. تستتبعُ خطط نفذها جوزيف بايدن، بسحب أو اعادة تموضع القوات الأمريكيّة من سورية وأفغانستان، وتراجع الولايات المتحدة الواضح من المنطقة، التساؤلَ عن الأهمية الجيوسياسية للشرق الأوسط، ذلك فيما يتعلق بموارد الطَّاقة في المنطقة، بالنسبة لروسيا والصين والكشفَ عن مدى اعتماد دول الخليج على التصدير إلى أسواق الطاقة الروسية والصينية؟. تستورد الصين تقريباً 50% من نفطها الخام من الشرق الأوسط، و40% من صادرات الشرق الأوسط النفطية تذهب إلى الصين، ومن حيث رأس المال، بلغت الصادرات الصينية إلى المنطقة نحو 126 مليار دولار في عام 2016م، بينما قُدرت قيمة الواردات من المنطقة 91 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى أن الصين قد قامت بعدد من الاستثمارات الرئيسة في العراق وإيران، بينما استثمر مستثمرون قطريون وسعوديون في عمليات الإنتاج في الصين، كوسيلة لتطوير سلسلة القيمة التي تربط المصالح الاقتصادية طويلة المدى بين الدول. ورغم الجهود التي تبذلها الصّين لتنويع مصادر مواردها الطبيعيّة، إلا أنَّ أهمية منطقة الشّرق الأوسط –وبخاصّة منطقة الخليج، بما تشمل من متنافسين إقليميين، أعني إيران والسعودية، ستزداد مع نمو الطلب المحلي في البلاد. وبالمقابل، فإنَّ زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري والغاز، أسهمت في جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم لأول مرة منذ عام 1973م لذلك، ستستمر في استبدال نفط الشرق الأوسط بنفطها في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا، وبالتالي خلق هذا علاقة جيدة بين الصين والشرق الأوسط. تطورت مصالح روسيّا في الطاقة في الشرق الأوسط بشكل كبير منذ فرضت الحكومات الغربية عقوبات عليها في أعقاب اندلاع الأزمة الأوكرانية في عام 2014م، ولذلك، دفعت حاجة روسيا لتأمين أسواق جديدة لنفطها وغازها، وجذب الاستثمارات من دول الخليج، للعمل مع منتجي النفط الرئيسين(مثل المملكة العربية السعودية)من أجل تحقيق استقرار أسعار النفط الدوليّة، وتقويض المساعي الأوروبية لتنويع إمدادات الغاز الطبيعيّ لديها، وكذلك دعم وصول النفط والغاز الروسيّ إلى آسيا. في الوقت الذي يحاول فيه العالم تقليل اعتماده على الوقود الأحفوري في إطار اتفاقية باريس العالمية، كيف سيؤثر التحول نحو الطاقة النظيفة في الوضع الراهن بين دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط والغاز، ذلك إذا أعلنت الشركة السعودية المملوكة للدولة أنها تخطط للتوسع في مشاريع استخراج الوقود الأحفوري لأول مرة في الخارج؟. هذا يعتمد على طبيعة التحول، يبدو أن الغاز الطبيعيّ والنوويّ سيكونان جزءاً رئيساً من عملية التحوّل، الأمر الذي سيفيد ببساطة الدول الغنية بالغاز في المنطقة، ولا سيما قطر وإيران. إلاّ أنّ ذلك لن يكون جيداً للمملكة العربية السعودية بخاصّة، وهي أكبر منتج للنفط في المنطقة، وبالتالي، سيؤدي الانتقال إلى الطَّاقة النظيفة إلى تقويض مركزها المهيمن في أسواق الطاقة وفي منطقة الخليج أيضاً، وفي الوقت نفسه، سيستفيد منافسها الرئيس(إيران)بشكل كبير على المدى الطويل، إذا استطاعت التخلّص من العقوبات الأمريكية، وأصبحت دولة رئيسة مصدِّرة للغاز، وكذلك الأمر بالنسبة لقطر، سوف تستمر بالتمتع بالاستقلال الذاتي كونها أكبر مصدّر للغاز الطبيعيّ المسال في العالم. على الصعيد الدولي، اجتمعت المملكة العربية السعودية، إلى جانب الكويت وروسيا والولايات المتحدة، لمنع اعتماد تقرير الهيئة الحكومية الدوليّة في السابق، والذي أبرز الحاجة إلى الحدّ من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، هل يمكن أن ينمو هذا التحالف في السياسات الدولية لتغير المناخ، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك في مستقبل اتفاقية باريس؟.
تصعب رؤية عمليّة مواءَمة بين هذه الدول الأربع كمجموعة مركبة، فكل واحدة من هذه الدول لديها جملة من الأهداف الفردية، ويمكن القول: إنَّ الكويت والمملكة العربية السعودية أكثر تقارباً إلى حدٍّ كبير، في حين أن روسيا والمملكة العربية السعوديّة، على الأقل في المدى القصير، لديهما مصالح مشتركة فيما يتعلق بإدارة تدفقات السُّوق، ومع ذلك، لا يمكن النظر إلى الولايات المتحدة على أنها جزء من هذه المجموعة، بل إنها ليست مجرد تجمّع هكذا، لكنها هي على الأغلب تجمُّع مصالح قد تتفق هذه الدول إلى حدٍّ ما في سياساتها، لكني أعتقد أنها مجرد مصالح متصادفة. ولكن هل يمكن أن يؤثر ذلك في مستقبل اتفاقية باريس؟ نعم يمكنها فعلاً إحداث هذا التأثير، لكن ليس كتحالف، بل كدول فردية، فالولايات المتحدة لاعبٌ مهم للغاية في مجال الطاقة، والمملكة العربية السعودية لها دور رئيس أيضاً في كونها الفاعل الأساس في منظمة أوبك، ومع كل التأثير الذي يمكن أن تحدثه في سياسات تغيُّر المناخ الدولية. حتّى ساحات ومساحات دول البلقان تعد كحيّز جغرافي استراتيجي لمسارات الطاقة وخطوطها، بنكهة تماثل ديكتاتورية الجغرافيا السورية في قلب أوروبا، بمثابة بريد سياسي وعسكري واقتصادي تجاري يوصل جلّ الرسائل المتتالية للفدرالية الروسية عبر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتادت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي على هذا الأستخدام والتوظيف الشامل لساحات ومساحات دول البلقان، عندّ كل مفصل قاطع ومرحلة مفصلية من مراحل خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية المتأرجحة، تبعاً لمحطات الصراع وقت الحرب الباردة وما بعدها وحتّى اللحظة الراهنة، بعد الفشل الأمريكي في الحدث السوري. زيارات قادة وكوادر وعناصر وأدوات مجتمع المخابرات الأمريكية المتعددة للبلقان، لم تتوقف يوماً ان لجهة السريّة منها، وان لجهة العلنيّة أيضاً، فصراع الأدمغة حاضر مع مجتمع المخابرات الروسي، ومجتمع المخابرات التركي، فالأخير يعتبر البلقان مناطق امتداد جغرافي لتركيا، في أحشاء جغرافية القارة العجوز أوروبا. الدولة التركية تعتمد بشكل كبير وحيوي واستراتيجي بادمان مزمن على مصادر الطاقة الخارجية وخاصةً النفط والغاز، وفي المعلومات تستورد أنقرة أكثر من خمسة وسبعين بالمائة من احتياجاتها من مصادر الطاقة المتنوعة، وتدفع ثمناً لذلك أكثر من خمسة وستين ملياراً من الدولارات الأمريكية سنويأً، بعبارة أخرى، ما تدفعه تركيا هو أكثر من ربع فاتورة وارداتها الأجمالية، وهذا يمكن اعتباره أهم معضلة عميقة ومتفاقمة تواجه تركيا، ولها عقابيلها وامتداداتها بالأمن القومي التركي، وتحت عنوان عريض: أمن الطاقة، ومحاولات الكيان الصهيوني في اللعب بأمن الطاقة التركي، بعد هندستها على المستوى الأمني المخابراتي، لتقود الى مستويات سياسية ودبلوماسية متقدمة وتنسيقات عسكرية ومخابراتية، خاصةً وبعد تحولات الميدان السوري لصالح الجيش العربي السوري العقائدي، ومحاولات الأخير العميقة والمتعددة والمستمرة لآغلاق الحدود مع تركيا بقوّة النيران بمساعدة حلفائه وخاصة الروسي والأيراني. وأنقرة تعتمد بشكل أساسي على روسيّا في استيراد الغاز وبشكل منتظم وبأسعار عادية الى حد ما، مع استيرادها لكميات أخرى من ايران والعراق وأربيل وأذربيجان وقطر والجزائر، وهناك مسارات ضغوط تمارس على النخبة الحاكمة في أنقرة، لفتح شراكات مع “اسرائيل” لأستيراد الغاز الطبيعي منها، وعبر انشاء خط من الأنابيب يمتد من حقول للغاز تقع غرب ميناء حيفا المحتل، وعبر قبرص اليونانية الى الداخل التركي، ونعتقد أنّ هذه المحاولة الأسرائيلية عبر واشنطن تشكل قمّة الخطورة، كونها تدخل كطرف أساسي في خطة الأمن القومي التركي بشكل عام وأمن الطاقة Energy security، وأمن المجال الحيوي التركي وللتأثير على المجال الجيوبولتيكي لمجتمع المخابرات التركي، ان لجهة الداخل التركي المحتقن أصلاً بفعل الحدث السوري وارتدادات الأرهاب المدخل الى الداخل التركي، حيث ادلب باتت قنبلة تتهيء للتفجّر والتفجير في الوجه التركي، وان لجهة الخارج التركي الساخن والمتحفّز أصلاً للهجوم على أنقرة وبفعل الحدث السوري أيضاً، وتوظيفات أنقرة لورقة اللجوء السوري لممارسة الضغوط المطلوبة على القارة الأوروبية العجوز وعلى رأسها ألمانيا، حيث ألمانيا مؤخراً تساوقت مع تركيا درجة الثمالة في المواقف من حيث تداعيات الوضع السوري، في موقف غريب ويخضع لمزيد من القراءات المختلفة من قبل مراكز الدراسات التي تقدّم توصياتها الى مجتمعات المخابرات الأقليمية والدولية المعنية بالشأن التركي والألماني. وفي المعلومات الحديثة نجد أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، تضغط على تركيا من أجل الدخول في شراكة حقيقية مع كل من قبرص اليونانية والكيان الصهيوني، لتشكيل حلف اقتصادي ثلاثي لمواجهة القبضة الفولاذية الروسية على سوق الطاقة في هذه المنطقة بالذات، وللحد من الطموحات الأيرانية ذات الأمكانيات الكبيرة والمتسارعة في النمو، وخاصةً بعد تمسك الأوروبي بالاتفاق النووي بالرغم من الأنسحاب الأمريكي الأحادي منه، وشروع الأوروبيون في مواجهة العقوبات التي فرضتها واشنطن على ايران بعهد الراحل ترامب والعائد لاحقاً، حيث المتضرر الأكبر بعد طهران هي أوروبا برمتها، وعقابيل ذلك الأيجابية على الدولة الوطنية الأيرانية، والتي لم تقدّم تنازل واحداً للغرب وللأمريكان منفردين أو مجتمعين، حيث ملف الصواريخ البالستية الأيرانية، ليس جزءً من الأتفاق، ولم يكون ولن يكون وهو برنامج دفاعي بامتياز. وتحدثت معلومات استخبارات الطاقة المسرّبة وعن قصد كما نعتقد، قامت وفود مشتركة من شركات أمريكية واسرائيلية بزيارة تركيا، للبحث في التوقيع على عقود(طاقوية)مع أنقرة لغايات انشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الأسرائيلي الى القارة الأوروبية، وعبر قبرص وتركيا تحت سطح البحر بطول يزيد عن 500 كيلو متر من حقل(لفيتان)البحري المحتل “الأسرائيلي”، والواقع غرب ميناء حيفا بمسافة 135 كيلو متر وحتى مرفأ جيهان التركي وبسعة 16 مليار متر مكعب، ثم على امتداد الساحل القبرصي وبعمق ألفي متر لأستحالة مروره طبعاً على الساحل اللبناني والسوري، والأخير هو الممر الأفضل لهذا الأنبوب وبتكلفة أقل ووقت أقل، وأضافت المعلومات أنّ تشغيل هذا الخط سيكون من منصة انتاج وتخزين وتفريغ عائمة على سطح البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يتوجه نحو الشمال الشرقي باتجاه ساحل قبرص اليونانية كما أسلفنا للتو. وأمام هذا المشروع الأقتصادي الطاقوي الخبيث باعتقادي، تحديات وعوائق كثيرة وليست محصورة فقط بالأبعاد المالية واللوجستية والوقت الذي يحتاجه في التأسيس والبناء والتقنيات الضرورية، بل التحدي الأمني وما يمكن أن يتعرض له من أخطار وعمليات ارهابية، بفعل الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والمصنّع في لبنان(المراد تسخينه أمريكيّاً وسعوديّا على الأقل الآن)وارتداداته على تركيا و”أسرائيل” ودول الجوار الأخرى، فمن تكلفة مالية تزيد عن ثلاثة مليارات من الدولارات، الى تكلفة الأنتاج المرتفعة، الى وجود مشاريع أخرى لنقل الغاز من ايران وقطر والسعودية ومصر في اطار منطقة الشرق الأوسط وبجانب سورية ولبنان لاحقاً. بجانب كل هذه التحديات الآنف ذكرها، هناك التحديات السياسية، حيث عدم وجود الثقة بين أطراف هذا المشروع الثلاثي، والذي تهدف من ورائه الولايات المتحدة الأمريكية، الى تشكيل وتصنيع حلف نيتوي اقتصادي في مواجهة سلاح الطاقة الخطير الذي تملكه الفدرالية الروسية يقف على حدودها الجنوبية مع تركيا. الولايات المتحدة الأمريكية بكارتلاتها العسكرية والمخابراتية والأعلامية والأقتصادية المختلفة والمتنوعة، قلعة هائلة من الفولاذ، ويزداد سطحها شروخاً وشروخاً مع مرور الوقت، والحد الأدنى المطلوب منّا كعرب أن لا نزيدها شروخاً تلو الشروخ، لكن على الأقل ألاّ نعمل على رتقها لتلك الشروخ، وعرب روتانا(مش حتئدر تغمض عينيك)ومن دار في فلكهم من باقي البعض العربي، يحاولون الرتق سياسيّاً واقتصاديّاً وماليّاً، وبدل من مكافأة هذا البعض العربي الأنبطاحي المتصهين على فعلهم هذا من قبل اليانكي الأمريكي، أخرجوا لهم قانون جاستا لاستحلابهم حتّى أخر ريال وآخر دولار، ونلحظ أنّ ادارة بايدن تسعى بثبات الى احياء فكرة ترامب السابقة، لتأسيس تحالف الشرق الأوسط الجديد – ميزا MESA وهي اختصار : Middle East Strategic Alliance وهو تحالف عسكري مخابراتي عميق بجوهره، يتكون من دول الخليج بجانب مصر والأردن، وسيكون نطاق عمله الجغرافي: مياه الخليج والبحر الأحمر والبحر المتوسط وحتّى المحيط الأطلسي في حال اقناع المغرب وموريتانيا الأنظمام له، وسيركز على المعابر المائية الأستراتيجية كمضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس كممر مائي ومضيق جبل طارق، وكل ذلك تحت عنوان مواجهة ايران ونفوذها الحيوي كدولة اقليمية تعبر عن فائض قوّة، وسيكون تمويله من الدول الأعضاء، وسيكون على مستوى رؤساء الأركان ومدراء المخابرات ووزراء الداخلية والمالية أيضاً. إن شروخ هذه القلعة صارت أكبر من محاولات الترميم لا الرتق، لذلك واشنطن تدفع باتباعها للمشاكسات التصعيدية سياسياً وقانونياً وميدانياً لتحصل على مكتسبات قابلة للصرف على طاولة المفاوضات، ولكنها في لحظة الأقتراب من المواجهة العسكرية المباشرة تعود لأستخدام استراتيجيات المكابح لديها، تمهيداً لجولة تصعيد جديدة وتوظيف الجميع ضد الجميع. اليانكي الأمريكي يسعى الى تحويل تعزيز وجوده في العراق المحتل، لغايات فرض من يمثل مصالحه، كالكاظمي من جديد على ضوء نتائج الانتخابات العراقية المرتقبة أو غيره ممن هو أقرب اليها – خاصةً في ظل عودة ايران الى مفاوضات فينا، هي تحاول أن يكون من هو بموقع رئيس وزراء العراق، من يمثل الأتجاه الولاياتي الأمريكي، وإلى تحويل وتموضع هذه الحالة، بحالة حصان طروادة لينفذوا من خلالها الى المشاركة الفاعلة في رسم وترسيم مستقبل العراق المحتل، بعد أن صار العراق المحتل أولوية أمن قومي أمريكي متفاقم لغايات العبث بايران واستقرارها. الرسم والترسيم الأمريكي سيكون عبر الجغرافيا العراقية التي تغلغلت فيها داعش في السابق، وهذه الجغرافيا بديمغرافيتها ذات طابع سنّي حيث لداعش وجلّ الأرهاب حواضن فيها. بعبارة أخرى، أمريكا تسعى وبثبات إلى خلق وتخليق قوّة سنيّة ضخمة تكون قادرة على فرض الأقليم السنّي، الذي طالما بحثت عنه أمريكا وأدواتها الأقليمية والبعض عراقية عنه عبر مجاميع الأرهاب الداعشيّ. الجبهات الحربية في المنطقة مترابطة رأسيّا وأفقياً بعمق، من جبهة ريف حلب، وريف ادلب، وحرب الشمال السوري والشمال الشرقي لجل سورية، وريف دير الزور الشرقي والرقّة، إلى معارك الجيش العراقي والحشد الشعبي مع بعض بؤر الإرهاب، والمتضرر من رتم انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه، يلجأ إلى الميدان ولغته. نواة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي ذراع جنين الحكومة الدولية، تجترّها اجتراراً للأستراتيجيات الولاياتية الأمريكية السابقة التي طبقت بالماضي البعيد والقريب على حد سواء، مع تعديلات وتحسينات واضافات هنا وهناك، وتجديد للأدوات من دول وظيفية وحركات وأحزاب وتيّارات تنفذ الخطط والعمليات القذرة، مع تحسينات للمبرّرات واستخدامات للمصطلحات بكثافة على شاكلة المعزوفات التالية: الحرية والتحرر، وحقوق الأنسان والأنعتاق من نير الظلم، والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، والحاكمية الرشيدة وتطوير الموارد البشرية، والشفافية والنزاهة، ومحاربة الفساد، وما الى ذلك من مصطلحات وكلمات تستلذ لسماعها الأذن البشرية وتطرب، وتسترخي الأجساد الذكورية والأنثوية لها على حد سواء، الى درجة الاستمناء في التماهي والتساوق. جزء من هذه الأستراتيجيات الأمريكية حول العالم بعناوين فرعية لكنّها هامة، تتمفصل في تشجيع واسناد جلّ الحركات الجهادية المسلّحة في أماكن النفوذ الأمريكي وما يعتبر مجال حيوي وجزء من أمنه القومي، على المطالبات بالأنفصال وتشكيل الكيانات او الدويلات وعلى طول الحدود ما بين تواجدها ومراكز الدول التي تطالب بالأنفصال عنها.
عنوان قناتي على اليوتيوب البث عبرها أسبوعيّا.
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
منزل – عمّان : 5674111 خلوي: 0795615721
سما الروسان في 10 – 10 – 2021 م.
التعليقات مغلقة.