حركة حماس الفلسطينية تعلن اختتام اجتماعات مكتبها السياسي في القاهرة
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم السبت، اختتام اجتماعات مكتبها السياسي، بقيادة رئيس الحركة إسماعيل هنية، وحضور أعضاء المكتب السياسي من الداخل والخارج، في العاصمة المصرية القاهرة.
وأوضحت “حماس”، في بيان وصل “قدس برس”، أن “قيادة الحركة بحثت خلال الاجتماعات التي استمرت على مدار الأيام الماضية، الملفات والتطورات كافة في المجالات المختلفة.
وأضافت أن الملفات التي جرى بحثها هي “مجريات الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وقضية الأسرى وحصار غزة، وأوضاع شعبنا في أماكن وجوده كافة في الداخل والخارج، خاصة في أعقاب معركة سيف القدس التي لا تزال نتائجها تتفاعل على الصعيدين الداخلي والخارجي، وترخي بظلالها الإيجابية على المشروع الوطني باتجاه المزيد من تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته”.
وأكدت “مكانة جمهورية مصر العربية الشقيقة ودورها في المنطقة والقضية الفلسطينية”، معبرة عن شكرها لاستضافتها قيادة حماس ولقاء وزير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وفريق الجهاز الذي يتابع الملف الفلسطيني بما فيه قضايا غزة وبقية الملفات.
وأشارت إلى أن “المجتمعين ناقشوا المتغيرات السياسية، سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي، وتداعياتها على القضية الفلسطينية؛ حيث أكدت الحركة مواقفها الثابتة تجاه قضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وتجاه قضايا الأمة ومصالحها العامة”.
وأكدت حماس “حرصها على الاستقرار لدولنا العربية والإسلامية، والعمل على تطوير العلاقات البينية معها، بما يخدم مصالح وقضايا الأمة وشعبنا الفلسطيني”.
وطالبت قيادة حماس السعودية بـ”الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لديها، وفي مقدمتهم الأخ الدكتور محمد الخضري، وإنهاء هذا الملف بما يليق بالمملكة وتاريخها مع الشعب الفلسطيني”.
كما هنّأت حماس الشعب اللبناني على تشكيل حكومته الجديدة، داعية إلى حماية حقوق أهلنا في مخيمات لبنان، وتخفيف معاناتهم الإنسانية إلى حين عودتهم إلى وطنهم فلسطين”.
القدس والأقصى قلب الصراع
وقال البيان “وقفت قيادة الحركة أمام سبل النهوض بالمشروع الوطني وتحقيق تقدم فيه في ظل التحديات الكبرى التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية، خاصة سلوك الاحتلال الذي يعمل على تصفية القضية الفلسطينية في مختلف المستويات، سواء عبر المضي في مسار التطبيع والتمدد نحو عواصمنا العربية، مستغلاً حالة الانشغال الذاتي لدول الأمة وشعوبها، أو بالتمدد الاستيطاني وقضم المزيد من الأرض، وممارسة التهويد المنظم لمدينة القدس، وتقسيم المسجد الأقصى المبارك، والذي كان آخر إجراءاته القرار الباطل بالسماح للصهاينة بالصلاة فيه”.
وشددت على أن “قضية القدس والمسجد الأقصى هي قلب الصراع، ومحور ارتكاز ارتباط الأمة والشعب الفلسطيني بقضية فلسطين، وأن القدس والأقصى خط أحمر، ونحذر الاحتلال من المساس بهما، وأننا سنعمل بكل قوة لحمايتهما مهما كان الثمن، من كل مشاريع الاحتلال سواء الرامية لتقسيم الأقصى أو تهويد القدس”.
وأكدت “ضرورة حشد طاقات الأمة بكامل مكوناتها ودولها وقواها الفاعلة لدعم القضية الفلسطينية لمواجهة المشروع الصهيوني ومخططاته”.
ورحّبت حماس “بخطوات المصالحات الإقليمية وتسوية الخلافات بين دولنا العربية والإسلامية، والتي سيكون لها التأثير الإيجابي على قضيتنا وأمتنا”.
اعتماد رؤية لإنهاء الانقسام
وذكرت حماس أنها “ستعمل على تحقيق وحدة شعبنا الفلسطيني، وإنهاء الانقسام الذي يحاول الاحتلال استغلاله بفرض الوقائع على الأرض، فيما يتنصل العالم من مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية بما يتطلب سرعة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني”.
وأوضحت أن قيادة الحركة اعتمدت رؤية لإنهاء الانقسام تقوم على “السعي لإعادة تشكيل قيادة الشعب الفلسطيني وفق الأسس الديموقراطية والوطنية لتشكيل قيادة مركزية واحدة متمثلة بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، تضم الجميع لتكون منطلقاً لتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته كافة”.
وأكدت “الاستعداد للانخراط في عملية جادة لإعادة ترتيب القيادة الفلسطينية عبر بوابة الانتخابات، أو التوافق على تشكيل قيادة مؤقتة لفترة زمنية محددة ومتفق عليها تمهيداً للوصول للانتخابات”.
وشددت على ضرورة “التوافق على استراتيجية وطنية نستلهم فيها مواطن القوة لشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وصياغة برنامج سياسي وطني متوافق عليه بين كل مكونات شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وتشكل هذه الاستراتيجية منطلق العمل السياسي والجهادي والميداني؛ كون شعبنا ما زال في مرحلة التحرر الوطني لاستعادة حقوقنا الوطنية كاملة بعودة اللاجئين وتحرير الأرض وإقامة دولتنا كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس”.
ودعت للاتفاق على “رؤية للمقاومة الشاملة وإدارتها لمواجهة المشروع الصهيوني بكل الوسائل والأدوات ضمن الرؤية الاستراتيجية الوطنية للمواجهة الشاملة مع الاحتلال الصهيوني ومخططاته، ووقف تمدده في المنطقة، وكبح جرائمه وسياساته العنصرية والتصفوية”.
وحذّرت قيادة حماس من سياسة الاحتلال في تكريس الاستيطان وتمدده الخطير، مؤكدة “الوقوف أمامه وضده بمختلف الوسائل وبكل ما أوتينا من قوة”.
وحيّت حماس “أبناء شعبنا في بيتا حراس الجبل الأبطال، وفي مختلف مواقع الاشتباك المباشر مع الاحتلال، ونؤكد أن حالة الاشتباك الدائم هي الحالة الطبيعية التي ستتواصل وتتعمق، وأن المقاومة بأشكالها كافة هي الوسيلة الدائمة للتعامل مع الاحتلال وممارساته وسياساته العدوانية”.
العمل بكل جهد لتحرير الأسرى
وأضافت “كما بحثت قيادة الحركة ما يتعرض له أسرانا البواسل من ممارسات الاحتلال البشعة بحقهم، وتدارست حال جميع الأسرى، خاصة إضراب المعتقلين الإداريين، مع التطرق إلى ما يجري بشأن صفقة التبادل وسلوك الاحتلال في ذلك، وأكدت قيادة الحركة حرصها على إتمام صفقة جديدة تضمن استجابة العدو لمتطلبات تحرير الأسرى”.
وبيّنت حماس أنها تعمل في قضية الأسرى على مسارين، “الأول: الوقوف معهم وإلى جانبهم ومن خلفهم في حقوقهم كافة داخل السجون، والثاني العمل بكل جهد لتحرير أسرانا البواسل، وبكل الطرق والوسائل المتاحة”.
وقالت “لن تتردد الحركة في السير في أيّ خطوة مهما بلغت من أجل تحرير أسرانا وأسيراتنا من سجون الاحتلال”.
ودعت أبناء شعبنا إلى استمرار التضامن وبكل أشكاله مع أسرانا، وكشف الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
العمل لكسر وإنهاء الحصار
وأكدت سعيها “لتحقيق حياة كريمة لشعبنا في أماكن وجوده كافة، في الداخل والخارج على طريق العودة والتحرير بإذن الله”، مشددة على “ضرورة تكامل الأداء لتكريس وحدة شعبنا والعمل نحو تحقيق أهدافه المشروعة”.
ولفتت إلى أنها “ستواصل العمل لكسر وإنهاء الحصار الظالم المفروض على شعبنا الفلسطيني في غزة، مرحبين وداعمين للجهود التي تبذلها كل من دولة مصر ودولة قطر الشقيقتين من أجل بدء الإعمار وكسر الحصار عن قطاع غزة، بما في ذلك استكمال المنحة القطرية وتأمين وصولها لأهلنا في غزة”.
وحيّت حماس “أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 على صمودهم وتشبثهم بأرضهم والدفاع عن حقوقهم كاملة، فهم جزء أصيل من شعبنا الفلسطيني المتمترس في أرضه والمدافع عن حقوقه”.
وأضافت “كما نوجه التحية لأبناء شعبنا كافة، في مناطق اللجوء والشتات كافة، والوقوف إلى جانبهم حتى تحقيق العودة لأرض الآباء والأجداد في فلسطين”.
وتابعت “نحيي أبناء الحركة وكوادرها وأنصارها في كل الساحات والأماكن، ونؤكد في بداية هذه الدورة الانتخابية الجديدة سعينا إلى استنهاض كل طاقات حركتنا لتكون خادمة لمشروعنا الوطني، وخادمة لقضايا الأمة بما يعود بالنفع على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية”.
وأشارت إلى “الانفتاح على كل المجتمع الدولي، والترحيب بقنوات الحوار التي يمكن أن تفضي إلى تعزيز مكانة قضيتنا وحق شعبنا في التحرر من الاحتلال”.
وقالت: ترحب الحركة بالمواقف الإيجابية كافة التي تعبر عنها النخب والمكونات السياسية، سواء كان ذلك في دول الاتحاد الاوروبي أو حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم.
وختمت قيادة حماس بيانها بالقول “كما توجه قيادة الحركة التحية والاعتزاز لأبطالنا المجاهدين، وجرحانا الميامين، ولعوائل شهدائنا أجمعين، الذين مضوا إلى العلا دفاعاً عن قضيتنا العادلة المقدسة”.
التعليقات مغلقة.